عاجل
الجمعة 7 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

د. حسام الإمام يكتب: عبقري يا سمعة.. والكلام لهنيدي

فعلًا عبقري يا سمعة، بكل ما تحمله الكلمة من معنى أقول عبقري يا سمعة.



 

 

وأقصد هنا بالطبع إسماعيل ياسين الذي نجح عندما وضع اسمه على أفلامه في أن يغير واقع نظرتنا له، لتتحول من مجرد مشاهدة ممثل يجسد شخصية كتبها المؤلف، إلى متابعة لشخص حقيقي نعرفه جيدًا يعيش بيننا اسمه إسماعيل. وكأنه فيلم تسجيلي ينقل لنا توثيقًا لجزء من حياة هذا الشخص المدعو إسماعيل ياسين.

 

طبعًا لا يمكن أن ننسى القيثارة ليلى مراد التي نجحت هي الأخرى في إصدار مجموعة من الأفلام تحمل اسمها، جعلت منها أيقونة تعلق بعقول الناس.

 

لكن بقيت ليلى مراد– في رأيي- تحتفظ في عيون الجمهور بواقعها، كفنانة تؤدي دورًا في فيلم يحمل اسم ليلى. في حين أن إسماعيل ياسين نجح في الخروج عن هذا الإطار تمامًا، ليتحول بالمشاهدين إلى متابعة أفلامه باعتبارها موقفًا مر به إسماعيل ياسين بالفعل في حياته اليومية، موقفًا قام المخرج برصده ثم جاء يحكيه لنا بكل بساطة. تلك هي عبقرية إسماعيل ياسين، عندما أشعرنا أنه جزء من واقعنا، يعيش بيننا ويقوم بتلك الأحداث فعلًا.

 

ربما يفسر لنا ذلك السر وراء استمرار اسماعيل ياسين وأفلامه بعد مرور كل تلك الأعوام على وفاته، كثير من الفنانين العظام قدموا تاريخًا عظيمًا يحترم العقول ويرتقي بها، تاريخًا قد يحمل فكرًا وقيمًا أعظم كثيرًا مما قدمه "سمعة"، لكن أعمال "سمعة" باقية ومستمرة ويتذكرها ويحبها ويضحك عليها الكبار الذين تربوا على مشاهدتها، والصغار الذين لا يعرفون عنها شيئًا.

 

أظن كل الظن أن سر تلك الاستمرارية هو الشعور بأن "سمعة" لا يمثل فيلمًا، بل يحكي لنا حكاياته ومواقفه اليومية.

 

ما يؤكد وجهة نظري، أن بعض الأفلام تحمل اسم اسماعيل ياسين، ثم نجد اسمه في الفيلم "رجب" مثلًا أو "ترمس"، لا شك أن الكاتب والمخرج كانوا منتبهين إلى ذلك، وأغلب الظن أنهم قصدوا أن يفعلوها متعمدين، لتأكيد فكرة أن المشاهد أصبح يتعامل مع شخص اسمه إسماعيل ياسين مباشرة، أيًا ما كان اسمه في الفيلم! كل ما يهمه هو متابعة أخباره وآخر مواقفه الكوميدية.

 

في العصر الحالي لم تلتقط عيني، ولم أشعر بأن أحدًا يمكنه أن ينجح في ذلك إلا محمد هنيدي، الذي أراه يمتلك الكاريزما التي يمكن أن تجعلنا ننتظر "هنيدي في الجيش" و" هنيدي يتحدى كينج كونج"... إلخ. وأزعم أن أفلامه السابقة لو تم توظيفها على هذا النحو لحازت نجاحًا هائلًا، مثلا "هنيدي في أمستردام، هنيدي يقابل الخالة نوسة، هنيدي في الجامعة الأمريكية... إلخ. شخصيته وقبوله يسمح بتلك التجربة.

 

أيضًا أحمد حلمي يمكنه ذلك، لما له من قبول كبير، وإن كان حلمي، إن فعلها، سوف تكون نتائجه قريبة الشبه إلى حد كبير من الحالة التي حققتها السيدة ليلى مراد، أي أننا سوف نظل نراه أحمد حلمي الممثل الشاطر الذي يؤدي دورًا في فيلم يحمل اسمه.

 

لكن هنيدي يستطيع أن يفعلها، إن توافر له كاتب جيد يعي تلك الفكرة ويستطيع أن يرسمها بشكل جيد على الورق.

 

كاريزما محمد هنيدي يمكن أن تذهب إلى هذا الطريق وتنجح فيه، وتجعلنا ننتظر ماذا سوف يفعل هنيدي في الجيش، وماذا سوف يفعل في الجامعة... إلخ. لا أدري لماذا لم يفكر هنيدي في ذلك؟ وكيف لم ينتبه من حوله إلى توظيف موهبته في هذا الطريق؟ بالطبع لن أنصت إلى من يقول إنه سوف يتهم بتقليد إسماعيل ياسين، عادي ولم لا؟ لكنني على يقين أنه سوف يقدم الأمر بأسلوبه الخاص المتميز.

بالتوفيق يا هنيدي.

 

مدير المركز الإقليمي لأخلاقيات المياه

[email protected]

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز