د. أحمد عبد المنعم يكتب: كيف نهيئ أبناءنا للامتحانات؟

يحرص أولياء الأمور على توفير جميع الاحتياجات –المادية والنفسية- التي تُساعد أبناءهم على تجاوز فترة الامتحانات بنجاح، وخصوصاً أن هذه الفترة تتسبب في شعور أولياء الأمور والطلبة بالقلق والتوتر، مما قد يؤثر على مستوى أدائهم في الامتحانات.

سنستعرض في هذه السطور القليلة بعض الخطوات التي يمكن أن تُعين على إدارة هذه الفترة بنجاح:

الخطوة الأولى: إدارة الوقت

تتطلب مرحلة ما قبل الدخول للامتحانات إعادة النظر في الفترة المتبقية، وإعداد خريطة زمنية موزعة على كافة المواد الدراسية والفترات الزمنية التي يحتاجها الطالب للمذاكرة فيها وتكون بشكل مكتوب، هذه الطريقة تُساعد الطالب ذهنياً على ترتيب أفكاره وتنظيمها وتحديد الأولويات وتُزيد من ثقته بنفسه وعملياً تُسهل عليه تنظيم وقته و عمل خطط المذاكرة وحفظ المعلومات وتوفير وقت للمراجعة قبل الامتحان.

الخطوة الثانية: وضع جداول للمذاكرة والمراجعة

في العادة يواجه الطلاب مشكلات في وضع جداول المذاكرة، حيث عدم الالتزام أو الفتور، لذا من الضروري عند وضع جداول للمذاكرة مراعاه أن يتخللها أوقات للراحة- بدون المبالغة فيها- وعدم إدراج سماع موسيقى أو مشاهدة التليفزيون أو الموبايل في أوقات الراحة لأنها تتسبب في إهدار الوقت وتُزيد من التشتت وعدم التركيز.

الخطوة الثالثة: أخذ قسط مناسب من النوم والأكل المتوازن

يتأثر التركيز والقدرة على التحصيل بصورة مباشرة بالنوم، فعدد ساعات مناسب من النوم يُزيد من القدرة على تخزين المعلومات بالعقل، ويُعطي الشعور بالراحة.

وبالنسبة للأكل المتوازن فيقصد به الابتعاد على الجوع أو الشبع الكامل والحرص على تناول عدد من الوجبات 3 -4 وجبات بدون امتلاء المعدة، وقد يحتوي على عناصر غذائية من مضادات أكسدة وكربوهيدرات وألياف وخضروات وفاكهة لزيادة التركيز وتعزيز عملية الحفظ، والابتعاد عن الافراط في المنبهات لما لها من تأثير على زيادة القلق واضطرابات النوم.

الخطوة الرابعة: الابتعاد عن التحفيز السلبي 

يلجأ بعض أولياء الأمور للضغط على أبنائهم عند اقتراب موعد الامتحانات واتهامهم بعدم المذاكرة أو إهدار الوقت أو عمل مقارنات بينهم وطلاب آخرين، أو ربط مكافآت سيحصلون عليها إذا حققوا درجات مرتفعة، وقد يبدو  الأسلوب الأخير سليم ظاهرياً  لكنه في واقعه نوع من القبول المشروط" فأنت تساوي الدرجة التي ستحصل عليها".

هذه النماذج من أساليب التحفيز السلبية يستخدمها البعض كنوع من التحفيز لأبنائهم لكنها قد لا تتناسب مع الجميع، فقد تتسبب في اضعاف ثقته بنفسه وزيادة اللامبالاه وإضاعة وقته بالفعل، ما يلزم خلال هذه الفترة التشجيع والدعم ومساعدته في تنظيم وإدارة وقته، وعبارات الثناء والتقدير، وتذكيره بنجاحاته السابقة،  ويكفي أن نشعره بأننا موجودون بجوارك متى احتجت مساعدتنا؟

الخطوة الخامسة: درب نفسك على مهارات التحصيل الفعال

يوجد مجموعة من المهارات التي تُزيد من قدرتك على التحصيل الفعال منها:

- الالتزام بمهمة واحدة والتركيز عليها، وعدم الانتقال إلى مهمة أخرى إلا بعد الانتهاء منها، فهذا يُزيد من التركيز، يحتاج فقط في البداية منك إلى الصبر والمثابرة ومع التكرار ستتحول إلى مهارة لديك.

- تجنب إصدار الأحكام السلبية خلال المذاكرة: ركز على المهام التي تقوم بأدائها ولا تُقيم أداءك أو تصدر أحكام تجاه ذاتك بعدم قدرتك على التحصيل، واصل واستمر في أداء المهام التي تقوم بها، وفي النهاية ستكتشف أن مصدر الأحكام السلبية حالة القلق وليس أدائك للمذاكرة.

- جهز مكان المذاكرة: تخير أفضل الأماكن التي ترى أنك أكثر تركيزاً فيها مع مراعاه البعد عن الضوضاء والمشتتات وووجودك في مكان جيد التهوية أو التدفئة، إضاءة ومقعد مريح.

- سجل ملاحظاتك ودونها أثناء المذاكرة: التسجيل وكتابة الملاحظات خلال المذاكرة تفيد عند المراجعة باعتبارها نقاطا مهمة وبحاجة للتركيز عليها ووضعها في الاعتبار، وأيضاً هناك بعض الملاحظات التي تُدون خلال المذاكرة بهدف مراعتها قبل الامتحان، وكلاهما ينعكس على الثقة بالنفس وتقليل القلق ليلة الامتحان.

- يمكن اتباع طريقة البومودورو في البدايات: Pomodoro Technique فهى تُساهم في تحسين التركيز، وإدارة الوقت،  وتتم بتحديد 25 دقيقة لإنجاز المهمة الواحدة، ثم أخذ 5 دقائق استراحة بعدها، ويتم تكرار ذلك 4 مرات، وبعد المرة الرابعة يمكن زيادة فترة الراحة لمدة أطول.