عاجل
الأربعاء 1 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

د. أحمد عبد المنعم يكتب: طفلي خجول

د. أحمد عبد المنعم
د. أحمد عبد المنعم

"طفلي خجول".. عبارة تتردد على ألسنة الكثير من الآباء والأمهات، ويشعرون بالخوف على أبنائهم، وقلقهم من احتمالية مواجهة أبنائهم لمشكلات نفسية واجتماعية في المستقبل بسبب خجلهم.



 

يحتاج الأمر في البداية أن نتفق على مجموعة مؤشرات يمكن من خلال القول بأن" ابني/ابنتي خجول/ ــة"، ومنها:

 

- الصمت وقلة الكلام عند وجود أشخاص أقرباء أو غرباء.

- لا ينظر  لعيون الأشخاص الذين يتحدث معهم (النظر  في الأرض مثلاً).

- الارتباك والتردد والتهتهة عند التحدث أمام الآخرين.

- يتجنب اللعب مع زملائه بالمدرسة، والميل للألعاب الفردية.

- ليس لديه صداقات دائمة.

- يبتعد عن زملائه أو الأشخاص الذين ينتقدونه.

- يخجل من تناول الطعام أمام الغرباء.

- يخجل من الظهور أمام الآخرين عند ارتداء ملابس جديدة.

(مع ملاحظة عدم معاناه الطفل من مشكلات نفسية أو عضوية أخرى، فالأمر  في هذه الحالة يختلف).

 

 

ومن أهم أسباب ظهور الخجل لدى الأطفال: التنشئة الأسرية وأساليب معاملة الوالدين للطفل، على سبيل المثال: الأم التي ترى أنها تعامل طفلها برعاية كاملة وتلبي كل احتياجاته وشراء ملابسه وأدواته المدرسية، قد يدركها الطفل  على أنها تسلط وتدخل من الأم عليه، وكذلك الأب الذي يقوم بتوبيخ طفله أمام الآخرين، فيفقد الطفل ثقته بنفسه، ويجعله يحجم عن الآخرين خوفًا من ارتكاب أخطاء تتسبب في عقابه.

 

     

ومن المسببات أيضاً للخجل لدى الأطفال عدم شعور الطفل بالأمان، وكذلك شعور الطفل بالنقص والحرمان- وليس بالضرورة أن يكون الطفل محرومًا من شيء- فالحرمان العاطفي هو شكل من أشكال الحرمان، كما يؤثر تغيير بيئة الطفل التي يعيش فيها سواء داخل الدولة الواحدة أو إلى دولة أخرى في تنمية شعوره بالخجل، فكلما بدأ الطفل في التأقلم مع البيئة التي يعيش فيها، وأصبح لديه أصدقاء بها، يتم الانتقال أو السفر لمكان جديد.

ولعلاج هذه المشكلة:

- مراجعة الآباء والأمهات لطريقة تربيتهم لأبنائهم، ويمكنهم استشارة متخصص ليعاونهم في ذلك.

- إتاحة الحرية للأبناء ليعبروا عن أرائهم، والتدخل بشكل تربوي لتقويم الآراء والأفكار والسلوكية غير المرغوبة.

- تعزيز مفهوم الطفل لذاته الواقعية،  وليس تضخيم ذات الطفل فيترتب عليها مشكلات أخرى.

- الحفاظ على الجو الأسري الأمن القائم على الإحترام والتقدير الذي يتيح للطفل النمو النفسي السوي.

- لا داعي لتكرار وصف الطفل بأنه خجول لأن ذلك يجعل الطفل يتقبل فكرة خجلة ويبدأ في التعايش معها (رسالة سلبية من الوالدين).

 

- استشارة متخصصين في التربية أو العلاج النفسي في الحالات الشديدة لخجل الأطفال، فالأمر بسيط ويمكن علاجه، ما دامت هناك أسرة واعية مستبصرة، راغبة في تطوير ذاتها.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز