مذيع الـبي بي سي يرصد الفضيحة على الهواء مباشرة
فشل تنبيه الطوارئ في المملكة المتحدة.. والبريطانيون يسخرون من الحكومة
شيماء حلمي
سخر البريطانيون اليوم الأحد، من نظام التنبيه للطوارئ الذي ضرب ملايين الهواتف في جميع أنحاء المملكة المتحدة بسبب تأخره.
ورغم المخاوف، أطلقت الأجهزة المتصلة بشبكات الجيل الرابع والجيل الخامس في جميع أنحاء بريطانيا إنذارًا يشبه صفارات الإنذار، واهتزت وعرضت رسالة تحذير لمدة 10 ثواني في حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر اليوم حسب توقيت جرنتيش.
وكان هذا أول اختبار من نوعه منذ عام 2023، وواجه تدقيقًا من قبل خبراء حذروا من أنه قد يعرض الأشخاص لخطر الإصابة بالنوبات القلبية، ويهدد سلامة مرض القلب، ويتجاوز حدود التطفل.
وتم رصد المشجعين في الأحداث الرياضية في جميع أنحاء بريطانيا في المدرجات وهم ينظرون إلى هواتفهم أثناء انطلاق التنبيهات، بينما كان المذيعون التلفزيونيون على استعداد للرد أثناء حدوثها.
ولكن فشل نظام الطوارئ، الذي تكلف تمويله ما يصل إلى 25.3 مليون جنيه استرليني خلال السنوات الثلاث الماضية، واضطر مقدمو البرامج على الهواء مباشرة في قناة “بي بي سي” نيوز إلى ملء وقت الهواء عندما فشلت صفارات الإنذار في الظهور في الموعد المتوقع.
وكان عنوان الإشعار الذي وصل في النهاية هو "تنبيه شديد"، وكان نصه: "هذا اختبار لخدمة التنبيهات الطارئة، وهي خدمة حكومية بريطانية ستحذرك إذا كانت هناك حالة طوارئ حقيقية تهدد الحياة في مكان قريب".
ورغم أن إخطار اليوم كان بمثابة تدريب، فإن التحذيرات الحقيقية مخصصة لسيناريوهات الخطر على الحياة مثل الحرائق الكبيرة أو الفيضانات أو الهجمات الإرهابية - وقد صدرت خمس مرات في الماضي.
تم نشره في يناير الماضي لتحذير ملايين الأشخاص في اسكتلندا وأيرلندا الشمالية من مخاطر العاصفة إيوين.
وتلقى نحو 3.5 مليون شخص في ويلز وجنوب غرب إنجلترا تنبيهات خلال العاصفة “داراغ” في ديسمبرالماضي.
كما تم إرسال تحذيرات في ظروف أكثر تفردًا، مثل عندما تم العثور على قنبلة غير منفجرة من الحرب العالمية الثانية تزن 500 كجم في حديقة في بليموث في فبراير 2024 - مما أدى إلى إطلاق تنبيه إلى 50 ألف من السكان.
تم إطلاق نظام التنبية للطوارىء لأول مرة في عام 2023، عندما كشفت وزيرة مكتب مجلس الوزراء السابقة البارونة نيفيل رولف أن النظام سيكلف "25.3 مليون جنيه استرليني كحد أقصى".
وكان حوالي 5 ملايين جنيه استرليني من هذا المبلغ مخصصًا لعقد مع شركة فوجيتسو - وهي شركة تكنولوجيا معلومات يابانية - بالإضافة إلى 18.6 مليون جنيه استرليني أخرى لمقدمي شبكات الهاتف المحمول واختبارات الأمن والعمل القانوني.
وشكر النائب العمالي دارين جونز الجمهور على "المشاركة" في تنبيه التدريب اليوم، وقال إنه "سيساعد الحكومة في الحفاظ على أمن البلاد على مدار 24 ساعة في اليوم، 365 يومًا في السنة".
ومع ذلك، سارع العشرات من البريطانيين غير الراضين إلى وسائل التواصل الاجتماعي للسخرية من النظام بعد تأخر استلامه - مما أثار تساؤلات حول ما قد يحدث في حالة طوارئ حقيقية.
سخر أحد الأشخاص من الموقع التواصل الاجتماعي"إكس" في الساعة 3:09 مساءً: "حسنًا، تأخر إنذار الطوارئ ست دقائق! لو كان إنذارًا نوويًا، لما كان لديّ وقت للاختباء تحت الطاولة."
وقال آخر في الساعة 3.19 مساءً: "لقد تأخر تنبيه الطوارئ الخاص بي لمدة 18 دقيقة، وسأكون في ورطة كبيرة إذا كان هناك تنبيه حقيقي".
كتب ثالث في الوقت نفسه: "من المطمئن للغاية معرفة أنه عند الحاجة إلى إرسال تنبيه طارئ، سيتأخر ٢٠ دقيقة على الأقل، أتساءل إن انتظرتُ طويلاً، سيأتي ثلاثة تنبيهات دفعة واحدة، هذا نموذجي من موثوقية الحكومة."
وفي حالات أخرى، أفاد البعض عبر الإنترنت أنهم لم يتلقوا التنبيه على الإطلاق.
كتب أحد المعلقين الساعة 4:06 مساءً: "لم أتلقَّ التنبيه مرة أخرى، لم يرن هاتفي قط، كنت في سوبر ماركت مزدحم للغاية آنذاك، ولم يرن إلا عدد قليل جدًا من الهواتف."
وقالت إحدى السيدات، التي رن هاتفها ثلاث مرات في الساعة 3.07 مساءً: "لا تقلقي" إذا لم تتلقي التنبيه اليوم، فمن الواضح أنني تلقيت رسالتك لأنني تلقيتها ثلاث مرات".
اختار مخططو الطوارىء" “COBR" الساعة الثالثة بعد الظهر لما أطلق عليه "إنذار هرمجدون" في محاولة لتقليل الاضطراب.
ويعد هذا التدريب هو الأكبر من نوعه في مجال السلامة العامة، وسيتم إرساله إلى حوالي 87 مليون هاتف في المملكة المتحدة، حيث تقول الحكومة إن حوالي 95 في المائة من السكان لديهم إمكانية الوصول إلى شبكات الجيل الرابع أو الخامس.
تم تصميم نظام الإنذار، الذي تم تقديمه لأول مرة في عام 2023، لتقديم "معلومات منقذة للحياة" في أوقات الأزمات، مثل أثناء حرائق الغابات أو العواصف.
لكن الخبراء حذّروا من أن الاختبار يحمل في طياته مخاطره الخاصة.
وصرح أحد أخصائيي الاستجابة للتوتر الحاد بأن إنذار الطوارئ قد يُسبب نوبات قلبية لدى بعض الأشخاص، إذ قد يُسبب استجابةً تُعرف بـ"الهرب أو المواجهة".
















