أول من كسر التوزيع حاجز المليون نسخة في تاريخ الصحافة
106 أعوام على ميلاد أديب المرأة وصوت الغلابة.. "إحسان عبدالقدس"
شيماء حلمي
تحل اليوم الأربعاء أول أيام العام الميلادي الجديد 2025، الذكرى 106 لميلاد الكاتب والروائي احسان عبد القدوس، الذي أبصر الدنيا يوم 1 يناير عام 1919، استطاع بأسلوبه الروائي المتميز أن يقوم بنقلة نوعية في الرواية العربية وأن يصل بها إلى العالمية، وترجمت حوالى 65 رواية إلى لغات أجنبية متعددة منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والأوكرانية والصينية.
يعتبر عبد القدوس أكثر كاتب وروائي تحولت قصصه إلى أفلام سينمائية ومسلسلات في تاريخ السينما والتلفزيون، حيث تحولت 49 رواية إلى أفلام، و5 روايات إلى نصوص مسرحية، و9 روايات تحولت لمسلسلات إذاعية، و10 روايات تحولت إلى مسلسلات تليفزيونية.
أبرز أعمال إحسان عبدالقدوس
ومن أبرز الروايات التي تحولت إلى أفلام "لا أنام، لا تسألني من أنا، أنا حرة ،و و يا عزيزي كلنا لصوص" ومن أبرز الروايات التي تحولت إلى مسلسلات "لن أعيش في جلباب أبي، دمي ودموعي ، وابتسامتي" و رواية " في بيتنا رجل " تحولت إلى مسرحية و "قلبي ليس في جيبي ، "وادي الغلابه " تحولت إلى مسلسلات إذاعية.
شارك عبد القدوس في كتابة السيناريو والحوار للكثير من القصص التي تحولت لأعمال فنية منها "لا تطفئ الشمس" ،"إمبراطورية ميم" ،و "أبي فوق الشجرة".
وكانت لنشأة الكاتب احسان أثر كبير على أسلوبه وكتاباته فهو ابن محمد عبد القدوس الذي كان ممثلاً ومؤلفاً مصريًا ومهندسًا للطرق والجسور، و والدته هي السيدة روز اليوسف وهي لبنانية الأصل ولدت في إحدى قرى لبنان، وهي مؤَسِسَة مجلة روز اليوسف ومجلة صباح الخير.
نشأ إحسان عبد القدوس في بيت جده لوالده “أحمد رضوان”، وكان جده من خريجي الأزهر ويعمل رئيس كتاب بالمحاكم الشرعية، وهو بحكم ثقافته وتعليمه متدين جداً، و كان يفرض على جميع العائلة الالتزام والتمسك بأوامر الدين وأداء فروضه والمحافظة على التقاليد، وفي الوقت نفسه كانت والدته الفنانة والصحفية السيدة روز، سيدة متحررة تفتح بيتها لعقد ندوات ثقافية وسياسية يشترك فيها كبار الشعراء والأدباء والسياسيين ورجال الفن، و يقول احسان "كان الانتقال بين هذين المكانين المتناقضين يصيبني في البداية بما يشبه الدوار الذهني، حتى اعتدت عليه بالتدريج واستطعت أن أعد نفسي لتقبله كأمر واقع في حياتي لا مفر منه".
تخرج إحسان فى كلية الحقوق عام 1942، ولكنه لم يعمل في المحاماة فترة طويله واتجه إلى الصحافة فتولى إحسان رئاسة تحرير مجلة روز اليوسف التي أسستها والدته وكان عمره وقتها 26 عاماً، كما تولى رئاسة مجلس إدارة المؤسسة بعد وفاة والدته عام 1958، لكنه لم يمكث طويلاً فقدم استقالته بعد ذلك، وترك رئاسة المجلة لأحمد بهاء الدين، وتولى بعدها منصب رئيس تحرير جريدة أخبار اليوم مرتين: الأولى من عام 1966 إلى عام 1968 والثانية من عام من 1969 حتى 1974.
ثم عين في منصب رئيس مجلس الإدارة إلى جانب رئيس التحرير في الفترة بين 1971 إلى 1974، وكان أول من كسر التوزيع حاجز المليون نسخة في تاريخ الصحافة
انتقل بعدها للعمل ككاتب بصحيفة الأهرام، وفي عام 1975 عُين رئيسًا لمجلس إدارة مؤسسة الأهرام واستمر يشغل هذا المنصب حتى عام 1976، عمل بعدها كاتبًا متفرغًا ومستشارًا بالأهرام.
وحصل عبد القدوس على عدة جوائز وأوسمة منها وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، وسام الجمهورية ،و جائزة الدولة التقديرية في الآداب و الجائزة الأولى عن روايته "دمي ودموعي وابتسامتي" عام 1973،و جائزة أحسن قصة فيلم عن روايته "الرصاصة لا تزال في جيبي".
وفاة إحسان عبدالقدوس
رحل إحسان عبد القدوس في 11 يناير عام 1990 ،تاركًا كنزًا من الروايات والقصص بلغت أكثر من 600 رواية وقصة مازالت حتى الأن متعلقة في أذهان الجمهور والقراء.