
مخاطر العمل بنظام المناوبات ونصائح لتفاديها

أروى رافت
ازدادت معدلات البحث عن مخاطر العمل بنظام المناوبات على الصحة بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، حيث يتزايد عدد الأشخاص الذين يعملون في ورديات ليلية أو غير منتظمة. ويعتبر العمل بنظام المناوبات تحديًا كبيرًا لنمط الحياة والصحة العامة، حيث يؤثر على أوقات تناول الطعام والنوم وممارسة الرياضة والعلاقات الاجتماعية. ولا يقتصر تأثير هذا النوع من العمل على فترة العمل فقط، بل يمتد ليؤثر على الصحة حتى بعد العودة إلى جدول عمل منتظم أو التقاعد.
وتقدم «بوابة روزاليوسف» لقرائها كل ما يخص مخاطر العمل بنظام المناوبات ونصائح لتجنب هذه الاضرار ، وذلك ضمن خدمة مستمرة تقدمها لزوارها في مختلف المجالات.
اضطراب الساعة البيولوجية المشكلة الصحية الأكبر
تعد اضطرابات الساعة البيولوجية من أكبر التحديات الصحية التي يواجهها العاملون بنظام المناوبات. والساعة البيولوجية هي الساعة الداخلية للجسم التي تنظم العمليات الجسدية والعقلية والسلوكية على مدار 24 ساعة. وتتأثر الساعة البيولوجية بشكل رئيسي بالضوء والظلام، والعمل بنظام المناوبات، خاصةً في الليل، يعطّل عملها ويخل بتوازن أنظمة الجسم التي تتحكم بها، بما في ذلك دورة النوم والاستيقاظ.
مخاطر صحية تهدد العاملين بنظام المناوبات
1- السرطان
يؤثر اختلال الساعة البيولوجية في وظائف الخلايا الداخلية في الجسم، مما يمكن أن يتداخل مع إصلاح الحمض النووي (DNA) ودورة حياتها وموتها، مما قد يؤدي في النهاية إلى السرطان إذا استمر هذا الاختلال لفترة طويلة. وحتى مع الحصول على قسط كافٍ من النوم، يمكن أن يؤثر تغير نمط التعرض للضوء والظلام سلباً في إنتاج وإفراز الميلاتونين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم النوم. ويمنع هذا الحرمان من النوم العميق الخلايا من أداء وظائفها بشكل صحيح، ويزيد من خطر تطور السرطان.
2- أمراض القلب والأوعية الدموية
يزيد العمل لساعات طويلة أو غير منتظمة من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية بسبب التوتر المزمن وارتفاع ضغط الدم وزيادة عوامل الخطر الأيضية مثل مؤشر كتلة الجسم المرتفع والتدخين. وأظهرت الدراسات أن خطر الوفاة من جميع الأسباب وأمراض القلب والأوعية الدموية أعلى لدى النساء اللواتي عملن بنظام المناوبات الليلية المتناوبة لمدة خمس سنوات أو أكثر مقارنةً بمن لم يعملن أبداً في المناوبات الليلية.
3- مشاكل الجهاز الهضمي
العاملون بنظام المناوبات أكثر عرضة للإصابة بمشاكل هضمية مثل آلام البطن والإمساك والإسهال ومتلازمة القولون العصبي (IBS). وقد يكون ذلك بسبب الحرمان من النوم ونوعية الأطعمة التي يتناولها العاملون، إذ يعتمد العديد منهم على الأطعمة المصنعة التي يمكن أن تؤثر سلباً على ميكروبيوم الأمعاء.
4- الاضطرابات النفسية
يجعل العمل بنظام المناوبات من الصعب البقاء على تواصل مع الآخرين وبناء علاقات اجتماعية، مما قد يؤدي إلى العزلة. والأشخاص الذين يعملون ليلاً أو بساعات غير منتظمة أكثر عرضة للإجهاد والمشاكل النفسية مثل الاكتئاب والقلق مقارنةً بمن يعملون في ساعات النهار الاعتيادية.
5- اضطرابات الأيض
الاضطرابات الأيضية، مثل السمنة والمتلازمة الأيضية والسكري من النوع الثاني، هي حالات صحية تتطور نتيجة اضطراب عملية الأيض داخل الجسم. ويزداد خطر الإصابة باضطراب الأيض لدى العاملين في نظام المناوبات بسبب اختلال الهرمونات التي تنظم عملية الأيض وخيارات نمط الحياة غير الصحية.
نصائح للحد من مخاطر العمل بنظام المناوبات
يمكن تقليل مخاطر العمل بنظام المناوبات من خلال اتباع بعض النصائح البسيطة:
1. عادات الأكل الصحية: تناول الأطعمة الكاملة عالية الجودة وتجنب تناول الطعام بين منتصف الليل والسادسة صباحًا. 2. النوم بشكل أفضل: اتبع استراتيجيات النوم المصممة للعاملين بنظام المناوبات، والتي تتوافق مع احتياجاتك الفردية وجدول العمل وبيئة المنزل. 3. الحفاظ على العلاقات: تناول وجبة واحدة على الأقل مع عائلتك يوميًا، وحدد موعداً أسبوعيًا للقاء الأصدقاء، سواء شخصيًا أو عن طريق دردشة الفيديو. 4. طلب المساعدة: استفد من الدعم الذي تقدمه المنظمات والبرامج المخصصة للعاملين بنظام المناوبات.