عاجل
السبت 8 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

غزة لن تنكسر.. وعيوننا ترنو نحو القدس العاصمة كي تبقى فلسطين

مضت 470 يومًا من الحرب الطاحنة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي ضد البشر والحجر وكل مرافق الحياة في قطاع غزة ومع دخول اتفاق وقف إطلاق النار يوم أمس الأحد حيز التنفيذ ، واصل النازحون في مناطق النزوح المختلفة على طول محافظات القطاع حزم أمتعتهم وما تبقّى لهم من أجل العودة لمناطق سكناهم أو ما تبقى من بيوت أو أشباه بيوت للعيش فيها وفوق ركامها ليؤكدوا للاحتلال أن غزة لن تنكسر وستظل صامدة في وجه كل مخططاته الرامية إلى تهجيرهم من بيوتهم.



ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) - في تقرير لها اليوم الاثنين - عن المواطن الفلسطيني ماجد عويضة قوله : إنه رغم مرارة الفراق وألم ما ينتظر النازحين من بيوت مهدمة وأخرى مُسحت بشكل كامل وبنية تحتية مدمرة ، إلا أنهم متشوقون لأن تطأ أقدامهم مدينة غزة الحبيبة التي نزحوا عنها قسرًا طوال أيام الحرب.

وأكد أن النازحين سيعمرون البيوت من جديد لتعود غزة كما كانت وأفضل رغم أن البعض فقد الولد والأخ والأب والأم والزوجة والمسكن والعمل .. مشيرا إلى أن الدمار لا يصيب الأرض فقط بل يترك أثره في القلوب والعقول لسنوات طويلة. ومن جانبه .. أعرب المواطن الفلسطيني سفيان صبح عن أمله في لقاء أهله الذين لم ينزحوا إلى جنوب القطاع وبقوا صامدين..

 

مشيرا إلى أن الحرب أرغمته على النزوح تارة وترك الأهل في غزة تارة أخرى وكلا الخيارين كان صعبًا ، إلا أنه لم يتوقع أن تطول أيام الحرب لهذه الدرجة.

وأضاف : أنه فور سماعه خبر دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، لم يتمالك نفسه وأجهش بالبكاء ولم يدرِ أهو من الفرح أن أزيلت الغمة أم لعدم رؤيته لبعض أقاربه الذين استُشهدوا ودُفنوا ولم يراهم.. معربا عن تمنياته بأن تتم عودة جميع النازحين وأن يتم إطلاق سراح جميع الأسرى.

وبدوره .. قال المواطن الفلسطيني خالد راضي : إنه سيعود إلى بيته لبناء خيام من جديد وبدء حياة صعبة تشاطر الحياة التي عشاها على مدار 470 يومًا..معربا عن أمله في يعم فيها الخير والسلام حتى يحيا الأطفال بأمن رغم قسوة حياة الخيام التي تنتظر النازحين، لافتا إلى أن لا يعرف متى سيشيّد بيته ليسكن فيها كما سكن حب فلسطين في عروقه دائما.

ومن جهته .. أكد الحاج الفلسطيني أبوحسين عبدالله أنه تجرع مرارة العيش في الخيام ، حيث التقلبات الجوية ونقص الإمدادات الغذائية والطبية وأدنى متطلبات الحياة الآدمية، وتجرع العيش بين قماش متهالك يسمى خيمة من أجل إراحة جسده المتعب الهزيل من عمليات النزوح المتكررة التي قام بها كلما عاد إلى منزله في بلدة القرارة .. قائلا : إنه نزح قرابة العشر مرات، كل مرة فيها يتكبد المزيد من التعب والإرهاق سواء الجسدي أو المادي.

وأضاف :"أنه فقد العشرات من الأقارب والأحبة منهم أخيه الأصغر و23 شخصًا من أبنائه وأحفاده في قصف الاحتلال الإسرائيلي على مخيم جباليا في نوفمبر 2023، ما يهون علينا في هذه اللحظات أن شلال الدم النازف سيتوقف وستُحقن فيه دماء العشرات بل المئات كلما استمرت الحرب".

أما المواطن هادي خضير أكد أن النازحين يريدون إثبات للعالم كله أن الشعب الفلسطيني يعشق الحياة والسلام ولكن الاحتلال الإسرائيلي يرفض في كل مرة يجبره على العيش بألم وحزن وفقدان وتشرد..معربا عن فرحته الشديدة بقرب عودته الأسبوع المقبل إلى مدينة غزة رغم جرحها الغائر والدمار الهائل الذي لحق بها، ورغم رائحة دماء الشهداء الزكية التي لم تجف، وآلاف الشهداء ما زالوا تحت ركام المنازل المقصوفة وحطامها.

وقال : إنه سيبني خيمة فوق ركام بيته المدمر في حي الشيخ رضوان وسيعلم أبناءه حب الوطن وعشق ترابه وعدم التفريط في ذرة من ترابه مهما صنع المحتلون والغزاة فيه .. مشددا على أن غزة لن تنكسر كما كانت على مدار التاريخ مقبرة الغزاة وستبقى عيون ترنو نحو القدس العاصمة التي لابد أن تعود إلى الشعب الفلسطيني ويعود مجدها من جديد، وسينجلي الاحتلال وستبقى فلسطين.

وعلى صعيد متصل .. أكد محافظ بيت لحم محمد طه، أن الشعب الفلسطيني يعيش حالة فرح عامة بعد تطبيق الهدنة ووقف حالة القتل التي استمرت أكثر من 15 شهرا في غزة والضفة الغربية إلى جانب إطلاق سراح الأسرى.

وقال محافظ بيت لحم - في مداخلة مع قناة " القاهرة" الإخبارية اليوم - :"إن واقع السجون الإسرائيلية تغير بعد أحداث 7 أكتوبر فقد كانت هناك ممارسات قمعية غير مسبوقة للفلسطينيين في سجون الاحتلال التي أصبحت قبورا للأحياء ويمارس فيها أقسى أنواع التعذيب والتنكيل، كما أن جزءا كبيرا من الأسرى الفلسطينيين مضوا أكثر من 40 عاما في سجون الاحتلال، وهناك 21 فلسطينيا في سجون الاحتلال ما قبل اتفاقية أوسلو لذلك ففرحة الشعب الفلسطيني جاءت عامة".

وأضاف : أن كل الفصائل الفلسطينية ملزمة بالتوافق الداخلي حتى نتمكن من مخاطبة العالم، لذلك لابد من التوحد من خلال برنامج واستراتيجية فلسطينية موحدة، وعلى الجميع مراجعة خياراته المطروحة للمرور من تلك المرحلة الصعبة، وتحقيق الأهداف السياسية لصالح القضية الفلسطينية.

وذكرت شبكة المنظمات الأهلية في غزة - في بيان لها - أن نحو 80% من المنازل والبنى التحتية دُمرت خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة..موضحة أن تقديرات إعمار قطاع غزة تحتاج من 60 مليارا إلى 80 مليار دولار ووقت زمني من 6 إلى 8 أعوام ، وهذا منوط بتوفر الدعم المالي وإدخال البضائع دون تعقيدات أو عرقلة.

وأضافت الشبكة أن القطاع يحتاج إلى مراحل عدة منها الإغاثة الفورية (توفير المأوى والغذاء والدواء) ، والتعافي المبكر لإعادة تأهيل البنية التحتية نسبياً، والمرحلة الأخيرة إعادة الإعمار التي هي بحاجة إلى مخططات هندسية جديدة، وأن الإغاثة والتعافي المبكر يتطلبان تدخلا فوريا، وهما بحاجة وفق التقديرات إلى عامين على الأقل.

وقد ارتكب الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب الإبادة التي شنها على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر لعام 2023 أكثر من 7182 مجزرة حيث أباد 1600 عائلة فلسطينية ومسحها من السجل المدني بقتل الأب والأم وجميع أفراد الأسرة ليصل عدد أفرادها 5612 شهيدًا كما أباد 471 عائلة فلسطينية ، لم يتبقَّ منها سوى فرد واحد ، ليبلغ عدد أفرادها أكثر من 9000 شهيد.

ض

ت

ت

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز