عزت العلايلي.. عملاق السينما المصرية

تحل اليوم الذكرى الرابعة لوفاة الفنان القدير عزت العلايلي الذي رحل في 5 فبراير 2021 تاركًا ارثًا فنيًا ضخمًا ومتنوعًا في المسرح، السينما، والتلفزيون. 

ولد العلايلي في 15 سبتمبر 1934بحي باب الشعرية بالقاهرة، وعشق التمثيل منذ نعومة أظفاره، لاعتياده الذهاب مع والده لمشاهدة مسرحيات يوسف بك وهبي، ونجيب الريحاني، وانجذب إلى ذلك العالم الساحر، وكان ينتهز فرصة خروج والديه، ويبني مسرحًا داخل المنزل من أخشاب السرير، ويدعي أطفال الجيران لمشاهدة عروضه.

وكان أول ظهور له على شاشة السينما في فيلم "يسقط الاستعمار" 1952، وكان لا يزال صبيًّا في مدرسة الشيخ صالح الابتدائية، عندما عرض عليه زميل له يعمل والده "ريجيسيرا"، أن يصطحبه إلى استديو شبرا، ليصوّر مشهدًا واحدًا ضمن مجموعة تلاميذ في مدرسة يخرجون في جماعة يرددون: "يسقط الاستعمار". 

حصل العلايلي على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1960،وعمل بعد تخرجه معدًا للبرامج التلفزيونية وحقّق نجاحًا في الإعداد التلفزيوني، حيث أعد برنامج "رحلة اليوم"، وكان يجوب به ربوع مصر لتصوير أفلام قصيرة عن كل محافظة في يوم واحد، ولفت البرنامج انتباه الرئيس جمال عبدالناصر، وطالب بالمزيد من هذه النوعية التثقيفية من البرامج التي تعرِّف المصريين بتراث وتاريخ ورموز بلدهم ،ثم عمل مخرجًا لمدة ثلاث سنوات، و بدأ مشواره الفني من خلال فيلم "رسالة من امرأة مجهولة" عام 1962 والذي كان بمثابة بدايته السينمائية ، ثم انطلق بعدها للعمل في السينما والتلفزيون وقدم الكثير من الأعمال الناجحة، وكذلك عمل مع العديد من كبار المخرجين وعلى رأسهم يوسف شاهين، وصلاح أبو سيف.

 تميز العلايلى باسلوبه واندماجه في الشخصيات التي يقدمها، كذلك تميز باختياره للأدوار وتنوعها. كما شارك البطولة مع العديد من كبار النجوم وعمل معهم في فترة الستينات والسبعينات. 

واختير له 10 أفلام ضمن أفضل وأهم 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، حسب استفتاء النقاد عام 1996 وهم: "بين القصرين 1964، قنديل أم هاشم 1968، الأرض 1970، الإختيار 1971، زائر الفجر 1975، على من نطلق الرصاص 1975، السقا مات 1977، إسكندرية ليه؟ 1979، أهل القمة 1981، الطوق والإسورة 1986". شارك العلايلي في أكثر من 85 فيلمًا ،60 مسلسلًا، و8 مسرحيات، ومن أبرز تلك الأدوار السينمائية: " الطريق إلى إيلات، المنصورية، التوت والنبوت، السيد البلطي ، والناس والنيل" ، كما قدّم أدورًا بارزة في التلفزيون ، منها : "راس القط، وبوابة الحلواني " ،و شارك أيضا في عدة مسرحيات من أهمها : "أهلا يا بكوات، ثورة قرية ". ولقب العلايلي "بابن البلد العترة ".

ونال عدة جوائز منها : جائزة أحسن ممثل عن فيلم "الطريق إلى إيلات". كان العلايلي دائمًا يفتخر بانتمائه العربي، وشارك خلال مسيرته الفنية في عدة أفلام عربية مميزة، منها "طاحونة السيد فابر" 1973 للمخرج الجزائري أحمد راشدي، و"سأكتب اسمك على الرمال" 1979 للمخرج المغربي عبد الله الصبّاحي، و"بيروت يا بيروت" 2020 للمخرج اللبناني مارون بغدادي. وعرف عزت العلايلي بالوطنية الشديدة وشارك في التصدي للاحتلال الإنجليزي وقد سُجل اسمه في كشوف المقاومة الشعبية في مدن القناة ضد الاحتلال الإنجليزي وهو لا يزال طالباً.