محافظ الأقصر م.عبد المطلب عمارة: عمليات التنقيب الأثرية مستمرة.. ونسعى لتعزيز دور الأقصر كوجهة سياحية عالمية
حوار - د.أحمد سميح
فى حوار خاص التقينا المهندس عبد المطلب عمارة، محافظ الأقصر، نلقى الضوء على رؤيته الطموحة والمشروعات التنموية التي يقودها لتطوير المحافظة التي تُعد واحدة من أبرز الوجهات السياحية والتاريخية فى مصر والعالم.. يمتلك المهندس عمارة سجلاً حافلاً من الخبرات الإدارية فى مجالات التخطيط العمرانى والبنية التحتية، ويضع نصب عينيه تعزيز مكانة الأقصر عالميًا من خلال استغلال هذه الخبرات لدفع عجلة التنمية المستدامة فى كل القطاعات، فمحافظة الأقصر، التي تعد جوهرة الصعيد، تحظى باهتمام خاص ضمن استراتيجيات الدولة الرامية إلى تنمية الصعيد وتعزيز قطاع السياحة.
من خلال هذا الحوار، نستعرض التحديات التي تواجه الأقصر فى مجالات البنية التحتية والسياحة والخدمات الأساسية، بالإضافة إلى المبادرات التي يعتزم المهندس عمارة تنفيذها لتحقيق أهداف رؤية «مصر 2030» فى تطوير الصعيد. كما نتعرف على استراتيجياته لتعزيز السياحة الداخلية، وتحقيق التنمية المستدامة، مما يجعل الأقصر ليست فقط نقطة جذب تاريخية، بل مركزًا محوريًا للتنمية الاقتصادية المستقبليّة.. فإلى نص الحوار.
■ لو تحدثنا بداية عن المشاريع التي تعملون عليها حالياً فى المحافظة، خاصة فيما يتعلق بتطوير البنية التحتية والاهتمام بقطاع السياحة؟
- بداية، أولاً وبعد أن تم التوجيه من السيد الرئيس، بدأنا العمل باستخدام الموارد الذاتية والإمكانات المتاحة وحسن التعامل مع المواطنين وتلبية رغباتهم، فى خلفيتى من عملى سابقاً فى هيئة المجتمعات العمرانية، أسعى دائماً للتفاعل المباشر مع المواطنين، لأننى أعتقد أن التواصل المباشر أفضل بكثير من الاعتماد على المعلومات الخارجية، لذلك، لم أترك مكاناً فى المحافظة إلا وزرته، وقمت بالاستماع لاحتياجات المواطنين.
البنية التحتية والسياحة يمثلان الاقتصاد القومى للأقصر، بالإضافة إلى الزراعة والصناعة، وبالنسبة للبنية التحتية، نحن نركز بشكل خاص على تطوير حياة كريمة للمواطنين. منذ أربعة أشهر وحتى الآن، حيث بدأنا تنفيذ المشاريع فى المدن والقرى بشكل تدريجى ولقد تم استلام العديد من المشروعات فى عدة مناطق، وسنستمر فى العمل على تجهيز القرى المختلفة لتكون جاهزة للخدمة.. «حياة كريمة1» كانت موجهة لمدينتى أرمنت وأسنا وفى 30 يوليو 2025 سيتم الانتهاء من المركزين بالكامل كمدن وقرى.
أما بالنسبة للصرف الصحي، فقد وصلنا إلى نسبة تنفيذ تتجاوز 80% من مشروعات الصرف على مستوى المحافظة. وسندخل فى المرحلة القادمة مراكز أخرى مثل القرنة والبياضية، وبذلك سنحقق تغطية شاملة.
■ فيما يخص السياحة، ما أبرز المبادرات التي تعملون عليها لزيادة عدد السائحين إلى الأقصر؟
- السياحة تشكل 80% من الاقتصاد القومى فى الأقصر، ونحن نعمل جاهدين على تعزيز هذا القطاع فى الوقت الحالي، نركز على زيادة عدد الغرف الفندقية، حيث تمت إضافة مساحات جديدة للفنادق والمناطق الترفيهية، كما أننا نعمل على تحسين مستوى السياحة الريفية والسياحة العلاجية والسياحة الثقافية، التي تتمثل فى زيارة المعابد والمتاحف والمواقع الأثرية.
نعمل أيضاً على تحسين الخدمات المقدمة للسياح، بما فى ذلك النظافة العامة، والاهتمام بمحيط المناطق السياحية، مثل تطوير الطرق والشوارع وتوسيع المساحات الخضراء.
أما بالنسبة للحنطور، فقد كنا نواجه بعض المشاكل المتعلقة به، لذلك بدأنا فى توزيع الحفاضات عليهم لضمان الحفاظ على البيئة، وفى نفس الوقت نقدم حملات توعية للحد من السلبيات المرتبطة بهذه الخدمة.
■ هل هناك تنسيق بين المحافظة ووزارة الثقافة ووزارة الآثار لزيادة الإقبال السياحى؟
- نعم، هناك تعاون مستمر مع وزارة الثقافة ووزارة الآثار. نحن نعمل على تنظيم ندوات وحفلات ثقافية فى معبد الكرنك ومعبد الأقصر لزيادة التفاعل مع السياح وتعريفهم بتاريخنا وحضارتنا العريقة، كما نسعى لزيادة عدد الغرف الفندقية فى الأقصر لتصل إلى 15,000 غرفة بحلول عام 2030، وهذا سيكون إنجازاً كبيراً فى مجال السياحة.
■ هل تشهد السياحة حالياً تعافياً بعد الأزمات الأخيرة؟
- نعم، الحمد لله، هناك تحسن ملحوظ فى قطاع السياحة فى الأقصر، لدينا حالياً إشغال جيد فى الفنادق والبواخر السياحية، والأماكن السياحية مثل معبد الكرنك ووادى الملوك تشهد إقبالاً جيداً. السياحة فى فترة تعافي، ومن خلال المؤشرات التي أستقبلها يومياً من أصحاب الفنادق والبواخر، فإن الوضع هذا الموسم أفضل كثيراً.
■ فيما يتعلق بالسياحة الداخلية، هل هناك خطط لتشجيع المصريين على زيارة الأقصر؟
- نعم، هناك جهود كبيرة لزيادة الوعى بأهمية السياحة الداخلية فى الأقصر. نعلم أن الأجانب يقدرون التاريخ والحضارة المصرية بشكل كبير، ولكننا نحتاج إلى تشجيع المصريين أنفسهم على زيارة هذه الأماكن، ونعمل على حملة توعية تشمل إعلانات فى جميع وسائل الإعلام للوصول إلى أكبر عدد من المصريين.
■ ما دور وسائل النقل فى دعم قطاع السياحة، سواء الداخلى أو الخارجى؟
- تحسين وسائل النقل يعد عنصراً أساسياً فى دعم السياحة. اليوم، هناك زيادة فى عدد الرحلات الجوية إلى الأقصر، حيث تتجاوز حالياً الست إلى سبع رحلات يومياً، بعد أن كانت الرحلة الواحدة فى الصيف فقط. أيضاً، نعمل على تطوير محطة القطار وإنشاء خط قطار كهربائى سريع، وهو مشروع سيعمل على تسهيل حركة السياح داخل مصر، خاصة مع ارتفاع تكاليف السفر بالطيران.
■ ما دور المحافظة فى دعم المبادرات الوطنية مثل «بناء الإنسان»؟
- نحن نعمل بشكل جاد لدعم المبادرات الوطنية مثل «بناء الإنسان»، جميع مديريات المحافظة متعاونة فى هذا المجال، سواء كانت فى قطاع الصحة أو التعليم أو الثقافة. وقد بدأنا فى تطبيق عدد من المبادرات لتحويل الظواهر السلبية إلى إيجابية، مثل حملة توعية بشأن الحوادث الناتجة عن الدراجات النارية مع تكثيف الحملات مع مديرية الأمن لزيادة الأمن والأمان لدى السائحين والمواطنين.
■ هل هناك اكتشافات أثرية جديدة فى الأقصر مؤخراً؟
- نعم، هناك اكتشافات جديدة تم الإعلان عنها مؤخراً فى منطقة «العساسيف» بالبر الغربي، حيث تم العثور على مقبرة قديمة، كما أن عمليات التنقيب فى معبد الرامسيوم والمنطقة الغربية مستمرة تحت إشراف بعثات من فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة.
■ إذاً كيف يتم الاهتمام بتطوير قطاع التعليم والصحة فى المحافظة؟
- بالنسبة للتعليم، لدينا الآن 1070 مدرسة فى الأقصر، وتتمتع جميعها بمعدلات كثافة منخفضة، بحيث لا يتجاوز عدد الطلاب فى الفصل 50 طالباً. نحن نعمل مع وزارة التعليم على تعيين معلمين بالحصة لتلبية احتياجات المدارس، وهذا أسهم فى القضاء على مشكلة العجز فى المعلمين.
أما فى قطاع الصحة، فالأقصر من أوائل المحافظات التي طبقت التأمين الصحي الشامل. 88% من المواطنين قد اشتركوا فى المنظومة الصحية، وإذا قمت بزيارة أى مستشفى فى المحافظة ستلاحظ الفرق الكبير فى مستوى الخدمة المقدمة مقارنة بما كان عليه الوضع فى السابق.
■ كيف يتم التعامل مع شكاوى المواطنين؟
- لدينا نظام فعال للتعامل مع شكاوى المواطنين، حيث نتابع جميع الشكاوى التي تصلنا من خلال فريق متابعة خاص، ونعمل على حل أى مشكلة بشكل سريع، كما يتم عرض كل الشكاوى عليّ مباشرة، وأتابع الإجراءات التي تم اتخاذها لحلها.
■ هل هناك اهتمام بالمهرجانات والاحتفالات؟
- نعم، هناك اهتمام كبير بالفعاليات والمهرجانات. نعمل حالياً على تنظيم مهرجان السينما الأفريقية، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات الثقافية الأخرى التي تهدف إلى تسليط الضوء على تاريخنا وثقافتنا.
■ كيف تتعاون المحافظة مع رجال الأعمال والمستثمرين؟
هناك تعاون مستمر مع رجال الأعمال والمستثمرين، ونحن نعمل على تنظيم جلسات مع المستثمرين لعرض الفرص الاستثمارية المتاحة فى الأقصر. نحن نركز على مشروعات السياحة والفنادق والأنشطة الترفيهية، ونسعى لدعم الصناعة المحلية وزيادة الاستثمارات فى المنطقة.
■ هل هناك مشاريع متعلقة بالصناعة أو التجارة؟
- نعم، هناك اهتمام بتطوير القطاع الصناعي فى الأقصر، ونحن نعمل على تحسين البنية التحتية الصناعية فى منطقة بغدادى من كهرباء ومياه وخلافه، كما نسعى لدعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة فى المحافظة لتحفيز الاقتصاد المحلى.