عاجل| لمحة من التاريخ الدموي.."ماير" أول ضحية للحرب العالمية الأولى
عادل عبدالمحسن
بعد فشل المفاوضات في الوصول إلى التحقيق في اغتيال ولي عهد النمسا فرانز فرديناند الذي قُتل خلال حادثة سراييفو، لم تتردد امبراطورية النمسا في إعلان الحرب على صربيا في 28 يوليو 1914، مما تسبب في اندلاع الحرب العالمية الأولى، من خلال تطبيق سياسة التحالفات في أوروبا.
وخلال هذا الصراع الذي استمر أكثر من 4 سنوات، قُتل وجُرح ما لا يقل عن 20 مليون شخص، سقطت الضحية الأولى في أوائل أغسطس 1914 على الحدود الفرنسية الألمانية.
وتم تصنيف الملازم الألماني ألبرت ماير لاحقًا من قبل العديد من المؤرخين على أنه أول مقاتل يُقتل خلال الحرب العالمية الأولى.
ألبرت ماير
ولد ألبرت أوتو والتر ماير في 24 أبريل 1892 في مدينة ماجديبورج بألمانيا.
ثم انتقلت عائلته للعيش في مدينة مولوز الواقعة في منطقة الألزاس، والتي كانت تحت السيطرة الألمانية منذ نهاية الحرب الفرنسية البروسية.
بحلول عام 1912، تطوع ألبرت في الجيش الإمبراطوري الألماني.
ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى، كان الأخير موجودا في بداية أغسطس 1914 في مولوز، حيث كان حينها ملازما في فرقة الفرسان 29، التابعة لفوج المشاة الألماني 29.
الضحية الأولى للحرب
قبل الإعلان الرسمي للحرب بين ألمانيا وفرنسا، نفذ ماير، برفقة بعض الجنود تحت قيادته، صباح يوم 2 أغسطس 1914، غزوًا محدودًا للأراضي الفرنسية.
ومع تقدمهم، واجهت وحدة ألبرت ماير جنديًا فرنسيًا ينتمي إلى إحدى فرق الدورية. وخلال هذه المناوشة هرب الجندي الفرنسي من موقعه، ثم واصلت وحدته تقدمها.
وفي وقت لاحق، حوالي الساعة التاسعة والنصف صباحًا، وصل ماير وجنوده إلى قرية جونشيري الفرنسية.
وفي هذه الأثناء كانت فرقة فرنسية مسلحة تتواجد بالقرب من هذه القرية بقيادة الرقيب الفرنسي جولز أندريه بيجو، ولدى سماع نبأ الغزو الألماني تقدم بيجو وجنوده نحو القرية لمواجهة الفرقة الألمانية وإجبارها على التراجع عن الأراضي الفرنسية.
عند الاقتراب من الألمان، طالب فيجو ماير بالاستسلام، لكن الملازم الألماني رفض الأمر وأطلق رصاصة من مسدسه أصابت الرقيب بيجو في كتفه.
وقبيل سقوطه على الأرض، أطلق الأخير بدوره الرصاص من بندقيته، لكنها فشلت في إصابة ماير.
وبعد ذلك بدأ الجنود الفرنسيون بإطلاق الرصاص على الفرقة الألمانية.
وخلال المواجهة أصيب ماير برصاصتين، أصابت إحداهما بطنه والأخرى في رأسه.
وفي وقت لاحق، فر الجنود الألمان من المنطقة وانسحبوا بعد إصابة 3 منهم وأسر أحدهم.
ومع انسحاب الألمان، حاول الجنود الفرنسيون إنقاذ بيجو، الذي توفة في الساعة 10:37 من ذلك اليوم.
على الرغم من عدم إعلان الحرب رسميًا بين فرنسا وألمانيا، إلا أن ألبرت ماير وجول أندريه بيجيت كانا أول ضحيتين للحرب العالمية الأولى التي اندلعت في 28 يوليو 1914.
بالإضافة إلى ذلك، شهد اليوم التالي بداية الحرب العالمية الأولى.
ولاحقا اتسع نطاق القتال بين الجيشين، مما أدى إلى الشعور بوصول تعزيزات كثيرة إلى المنطقة الحدودية واتساع نطاق القتال الذي امتد تدريجيا إلى أبعاد حرب عالمية.