31 أكتوبر 1968.. يوم الولاء والشرف من قبائل سيناء في مؤتمر الحسنة
عادل عبدالمحسن
وجه أبناء سيناء في مثل هذا اليوم منذ 56 عامًا، لطمة على وجه قادة الكيان الصهيوني، عندما رفض الشيخ سالم الهرش شيخ مشايخ قبائل سيناء، في مؤتمر الحسنة يوم 31 أكتوبر عام 1968، إنفصال شبه جزيرة سيناء عن مصر عقب احتلالها يوم 5 يونيو عام 1967.
حاول الإسرائيليون تحريض أهالي سيناء على الاستقلال بها وإعلانها دولة مستقلة للقضاء على تبعيتها لمصر وإثبات عدم أحقيتها في استرداد سيناء مرة أخرى، ولكن بعد أن أتفقت مع مشايخ سيناء قاموا بخداع الإسرائيليين وقام الشيخ سالم الهرش فى مؤتمر الحسنة، بإثبات تبعية سيناء لمصر، مما تسبب في صدمة شديدة وفشل في المساعي الإسرائيلية.
كان إسرائيل قد حشدت في سبيل ذلك كل طاقاتها لتحقيق حلمها في نزع سيناء من مصريتها وعروبتها، وسعيا وراء الهدف التقى موشى ديان وزير دفاع إسرائيل آنذاك، عددا من مشايخ سيناء وأغدق عليهم بالهدايا والأموال لإقناعهم بفكرة تحويلها إلى دولة مستقلة.
في نفس الوقت علمت السلطات المصرية بتفاصيل المخطط الإسرائيلى، فقامت بتكليف الضابط السيناوى محمد اليمانى بمتابعة القضية، حيث طلب من المشايخ وفق تعليمات من القاهرة بمواصلة خداع ومجاراة إسرائيل في طلبها، وقام برصد تحركات العدو الصهيونى اتصالاته الدولية، في الوقت الذي وافقت فيه أمريكا وعدد من حلفائها على دعم القضية في حالة موافقة أهل سيناء على التدويل في مؤتمر عام يراه العالم كله.
اجتمع وزير الدفاع الإسرائيلي موسى ديان بالشيخ سالم الهرش وبعدد من كبار المشايخ معلنين موافقتهم على المقترح مبدئيا، إلا أنهم طالبوا بمهلة للحصول على إجماع شيوخ القبائل في سيناء.
ويوم 31 أكتوبر عام 1968 أعدت إسرائيل عدتها لإعلان سيناء دولة منفصلة وحشد ديان عدته، ويضيف محمود سعيد لطفى ابن المحامى الشهير سعيد لطفى أحد مهندسى العملية إن الطائرات كانت تنقل الطعام ومصورى وكالات الأنباء وعشرات القنوات العالمية وكبار القيادات في إسرائيل يتوافدون جوا على مكان التجمع بمنطقة 'الحسنة" من أجل اللحظة الحاسمة وفي الوقت نفسه كانت المخابرات المصرية تتحرك للقضاء على المحاولة الإسرائيلية.
تم تفويض الشيخ سالم الهرش من قبيلة البياضية للحديث عنهم أمام المؤتمر الحاشد من قادة الكيان الصهيوني إسرائيل، فقال: أترضون بما أقول؟ فقالوا: نعم، وبينما موشى ديان ينتظر لحظة التدويل، قال الهرش إن سيناء مصرية وقطعة من مصر ولا نرضى بديلا عن مصر وما انتم إلا احتلال ونرفض التدويل وأمر سيناء في يد الرئيس جمال عبدالناصر، سيناء مصرية مائة في المائة ولا نملك فيها شبرا واحدًا يمكننا التفريط فيه.
الصفعة
ويروي عادل شاهين في كتابه "الصفعة - رواية من ملف المخابرات العامة"، "بداية القصة، عندما قدم جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلي "أمان" تقريرًا سريًا لموشي ديان يفيد بأن عناصر الجهاز اتفقوا مع رؤساء ومشايخ العشائر، والقبائل والعوائل، في سيناء على التجمع في منطقة الحسنة في القطاع الأوسط من سيناء في شكل مؤتمر شعبي حاشد تدعى إليه وسائل الإعلام العالمية والمحلية، لتسجيل وقائع هذا المؤتمر".
ويقول إن "الاتفاق كان مرتبًا بحيث يقوم مشايخ القبائل الواحد تلو الآخر بالخطابة في الجموع المحتشدة من البدو ووسائل الإعلام، مبرراً وموضحًا أن شبه جزيرة سيناء منطقة غنية بكل عناصر ومقومات الحياة، فيمكن الزراعة في الكثير من مناطقها من خلال الآبار، كما يمكن إقامة مجتمعات عصرية فيها، وكذا إقامة مناطق صناعية لاستغلال ما بها من معادن وموارد أخرى، هذا بالإضافة إلى غنى هذه المنطقة بالبترول" إلى أن ينتهي بإعلان المشايخ أنه آن الأوان لتستقل سيناء عن مصر، على أن يكون الحكم لأهل سيناء، بحسب الخطة الإسرائيلية، لكن صفقة أبناء سيناء للكيان الصهيوني، كانت مصرية قوية.