نصير شمة: سعدت بإشادة وزير الثقافة بلوحاتي.. وانتظروا تجربة روحانية مختلفة مع المنشد محمود التهامي

يعرف المصريون الموسيقار العراقي "نصير شمة" جيدا، فصورته هو محتضنا عوده محفورة في أذهانهم، فطالما لامست نغماته التي تنطلق حرة من أوتار هذا العود شغاف قلوبهم، وحلقت بهم ألحانه حيث الفضاء الرحب، فاستحق بذلك لقب أسطورة العود العربي، لكنهم هذه الأيام يتعرفون على جانب آخر من إبداعه، كفنان تشكيلي صاحب بصمة خاصة، حيث استبدل العود بالفرشاة، من خلال معرضه (ربع تون) المنعقد حاليا بجاليري الباب بدار الأوبرا المصرية ليمثل امتداد لتجربة فنية عمرها أكثر من ثلاثة عقود مع الفن التشكيلي، ورغم أن "نصير" قد شارك من قبل في عدة معارض جماعية مرموقة، وقدم معرضا خاصا به في دولة الإمارات، إلا أن (ربع تون) يعد معرضه الأول في مصر، ليثبت قدرته على العزف بالألوان من خلال مجموعة من اللوحات التي تمتلك لغة بصرية غاية في الشاعرية، وفي حوارنا معه سألناه عن تفاصيل معرضه الجديد، وعن حفلاته المقبلة في مصر، وعن تفاصيل مشروعه المرتقب مع المنشد "محمود التهامي" وإلى نص الحوار 

 

لماذا اخترت القاهرة لتكون مكانا لمعرضك الثاني؟

 

جاءت هذه الفكرة بحرص من دكتور وليد قانوش رئيس قطاع الفنون التشكيلية، حيث أهديت له قبل أشهر الكتاب الذي صدر عن معرضي الأول في أبو ظبي، والذي كان يضم صور لمجموعة من اللوحات التي عرضت به، فأثارت اللوحات إعجابه، وبعد فترة تواصل معي، وعرض علي فكرة إقامة معرض بالقاهرة، فرحبت بشدة، خاصة أني أعتبر مصر موطني الثاني.

 

 

وما سر اختيار (ربع تون) ليكون عنوانا لمعرضك؟

 

(ربع تون) يشير إلى هوية الموسيقى العربية والشرقية، وأردت أن أربط المعرض بفكرة الهوية، وربع تون في الموسيقى يمكن تعميمها على مجالات أخرى للإبداع، فهناك كثير من الأشياء في حياتنا تحتاج إلى عولمة، نستخدمها كمفردات في حياتنا منها (الربع تون)

 

 

اللوحات كلها تمتلك لغة بصرية موحدة، فاللوحات جميعها بها من نفس الروح، وكل لوحه يمكن تأويلها بأكثر من تفسير، مما يترك للمتفرج حرية تفسير كل لوحة حسب قراءته لها، حدثني عن أسلوبك في هذا المعرض، ولماذا اخترت هذا الأسلوب تحديدا؟

 

الأسلوب هو الشخص نفسه من الصعب أن أفسر لماذا استخدمت هذا اللون بهذه الطريقة، فالأمر يعتمد بالأساس على الحالة المزاجية الآنية في لحظة الرسم، وعلى الحالة النفسية بشكل عام، وتعتمد أيضا على الخلفية الشخصية والاجتماعية وسعة الاطلاع على تجارب الآخرين في كل أنحاء العالم، كل هذا يجتمع، ويظهر على شكل لوحة، فاللوحة ما هي إلا قطعة قماش بيضاء يملأها الفنان من خلال فكره، وثقافته.

 

 

كم عدد اللوحات في المعرض، وما المدة الزمنية التي استغرقتها لإتمامه؟

 

يحتوي المعرض على 61 لوحة، وبدأت في العمل عليها مع انتشار فيروس كورونا، وانتهيت منه منذ وقت قريب، أي أن العمل استغرق حوالي أربع سنوات.

 

وزير الثقافة الدكتور "أحمد هنو" قام بافتتاح المعرض بنفسه قبل أيام، ما الذي يمثله لك هذا الأمر؟ وما هو انطباعه عن اللوحات المعروضه؟

 

الدكتور "أحمد هنو" صديق عزيز، وصاحب شخصية دافئة، وهو ابن الفلسفة، واهتمامه بالمعرض، وقدومه ليفتتحه بنفسه أمر ليس غريبا عليه، وقد سعدت كثيرا برد فعله حيث أعجب بعدد من الأعمال، ووصفها بأنها تشبه الحفريات القديمة، والحقيقة أن يوم افتتاح المعرض كان مبهرا، حيث حضره حشد مهم من التشكيليين، والمفكرين والمثقفين والإعلاميين والموسيقيين، وقد شعرت في وجودهم بمحبة صادقة.

 

 

- كان من بين الحضور ليلة الافتتاح المنشد "محمود التهامي" وقد تحدث يومها عن تعاون مرتقب بينكما، ما تفاصيل هذا التعاون؟

 

لم تتضح ملامحه بعد، والقصة ترجع إلى أنني قدمت حفلات (ليالي العشق الإلهي) منذ عشر سنوات تقريبا، وخلال تلك الحفلات قدمت كل الأصوات المشهورة والمعروفة هذه الأيام، حيث شارك فيها مثلا "أسماء المنور، وريهام عبد الحكيم، وأجفان الأمير، ومجد القاسم، وخالد سليم، وفؤاد زبادي" وغيرها من الأصوات العظيمة التي اشتركت في (ليالي العشق الإلهي) وبما أن المنشد "محمود التهامي" مهتم بجانب العشق الإلهي فقد وجدنا في ذلك فرصة في تقديم عمل جديد يجمعنا، فانتظروا تجربة روحانية مختلفة، وقريبا سنعلن عن تفاصيلها

 

 

وهل تنوي تقديم حفل موسيقي في القاهرة قريبا؟

 

 هناك احتمال كبير أن أقدم حفلا قبل رمضان على المسرح الكبير بدار الأوبرا، بمصاحبة الاوركسترا العربي، وفي 21 من فبراير سأقدم حفل في البحرين، بالإضافة إلى معرض تشكيلي، وفي أكتوبر لدي جولات في أوروبا، وكندا، وأمريكا.