كرة القدم في مصر القديمة.. حين لعب الفراعنة بالساحرة المستديرة
وائل سامى
رغم أن كرة القدم تُعرف اليوم بأنها "لعبة القرن"، فإن جذورها تمتد إلى آلاف السنين، حيث تشير العديد من النقوش والبرديات إلى أن القدماء المصريين كانوا يمارسون ألعابًا تشبه كرة القدم منذ العصور الفرعونية، في مزيج مدهش من الرياضة والطقوس الدينية والترفيه.
النسخة الفرعونية من كرة القدم
اكتشف علماء الآثار من خلال النقوش الموجودة على جدران المعابد في الأقصر وسقارة أن المصريين القدماء مارسوا لعبة تُعرف باسم "تيحنو"، كانت تُلعب بكرة مصنوعة من القماش أو الجلد المحشو بالنخالة أو القش. كان اللاعبون يتبارزون فيها بهدف تمرير الكرة دون سقوطها على الأرض، أو محاولة إدخالها في دائرة محددة، وهي فكرة قريبة جدًا من كرة القدم الحديثة.
الرياضة في خدمة الملك والدين
كانت هذه الألعاب تُقام في المناسبات الدينية أو الاحتفالات الكبرى، وغالبًا ما يشرف عليها الفرعون نفسه كراعٍ للرياضة، لتأكيد قوته وعلاقته بالآلهة. وتُظهر الرسوم أن النساء أيضًا شاركن في بعض الألعاب بالكرة، مما يعكس روح المساواة والتنوع في النشاط الرياضي بمصر القديمة.
أدوات اللعب وبداية التنظيم
الكُرات التي عُثر عليها في المقابر الملكية كانت تُصنع من جلد الماعز أو الكتان الملفوف بخيوط الكتان، ما يدل على اهتمام المصريين بتطوير أدواتهم الرياضية. كما وُجدت دلائل على وجود فرق منظمة، ما يجعل القدماء المصريين من أوائل الشعوب التي مارست الرياضة بروح جماعية وتنافسية.
الباحثون يؤكدون: الفراعنة سبقوا العالم
يقول علماء المصريات إن هذه الألعاب لم تكن مجرد تسلية، بل كانت "تربية بدنية" تهدف إلى تنمية القوة والمرونة والانضباط، وهي المبادئ نفسها التي تقوم عليها كرة القدم الحديثة اليوم. ويرى بعض المؤرخين أن المصريين القدماء نقلوا حبهم للألعاب بالكرة إلى شعوب أخرى عبر التجارة والاحتكاك الثقافي.
إرث خالد
من الواضح أن عشق المصريين لكرة القدم ليس وليد العصر الحديث، بل هو امتداد طبيعي لتراث حضاري ضارب في القدم. وإذا كانت الجماهير اليوم تملأ المدرجات لتشجع الأهلي أو الزمالك، فإن الأجداد الأوائل كانوا يملأون ساحات المعابد ليهتفوا لأبطالهم الفراعنة.


















