
المهندس إيهاب محمود: تصريحات الرئيس السيسي عن غزة تُجسد ضمير الأمة وتكشف زيف المتاجرين بالقضية

تسجيلي
في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، ومع تزايد مشاهد القتل والدمار التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين العزل، خرج الرئيس عبد الفتاح السيسي بمجموعة من التصريحات الحاسمة، التي لم تكن فقط موقفًا سياسيًا، بل جاءت بمثابة صرخة ضمير تعبّر عن مصر وشعبها وتاريخها.
وفي هذا السياق، علّق المهندس إيهاب محمود، الخبير الاقتصادي ورئيس اللجنة الاقتصادية بحزب الجيل الديمقراطي بالإسكندرية، مؤكدًا أن كلمات الرئيس السيسي كانت بمثابة "بيان تاريخي" يعيد وضع النقاط فوق الحروف، ويكشف الحقائق أمام العالم، بعد أن أصبح الصمت الدولي أقرب إلى التواطؤ.

إبادة ممنهجة... ورؤية مصرية ثابتة
قال المهندس إيهاب محمود إن تأكيد الرئيس السيسي على أن ما يحدث في غزة هو "إبادة ممنهجة لتصفية القضية الفلسطينية"، يمثل الموقف العربي والإسلامي الحقيقي من العدوان، ويُبرز أن مصر لا تنظر إلى ما يحدث على أنه مجرد "صراع مسلح"، بل تراه جريمة إنسانية مكتملة الأركان، هدفها إنهاء الوجود الفلسطيني عبر القتل الجماعي والتجويع والتشريد.
وأكد أن هذا التصريح لا يحمل فقط شجاعة سياسية، بل يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته الأخلاقية والقانونية، بعدما بات الصمت تجاه ما يجري في غزة بمثابة شراكة في الجريمة.
أكثر من 5 آلاف شاحنة مساعدات... ومصر لا تساوم
وأوضح المهندس إيهاب أن ما كشفه الرئيس بشأن وجود أكثر من 5 آلاف شاحنة مساعدات جاهزة داخل مصر في انتظار السماح بالدخول، يعكس حجم الالتزام المصري تجاه الشعب الفلسطيني، ويُفنّد تمامًا كل الحملات الممنهجة التي تتهم مصر زورًا بأنها تشارك في حصار القطاع.
وأضاف أن مصر، ومنذ اندلاع الحرب، لم تتوقف لحظة عن إرسال الدواء والغذاء والوقود، رغم التهديدات الأمنية ومحاولات التشويه الإعلامي، مشيرًا إلى أن مصر لا تساوم على القضية الفلسطينية، ولا تبحث عن مكاسب سياسية من دماء الأبرياء.
نداء للرئيس ترامب... وموقف أخلاقي لا يُشترى
ونوّه إيهاب محمود إلى أن تكرار الرئيس السيسي لندائه إلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والعالم أجمع لوقف الحرب، يدل على أن مصر لا تتعامل مع القضية من منظور علاقات المصالح فقط، بل تتحرك من منطلق إنساني خالص، وتستخدم كل أدواتها الدبلوماسية للضغط من أجل فتح المعابر وإغاثة السكان المحاصرين.
وأشار إلى أن هذه الرسائل العلنية تؤكد أن مصر لا تخشى توجيه اللوم لأي طرف، حتى لو كان حليفًا دوليًا، طالما أن هناك مجازر تُرتكب بحق المدنيين.

لا بوابة للتهجير... بل للحياة
وفي تعليقه على تصريحات الرئيس بأن "مصر ستظل بوابة لدخول المساعدات، لا بوابة لتهجير الشعب الفلسطيني"، شدد المهندس إيهاب محمود على أن هذه العبارة تختصر الموقف المصري كله، وترسخ الخط الأحمر الوطني الذي ترفض القاهرة تجاوزه، مهما كانت الضغوط.
وقال إن مصر كانت ولا تزال حامية القضية الفلسطينية، وترفض بشكل قاطع جميع المشاريع المشبوهة التي تسعى لتصفية القضية عبر التهجير القسري، مضيفًا: "من أرض مصر لا تُصدر المآسي... بل تُرسل القوافل، وتُمد الجسور، ويُبنى الأمل."
تقليص عدد الشاحنات... جريمة لا تغتفر
وأشار إيهاب إلى خطورة ما أعلنه الرئيس السيسي حول أن عدد الشاحنات التي كانت تدخل غزة قبل الحرب كان يتراوح من 600 إلى 700 شاحنة يوميًا، بينما انخفض الرقم إلى صفر خلال الـ21 شهرًا الماضية، معتبراً ذلك جريمة دولية موصوفة، تعني استخدام التجويع كسلاح إبادة، وهو ما يتعارض مع كل المعاهدات والمواثيق الإنسانية.
ودعا إيهاب المجتمع الدولي للتحرك العاجل والضغط لفتح المعابر بشكل فوري، وإنهاء سياسة العقاب الجماعي التي يتعرض لها الفلسطينيون في القطاع.
كلمة ختامية من قلب مصر
وفي ختام حديثه، أكد المهندس إيهاب محمود أن موقف الرئيس السيسي يُعبّر عن وجدان كل مصري وعربي شريف، وهو موقف متّزن، ووطني، وإنساني، يجمع بين القيادة الحكيمة، والثوابت التاريخية، والبعد الأخلاقي العميق.
وقال: "من أرض مصر تخرج دائمًا المواقف التي تُكتب في التاريخ... ومن كلمات الرئيس السيسي خرجت اليوم شهادة للحق، ستبقى في ضمير الأجيال، وتُسجَّل كصوت منير في زمن الظلام العالمي".
تسجيلي