عاجل
الأحد 2 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
القدس عربية
البنك الاهلي

التهجير القسري نهجًا أمريكيًا منذ 149عامًا.. السياسات الاحتلالية

تهجير الهنود الحمر
تهجير الهنود الحمر

أثار اقتراح الرئيس الأمريكي ترامب لنقل وتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الدول المجاورة بحجة عدم ‏وجود أماكن صالحة للسكن والعيش في قطاع غزة بعد حرب ‏الإبادة ‏الصهيونية، رفضًا حاسمًا.



 

ولكن لم تكن دعوات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لترحيل وتهجير أهالي غزة وليدة اللحظة، بل تعكس نهجا أمريكيًا متجذرًا في عقول الأمريكان منذ القدم، وهو ما يظهر جليًا في تاريخ الولايات المتحدة مع السكان الأصليين "الهنود الحمر" .

السكان الأصليين لأمريكا الهنود الحمر
السكان الأصليين لأمريكا الهنود الحمر

 

قصة التهجير القسري للهنود الحمر:

 

في 31 يناير 1876، انتهجت الولايات المتحدة الأمريكية سياسة عزل السكان الأصليين، إذ تم إجبارهم على العيش في محميات أشبه بمراكز احتجاز، وذلك بعد تصاعد النزاع بين الحكومة الأمريكية والهنود الحمر حول ملكية أراضي بلاك هيلز، الممتدة بين ولايتي داكوتا الجنوبية ووايومنج، ورغم أن الحكومة الأمريكية قد اعترفت في عام 1868 بأحقية الهنود الحمر في هذه الأراضي بموجب معاهدة رسمية، فإنها سرعان ما تخلت عن التزاماتها مع اكتشاف الذهب في المنطقة.

 

نقض العهود وتفاقم النزاع

 

وفقا للمعاهدة، كان من المفترض أن يحصل السكان الأصليون " الهنود الحمر" على أراض واسعة تُعرف باسم "محمية سيوكس الكبرى"، مع وعود بتزويدهم بالطعام والاحتياجات الضرورية.  ولكن تدفق عمال المناجم والمستوطنين البيض إلى بلاك هيلز “سلسلة جبلية تمتد من ولاية داكوتا الجنوبية وحتى وايومنج” أدى إلى انتهاك المعاهدة، وزادت ضغوط المستوطنين على الحكومة للسماح لهم بالبقاء.

جبال بلاك هيلز
جبال بلاك هيلز

 

جبال بلاك هيلز
جبال بلاك هيلز

 

 

اكتشاف الذهب وتزايد الصراع:

 

مع تزايد الاكتشافات الذهبية، توسعت رقعة المدن المستولى عليها، وحاولت الحكومة في البداية كبح تدفق المستوطنين، لكنها سرعان ما رضخت لمطالبهم" وأعلن الرئيس الأمريكي يوليسيس جرانت آنذاك عزمه إعادة النظر في الاتفاقيات المبرمة مع زعماء الهنود الحمر.

 

وفي منتصف عام 1875، زار وفد من زعماء محمية "سيوكس" واشنطن لمحاولة إيجاد تسوية، حيث عرض عليهم الرئيس الأمريكي الانتقال إلى محمية صغيرة في أوكلاهوما مقابل تعويض مادي، لكن السكان الأصليون رفضوا هذا العرض وطالبوا بوقف انتهاك أراضيهم.

 

ولكن بعد رفض الهنود الحمر، أصدرت الحكومة الأمريكية في نوفمبر 1875 إنذارًا نهائيًا لجميع القبائل بضرورة إخلاء أراضيهم والانتقال إلى محمية جديدة بحلول 31 يناير 1876. 

 

وحينما رفض ذلك زعماء الهنود الحمر، تحرك الجيش الأمريكي بسرعة، حيث أمر الجنرال فيليب شيريدان في 8 فبراير 1876 بشن هجوم عسكري على القرى المقاومة. المعارك والمقاومة

 

قاد الزعيمان "الثور الجالس" و"الحصان الغاضب" مقاومة شرسة ضد الاحتلال الأمريكي، وحقق محاربو قبائل لاكوتا سيوكس وشمال شاين انتصارًا كبيرًا في معركة "روزبود" يوم 17 يونيو 1876، ملحقين خسائر فادحة بالقوات الأمريكية بقيادة الجنرال جورج كروك. 

الزعيم الثور الجالس
الزعيم الثور الجالس

 

 

 

رغم ذلك، نسبت القوات الأمريكية النصر لنفسها، وأوقفت القتال مؤقتا بانتظار التعزيزات.

 

وهكذا، جسدت أحداث بلاك هيلز نموذجا صارخا للسياسات الإقصائية الأمريكية، التي امتدت عبر التاريخ وصولا إلى سياسات التهجير الحديثة بغزة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز