عاجل
الخميس 2 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

د. أحمد عبد المنعم يكتب: أجيال رقائق الثلج

هل أصبحت الأجيال الجديدة أقل قدرة على مواجهة الضغوط والمشكلات الحياتية؟ 



هل أسهمت التكنولوجيا الحديثة بالتأثير السلبي على النمو النفسي والاجتماعي للأجيال الجديدة؟ لماذا صرنا نشاهد الأجيال الجديدة أقل قدرة أقل في مواجهة الضغوط والمشكلات التي يواجهونها في حياتهم؟ هل الأجيال الجديدة ضحايا أم مجني عليهم؟ 

 

هذه التساؤلات وغيرها تُشير لما وصفه علماء الاجتماع بجيل رقائق الثلج  Generation Snow Flake ليصفوا  الأجيال الشابة حاليا فبعد سلسلة من البحوث والمسوحات أشاروا إلى أنها أقل قدرة في مواجهة الضغوط الحياتية، وأكثر هشاشة نفسية ويعانون من القلق والوحدة بشكل أكبر.

 

وفي هذا السياق أشارت تقاير منظمة الصحة العالمية إلى أن حوالي 10-20% من الأطفال والمراهقين يعانون من اضطرابات نفسية، وأن نسبة المراهقين الذين أفادوا بشعورهم بالحزن أو اليأس كانت في تزايد، وقد وصلت إلى نحو 36.7% في بعض الدراسات الأخيرة.

وكذلك أشارت الدراسات الصادرة عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي في العقد الأخير إلى زيادة معدلات الاكتئاب والقلق بين المراهقين.

 

وعن الأسباب التي أسهمت في تكوين جيل رقائق الثلج، فيمكن اختصارها في التالي:

 

انتشار التكنولوجيا الحديثة: والوقت المنقضي فيها بين هذه الأجيال أضعف القدرة على مواجهة وإدارة المواقف والمشكلات الحياتية، فالمواقف الحياتية أصبحت افتراضية وعبر شاشات الجوال.

 

ارتفاع سقف التوقعات والخيارات والبدائل المتاحة: نمط الحياة المتسارع والمتغير أسهم في تكوين بنية نفسية اندفاعية، وهذا ما نراه في الاختيارات السريعة في هذه الأجيال، والتغيير المستمر في اختياراتهم، فسرعة نمط الحياة جعل قراراتهم سريعة واندفاعية ودون تروي، والمؤسف أن هذه الخيارات والتوقعات تسبب مشاعر إحباط وقلق لديهم.

 

الخوف والحماية الزائدة الوالدية: يتبني بعض الآباء والأمهات بعض المفاهيم المغلوطة في تربية أبنائهم، فقد يكون تدخل زائد عن الحد في حياة أبنائهم، أو فرض حماية زائدة، وهي تضعف أيضاً قدرة الأبناء على مواجهة ضغوط الحياة، ويكونوا أكثر قابلية للشعور بالألم، وهو لم يعتاد في حياته داخل الأسرة على تحمل مشاعر القلق والاحباط.

 

قلة الأوقات المتاحة للمشاركات الأسرية والاجتماعية: كنتاج لضغوط الحياة ونمط الحياة المتسارع، وسعي الآباء والأمهات لتوفير حياة مستقرة مادياً لأبنائهم، أسهم ذلك في قلة الأوقات المتاحة لجلوس أفراد الأسرة مع بعضهم البعض، وهذا أيضاً أضعف القدرة على التعبير عن المشكلات والتفريغ الانفعالي، وعزز العزلة النفسية.

 

قلة ممارسة الرياضية والأنشطة الاجتماعية والهوايات التي تعزز المهارات الاجتماعية والاندماج مع الآخر.

 

نماذج القدوة الوهمية: صدرت بعض الوسائل الإعلامية والأعمال الدرامية نماذج قدوة وهمية وغرس بعض الأفكار غير الواقعية مثل: المثالية المزعومة أو التطرف الفكري  والثراء السريع والأحلام غير المنطقية، أو الانفتاح على أفكار وثقافات تختلف عن ثقافتنا وهويتنا العربية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز