عاجل| هكذا أرادت "ميركل" كسر الهيمنة الأمريكية على أوروبا.. روح "الفوهرر"
عادل عبدالمحسن
عندما أعلن الفوهرر أدولف هتلر الحرب العالمية الثانية، كان يثأر لكرامة ألمانية بهزيمتها في الحرب العالمية الأولى، هكذا سرت هذه الروح في المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، لذلك كانت تشعر بالقلق إزاء السيناريو الذي تسيطر فيه الولايات المتحدة على أوروبا كما هي الحال اليوم، عندما تركت السياسة.
ذكر كتاب "الحرية: مذكرات 1954-2021"، الذي نشرته المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل يوم 26 نوفمبر الماضي، محتوى مهما، مما أضاف شرارة للتحقيقات المكلفة في انفجار خط أنابيب "نورد ستريم" مؤخرًا.
وبناء على ذلك، اعترفت ميركل بأن برلين تدرك تمامًا أن واشنطن تريد "قتل" مشروع خط أنابيب الغاز المشترك بين روسيا وألمانيا المسمى "نورد ستريم".
وأنهم يستخدمونه فقط ككبش فداء لسرقة سوق طاقة جديد ضخم لأنفسهم.
وتجادل الولايات المتحدة بأن مصالحها الأمنية تأثرت ببناء خط الأنابيب لأن حليفتها الألمانية ستجعلها معتمدة بشكل كبير على روسيا.
وفي الواقع، أشعر بأن الولايات المتحدة تحشد مواردها الاقتصادية والمالية الكبيرة لمنع المشاريع التجارية في روسيا. وكتبت ميركل: "دول أخرى، وحتى حلفاؤها".
وأضافت المستشارة الألمانية السابقة أن "الولايات المتحدة مهتمة بشكل أساسي بمصالحها الاقتصادية الخاصة لأنها تريد تصدير الغاز الطبيعي المسال الذي يتم الحصول عليه من خلال التكسير الهيدروليكي للصخر الزيتي إلى أوروبا".
وفي تحليل نُشر على قناة RT، قالت المحللة راشيل مارسدن إن تصريخات المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل تكشف عن وجهة نظر مفادها أن واشنطن استخدمت الحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا كذريعة مناسبة لتحويل المنافسين الاقتصاديين ألمانيا والاتحاد الأوروبي إلى أتباع.
ولسوء الحظ، تصرف خليفة ميركل، المستشار أولاف شولتز، وبقية القيادة الألمانية والأوروبية، كما كانت تخشى ميركل: فقد عرض الرئيس جو بايدن أن يبيعهم الغاز الطبيعي المسال بدلاً من ذلك، باعتباره شريان حياة، وتبين أن تكلفته أعلى عدة مرات.
وليس هذا فحسب، بل إن الغاز الطبيعي المسال الأمريكي يضر بشكل مستمر بالصناعة والمواطنين الألمان والأوروبيين.
وقف بايدن بجانب شولتز على منصة البيت الأبيض في فبراير 2022، قائلاً: "لن يكون هناك المزيد من نورد ستريم 2" إذا دخلت روسيا أوكرانيا.
ثم انفجر خط الأنابيب بشكل غامض في سبتمبر 2022. وبدأت التحقيقات، لكن ألمانيا لم تعثر بعد على المسؤولين.
والنتيجة النهائية لكل هذا، هي أن أيدي الأمريكيين مشغولة، والاعتماد على أوروبا، وفشل الصناعة الأوروبية، وسرعان ما تستعد الشركات الأمريكية للاستحواذ على شركات أوروبية.
ويطلب رجل الأعمال الأمريكي المقيم في ميامي، ستيفن لينش، من الحكومة الأمريكية الموافقة على عرض نورد ستريم 2، على أن تمتلك شركة تابعة لشركة جازبروم الروسيو حصة الأغلبية.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن لينش أعرب عن أنه يستطيع "الوصول بين الغاز الروسي وحاجة ألمانيا الماسة إلى إمدادات رخيصة الثمن، بموافقة أمريكا".
وقال لينش لصحيفة وول ستريت جورنال: "إنها فرصة لا تتاح إلا مرة واحدة في كل جيل للولايات المتحدة وأوروبا للسيطرة على إمدادات الطاقة في أوروبا لما تبقى من عصر الوقود الأحفوري"، وهذه أيضًا فرصة لمصالح الولايات المتحدة للاستفادة من الاتحاد الأوروبي وروسيا والسيطرة عليهما، من خلال التوفيق بين الاثنين.
لكن حتى الآن لا يزال الجانب الروسي يؤكد أنه لا يرغب في بيع أسهمه أو إعادة بيع هذا المشروع المهم لنقل الغاز إلى أيدٍ أمريكية.