

طارق الشناوى
كلمة و 1 / 2..
المخرج جمال عبدالحميد.. (نبض عروقه كبرياء)
فى برنامج (الستات) تقديم سهير جودة ومفيدة شيحة عبر قناة (النهار)، كشفت زوجة المخرج الكبير جمال عبدالحميد عن معاناته التي يعيشها قبل أكثر من 13 عامًا عندما وجد أنه خارج الخريطة الفنية، المخرج الكبير أجرى مؤخرًا جراحة خطيرة، بعد أن تعثر أثناء سيره فى المنزل.
يقينا مخرجنا الكبير كما أعرفه من المستحيل أن يطلب العمل ولا أن يشكو من تجاهل أو عدم وفاء الزملاء، مؤكد أن الزوجة باحت بالكثير بحسن نية وبرغبة صادقة لكى تساعده على تجاوز الخطر الذي يعيشه، مع إدراكها أن ندرة أو بالأحرى عدم توافر فرص العمل أثر سلبًا على مخرجنا الكبير.
لا تزال المكتبة الدرامية تحتفظ له بالكثير من أعماله الناجحة مثل (أرابيسك) و(زيزينيا) و(ريا وسكينة) وفوازير (عالم ورق ورق) لنيللى و(حاجات ومحتاجات) لشريهان وغيرها، جمال صاحب بصمة وله رصيد معتبر، ولكنه فجأة وجد نفسه يقف على الخط، ثم انتقل إلى مقاعد المتفرجين، أعلم جيدًا أن إحساس الفنان بأن هناك من يقصيه عمدًا عن المشهد، تجعل حياته لا معنى لها.
آخر مرة التقيت مخرجنا الكبير قبل عامين فى مهرجان (الدراما) الذي أقامته نقابة الممثلين فى (العلمين) تشاركنا فى لجنة التحكيم مع الكاتب عبدالرحيم كمال والنجمة إلهام شاهين.
ويجب أن أذكر أنه كان يقظًا ومتابعًا جيدًا لكل الأعمال التي قدمت وله رأى ورؤية صادقة وعميقة، لم يشك أبدًا من التوقف القصرى المفروض عليه، المؤكد أن بداخله قطعًا جبالاً من الغضب، ولا يدرى متى تزول تلك الغمة؟
جمال من المخرجين الذين يملكون رؤية درامية وبعض أعماله مثل (ريا وسكينة) أدرك جيدًا أنه أعاد الكتابة، مما أسفر عن غضب الكاتب مصطفى محرم، رغم أن جمال لم يكتب اسمه على النص، مشاركًا مصطفى، ولكنه أعاد كتابة التتابع الدرامى، ومنح المسلسل بتلك الإضافات، رواجًا شعبيًا.
كان الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة شديد الإعجاب بموهبته، بعد جيل الكبار محمد فاضل وإنعام محمد على وإسماعيل عبدالحافظ، ولهذا منح جمال مساحة خاصة فى أعماله.
الدراما التليفزيونية تغيرت أبجديتها عن الماضى إلا أن جمال يستطيع استيعاب الحالة الجديدة للدراما تقنيًا وفكريًا، رغم تغيير المفردات الإبداعية، ودخولنا عصر الرقمنة.
لم أره يشكو أبدًا أو يطلب العمل، ولهذا حزنت وأنا أشاهد السيدة زوجته فى برنامج (الستات) وهى تنقل للملايين معاناته، أعلم جيدًا أن (نبض عروقه كبرياء)!
نقلًا عن مجلة روزاليوسف