عاجل
الأحد 16 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مختارات من الاصدارات
البنك الاهلي
مينا وحميدة وذروة (ولاد الشمس)!

مينا وحميدة وذروة (ولاد الشمس)!

تابعت مسلسل (ولاد الشمس) الذي منحنا ثقة فى بكرة، شارك عدد كبير من الموهبين، قادهم باقتدار المخرج الجديد شادى عبدالسلام، نسج حالة متكاملة تطل منها على الحياة متجاوزة سور الملجأ، حيث يجرى القسط الأكبر من الأحداث، الكاتب الموهوب مهاب طارق، لا يرى أن (الدراما) مجرد حدوتة مسلية، ولكنها وسيلة، تحمل الكثير من الأفكار، أشار إليها تصريحًا وتلميحًا، أكدت نضج رؤية مهاب طارق.



مسلسل (ولاد الشمس)، نضحت فيه تلك الخصوصية، معبرًا عن طموحه الذي يتجاوز السور الدرامى المتعارف عليه.

الشخصيات على الورق تحمل دائمًا ظلالاً وتفتح الباب لكى تطل عليها من زوايا متعددة الطوابق، قراءة مباشرة من اجل المتعة البصرية والفكرية، وقراءة أخرى وجدانية تحلق بعيدًا، دلالات الملجأ بشخصياته المتعددة، الديكور والملابس والمونتاج والموسيقى الملابس، تسكين الأدوار من اقوى أسلحة المخرج، التناقض الشكلى بين مينا أبوالدهب قصير القامة الخاضع لـ(بابا) ماجد، يؤدى الدور بألق محمود حميدة، يملك كل شىء ويعتقد أنه فقط المسيطر على الحياة.

فى الملجأ غرفة التعذيب، يطلب من المذنب أن يذهب طواعية لمجرد خطأ بسيط وقبل النهاية يجد نفسه معتقلاً داخل أسوار تلك الغرفة.

محمود حميدة، يؤدى الدور بحالة مزاجية عالية، وقناعة ذهنية فائقة، فهو يسمو على الواقع، قافزًا إلى دائرة أخرى فى التعاطى الدرامى، تلمح فيها النظرة واللفتة والأداء الحركى، لا أعتقد سوى أن هذا الدور وكأنه مكتوب على ملامح وأحاسيس حميدة وقدرته على قراءة كل ما هو بين السطور.

الممثل مينا أبوالدهب قصر قامته يضعه فى إطار محدد، إلا أن ما رأيته على الشاشة أكد عمليًا أنه ممثل موهوب، ولديه مخزون متجاوز قيد الجسد، تفهم الشخصية، بكل تفاصيلها، أنت كمتلقٍ، وهذا يحسب للمخرج، لم تتعامل معه كحالة جسدية مختلفة، ولهذا تعايشنا مع الممثل الموهوب الذي يؤدى دورًا متعدد الأبعاد ليس من بينها أبدًا كونه قصيرًا، فهو خاضع بولاء مطلق لبابا ماجد الذي يمثل بالنسبة له الرمز الذي لا نحاسبه، بل هو الذي يحاسبنا، ومن حقه إنزال العقاب بمن يستحق، كما أن مينا الغارق لشوشته فى الحب، يعبر عن سعادته ومعاناته بهذا الحب.

محمود حميدة ومينا أبوالدهب أهم وأعمق ثنائى فى رمضان لأنهما كشفا لنا حقيقة انفسنا بوضوح (الشمس)!.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز