"المحروسة" تنظم مؤتمرًا حول قضايا الهجرة والتنمية
أماني حسين
نظمت مؤسسة المحروسة مؤتمرًا بعنوان "الهجرة والتنمية .. الاستدامة من خلال التنوع" يهدف إلى تعظيم العائد من المجموعات المهاجرة من خلال إدماجهم في قضايا التنمية المحلية، وتحقيق الاستدامة التنموية الذي يحتاج إلي جهد جماعي من جميع أفراد المجتمع الفاعلين بغض النظر عن إنتمائهم العرقي وجنسياتهم.
تحدث النائب إبراهيم محمد الديب عضو لجنة الزراعة وعرض أهمية الاستفادة من التبادل الزراعي لبناء جسور للتواصل والتفاهم بين البلدان الأفريقية وأن تكون قضية الأمن الغذائي قضية تقربنا من بعض حيث تمثل إحتياج لبعض الدول الأفريقية وتمثل وفرة للبعض الأخر وهذا يساعد في زيادة العمل المشترك لسد الفجوات الغذائية ومن ثم التقارب بين الدول.
في حين عرض الدكتور محمد عبد العظيم لأهمية وجود كيانات مؤسسية واتحادات نوعية تتعامل بفاعلية في تلبية احتياجات المجموعات اللاجئة والمقيمة في مصر وفق الاستراتيجية الوطنية للتعامل مع اللاجئين والتي ترفض تماما مفهوم العزل المجتمعي في معسكرات اللجوء، بل تعمل علي تعزيز تواجدهم في المجتمعات المحلية المصرية بشكل طبيعي.
وعرض الدكتور أيمن زهري الخبير الأممي في دراسات الهجرة والتنمية لأهمية اللاجئين والمهاجرين في تعزيز التنمية المحلية وعرض بالأرقام أعداد اللاجئين إلي مصر وأشار إلي أهمية عنصر الأمان والاستقرار في مصر وهو ما جذب إليها مجموعات عراقية وأخري سورية وأخري سودانية وهي الدول التي تعاني من النزاع الأهلي أو التحديات الأمنية من الخارج.
كما تم تقسيم المشاركين لثلاث مجموعات حيث ناقش المحور الأول ملف الهجرة وقضايا التعايش المشترك وأدارته المهندسة لمياء موسى استشاري التنمية وعضو مجلس أمناء مؤسسة سودا أكشن للتنمية وهي سودانية مهاجرة إلي مصر، وفي المحور الثاني تم مناقشة قضايا الهجرة والتنوع الثقافي وأداره الأستاذ الدكتور محمد مسعد الأستاذ المساعد للانثروبولوجيا بكلية الدراسات الأفريقية العليا جامعة القاهرة، أما المحور الثالث فقد تم مناقشة قضايا الهجرة والتمكين الاقتصادي وأداره جورج وهيب استشارى بناء قدرات منظمات المجتمع المدني.
كما قدمت الدكتورة آمنة فزاع المحاضر المنتدب بجامعة القاهرة فرع الخرطوم، مجموعة من التوصيات لصانعي ومتخذي القرار منها تطوير سياسات مصرية وطنية تتعامل مع قضايا اللجوء والهجرة تتكامل مع سياسات المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية لحقوق اللاجئين، وضرورة تيسير حصول اللاجئين علي الخدمات الصحية والتعليمية وتوفير فرص التدريب والعمل وفق توجيهات رئيس الجمهورية التي طالبت بدمج المهاجرين في المجتمع المحلي المصري، وتعزيز حالة الحوار الثقافي والمجتمعي بين المجتمعات الأفريقية المتواجدة في مصر ومثيلاتها من المجتمعات المصرية المستضيفة، وضرورة نبذ خطاب الكراهية والعنف المنتشر علي وسائل التواصل الاجتماعي واستبداله بخطاب يعزز التعاون والتعايش المشترك.
كما نفذت مؤسسة المحروسة مشروع"تعزيز الحوار والتعايش المشترك بين المجتمع المصري والافريقي - أصوات متنوعة ومجتمعات متحدة "هو مشروع تجريبي يستهدف العمل مع الشباب المصري والمجموعات الشبابية الأفريقية في مجتمعات اللجوء والهجرة المتعايشة في مصر خاصة في محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية.
ومن خلال برامج التدريب عن مهارات القيادة وجلسات الحوار حول السلام المجتمعي والتعايش المشترك والعمل التنموي وفق أهداف مشتركة ورفض خطابات الكراهية سيتمكن الشباب من تقديم نموذج تنموي ناجح للتعايش والعمل المشترك داخل المجتمع المصري المعروف عنه أنه بوتقة حقيقية للإنصهار الثقافي والحضاري والتعايش الأمن بين مختلف الأعراق والجنسيات.