الرجل الذي قاس الكرة الاراضية منذ 977 سنة
عاجل.. CNN تصف أبوريحان البيروني بأحد العمالقة الذين غيروا العالم
شيماء حلمي
تحت عنوان "عمالقة غيروا العالم: الرجل الذي قاس العالم"، سلطت شبكة CNN الإخبارية الأمريكية الضوء على حياة العالم المسلم أبو الريحان البيروني، الذي عاش خلال الفترة من إلى973 إلى 1048 ميلادية.
وقالت CNN: في الوقت الذي دخلت فيه أوروبا في العصور المظلمة، كان العالم الإسلامي يعيش عصرًا ذهبيًا للاكتشاف الفكري, مشيرة إلى أن أبو الريحان البيروني "973-1048"، كان أحد الشخصيات الرئيسية في هذا العصر، وهو عالم بارز أرست إنجازاته الأساس للعديد من العلوم الحديثة.
وأوضحت الشبكة الإخبارية الأمريكية أنه من فرضيته حول دوران الأرض إلى قياساته لقطر الأرض، أصبحت أعماله بمثابة جسر بين إرث العصور القديمة والابتكارات المستقبلية ــ بما في ذلك تلك التي ظهرت فيما بعد في أوروبا في عصر النهضة.
وقالت إن البيروني ولد في مدينة خوارزم، في شمال غرب أوزبكستان الحالية، وكان رجلاً ذا علم ومعرفة واسعين لدرجة أن مدينة حديثة تحمل اسمه الآن - بيروني.
وأشارت CNN إلى أن البيروني متعدد اللغات، فأتقن العربية واليونانية والفارسية والسنسكريتية، ومنحته هذه البراعة اللغوية القدرة على الوصول إلى المعرفة القديمة لهذه الحضارات الرائعة.
ووصف شبكة CNN مساعي "البيروني"، الفكرية بأنه لا حدود لها تقريبًا، وشملت الكيمياء وعلم الفلك، مؤكدة أنه كان موسوعيًا ومؤرخًا وجغرافيًا وجيولوجيًا وفيلسوفًا وعالم دين إسلاميًا.
وووصفت مساهماته في مجالات الدراسة بأنها كانت عميقة ودائمة، ولا تزال أعماله وملهمة وذات صلة حتى يومنا هذا.
العصور المبكرة للاكتشافات الكونية
وقالت إن العالم الكبير البيروني كان من أوائل من قدموا إسهامات كبيرة في دراسة الفضاء، وقد تجلى شغفه بعلم الفلك في 95 من أصل 146 عملاً له.
وأكدت شبكة CNN الإخبارية الأمريكية أن البيرونية، لم يكتف بحساب نصف قطر الأرض ودورانها فحسب، بل ابتكر أيضًا ربع دائرة مرتجل لقياس ارتفاع الشمس، وطور طريقة لتحديد كثافة المواد من خلال نسبة الكتلة إلى الحجم، لافتة إلى اكتشافاته أصبحت الأساس الذي بنى عليه عباقرة مثل جاليليو جاليلي وإسحاق نيوتن أعمالهم بعد قرون.
كما ألهمت أعمال البيروني عالم الفلك ريتشارد دانثورن، الذي اعتمد على دراسات أطوار القمر، وتوقيت الاعتدالين، وبيانات الكسوف لتحديد تسارع القمر.
وأصبحت هذه المساهمة الرائعة نقطة انطلاق لأجيال المستقبل من الباحثين، ورسخ اسمه في التاريخ باعتباره أحد أعظم العقول في عصره.
مؤسس علم الهنديات
أصبح البيروني عالم فلك في بلاط محمود الغزنوي، سلطان الإمبراطورية الغزنوية، وكان يرافق السلطان في رحلاته الاستكشافية إلى الهند، حيث سجل ملاحظاته عن هذه الأرض المجهولة والغامضة.
وأكسبت جودة أعمال البيروني شهرة عالمية، وتم الاحتفال به كعالم أنثروبولوجيا وإثنوجرافي ومؤرخ للعلوم الهندية.
وقد أدت رحلاته وأبحاثه إلى تأليف كتاب "الرسالة التفسيرية في تعاليم الهنود المقبولة عقلاً أو المرفوضة"، وقد اعتبره البيروني أهم أعماله الموسوعية.
ويأتي في المرتبة الثانية كتاب "التسلسل الزمني للأمم القديمة"، والذي وصف بأنه سرد أنثروبولوجي عالمي للثقافات المختلفة وشهادة على اهتمامه العميق بالناس والأماكن من حوله.
إرث الابتكار العلمي
اليوم، وبمبادرة من رئيس جمهورية أوزبكستان شوكت ميرضيائيف، يتم دراسة وتعزيز إرث شخصيات بارزة مثل أبو الريحان البيروني بنشاط في مركز الحضارة الإسلامية في أوزبكستان. المركز عبارة عن مبنى مهيب في قلب طشقند، تم إنشاؤه لسرد قصص هؤلاء المثقفين الأوزبكيين والحفاظ على أعمالهم التحويلية لسنوات عديدة قادمة.
ويظل اسم البيروني مرادفًا للحكمة والسعي وراء المعرفة والإلهام، ويستمر في تحفيز الأجيال القادمة على البحث عن الحقيقة وإجراء اكتشافات علمية جديدة.
كان مصدر البيروني إلهامًا للعلماء والرياضيين لأكثر من ألف عام، ولا يزال تأثيره محسوسًا حتى يومنا هذا. بالإضافة إلى مدينة سميت باسمه، حصل الآن أيضًا على جائزة مخصصة لإرثه.
وفي الدورة 220 للمجلس التنفيذي لليونسكو في أكتوبر الماضي، أُعلن أن جائزة اليونسكو-أوزبكستان الدولية ستحمل اسم البيروني تقديراً لإنجازاته العلمية.
وتكرم الجائزة، التي ستُمنح كل عامين، المشاريع المتميزة التي تعزز الأخلاق والشمولية والتنمية في مجال الذكاء الاصطناعي.
كما تسلط الضوء على التزام أوزبكستان بالحفاظ على إرث البحث والابتكار الذي بدأ منذ أكثر من عشرة قرون مع البيروني.
ومن المقرر أن يقام حفل توزيع الجوائز الأول في نوفمبر 2025 في سمرقند خلال الدورة الثالثة والأربعين للمؤتمر العام لليونسكو.