عاجل
الإثنين 22 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي

75 % من الفتاوى تناقش أحكام الذكاء الاصطناعي.. وخبراء يحذرون من تحوله إلى «إله رقمي»

شهدت فعاليات المؤتمر العالمي العاشر لدار الإفتاء المصرية، اليوم الثلاثاء، انطلاق الورشة الأولى التي نظمها المؤشر العالمي للفتوى تحت عنوان: "تطوير أطر أخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في دعم العمل الإفتائي"، بمشاركة نخبة من العلماء والخبراء والمتخصصين.



 

أدار الورشة الدكتور عبد الصمد اليزيدي، رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، الذي أشاد باستمرار دار الإفتاء المصرية في تنظيم مؤتمرات تجمع أهل الاختصاص من مختلف دول العالم، مؤكدًا أن رصد المؤشر العالمي للفتوى لتوجهات الفتوى عبر العالم يخدم المسلمين جميعًا، وليس المصريين فقط.

 

الذكاء الاصطناعي بين الإباحة والتحريم

 

في كلمته، أوضح الدكتور طارق أبو هشيمة، مدير المؤشر العالمي للفتوى، أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة تقنية، بل أصبح فاعلًا محتملًا في مجالات ترتبط بالقيم والروحانيات، وعلى رأسها المجال الديني والإفتائي، مما يستدعي وضع ضوابط دقيقة لاستخدامه.

 

وكشف عن نتائج دراسة أعدها المؤشر، أظهرت أن 75% من الفتاوى تناولت الأحكام الشرعية المتعلقة باستخدامات الذكاء الاصطناعي وأغراضه، بينما ذهب 85% من الفقهاء إلى جوازه بشرط خلوه من المحاذير الشرعية، في حين رأت 15% من الفتاوى أنه محرم إذا كان يهدف إلى استبدال خلق الله تعالى.

وشدد أبو هشيمة على ضرورة الاجتهاد الفقهي الجماعي، وتطوير مهارات المفتين لمواكبة القضايا التقنية المعاصرة، مع وضع أطر تشريعية وأخلاقية مستمدة من قيم الشريعة، وتدريب النماذج الذكية على بيانات دينية موثوقة ومتنوعة.

 

تحذيرات من الاعتماد الكلي على التقنية

 

من جانبه، أكد الدكتور سامي الشريف، الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، أن توظيف الذكاء الاصطناعي قضية عالمية بالغة الأهمية، لافتًا إلى أن الاعتماد المفرط عليه قد يسبب خللًا في فهم الناس لأصول الدين، إذ بات كثير من الشباب يلجأون إلى "الشيخ جوجل" بدل التواصل المباشر مع المفتي البشري.

 

أما الدكتورة إلهام شاهين، مساعد الأمين العام لشؤون الواعظات بمجمع البحوث الإسلامية، فطرحت تساؤلًا: "لمن نضع الأطر الأخلاقية؟ للمفتي أم للمستفتي؟"، مشددة على أن خطورة الذكاء الاصطناعي تكمن في أن مطوريه ليسوا بالضرورة من المسلمين، مما يستدعي ضوابط تحمي خصوصية البيانات، وتمنع الضرر المجتمعي، وتتيح الإشراف البشري.

 

مخاطر التحيز وضعف السيادة الرقمية

 

وأشار الدكتور عمرو عبد المنعم، المتخصص في سوسيولوجيا الإفتاء، إلى وجود نحو 30 نموذجًا ذكيًّا في المجال الدعوي والإفتائي، أغلبها يعاني من تحيز ديني، مؤكدًا أن الفتوى الاصطناعية لا يمكن أن تحل محل الفتوى الحقيقية إلا بعد مراجعة بشرية دقيقة.

 

كما وصف الدكتور أيمن عبد الوهاب، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الذكاء الاصطناعي بأنه "إله رقمي" يحتاج إلى مزيد من الضوابط الشرعية والأخلاقية، في ظل غياب السيادة الرقمية عن معظم الدول.

 

وأكد الكاتب الصحفي علاء الغطريفي، رئيس تحرير "المصري اليوم"، أن الذكاء الاصطناعي ليس "جنيًّا" قادرًا على استخلاص المعلومات الكاملة بدقة مطلقة، داعيًا إلى وضع معايير وحدود واضحة لاستخدامه، مع التفرقة بين دور العالِم ودور الآلة.

 

أما الخبير في الإعلام الرقمي خالد البرماوي، فرأى أن الحل لمواجهة المحتوى الديني المغلوط الذي تعتمد عليه النماذج الذكية هو تدشين قواعد بيانات ضخمة داخل كل مؤسسة دينية.

 

واختتم الدكتور حمادة شعبان، عضو مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، بالتنبيه إلى أن بعض الاستخدامات الحالية للذكاء الاصطناعي قد تعطل العقل البشري، مشيرًا إلى ظهور روبوتات إعلامية تحرض على العنف، مما يتطلب مواجهة جادة لتحديات هذه التقنية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز