أبطال أكتوبر لـ«بوابة روزاليوسف»: انتصار أكتوبر إعجاز عسكري والمقاتل المصري كلمة السر
كتب: محمد يوسف وتصوير: مايسة عزت- حسن جابر
اللواء حسين مسعود: بالإرادة اعدنا بناء قدرات الجيش وحققنا النصر والتحديات الراهنة لا تقل خطورة
اللواء حسن راشد : هذه خماسية الانتصار في كل عمل: الإيمان بالله والوطن، وتحديد الأهداف والتخطيط والتدريب لتنفيذها والانضباط والتضحية
الرائد أحمد عبدالعظيم: واجهنا دبابات العدو بأجسادنا في الموجة الأولى للعبور والاحتلال بحث عن جثث قتلاه لدراسة أسباب هزيمتهم غير المتوقعة
اللواء سامح أبوهشيمة: إرادة الشعب المصري سر الانتصار وأقول للشباب انتبهوا من مخاطر الحروب بث روح اليأس
أكد المشاركون في ندوة جريدة وبوابة روزاليوسف، روح أكتوبر من الأجداد إلى الأحفاد، على أن الشعب المصري هو البطل في مواجهة كل التحديات، وأن المُقاتل المصري كان كلمة السر في انتصار أكتوبر المجيد، بما امتلكه من إرادة وعزيمة وإصرار على استرداد الكرامة والأرض، فغير معادلة موازين القوة.
وأضاف المشاركون في الندوة أن روح أكتوبر التي تكاتف فيها الشعب والجيش، وقدم كل مواطن فيها دورة على الوجه الأكمل، توالت في مواجهة التحديات التي تواجه الوطن، في معركة تحرير سيناء من العدو الصهيوني، ثم تطهيرها من الإرهاب بالعملية الشاملة، والآن في ظل تحديات غير مسبوقة على كامل محاور مصر الاستراتيجية.
ودعا المشاركون شباب مصر إلى اليقظة والانتباه للحروب الحديثة التي تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي وشبكات الانترنت والشائعات لبث اليأس والاحباط وتدمير الدول من الداخل، حفاظًا على تضحيات الاجداد في حرب تحرير سيناء، وما تلاها من معارك للحفاظ على الوطن.
ففي السادس من أكتوبر عام 1973، سجّلت مصر ملحمة وطنية ستظل محفورة في صفحات التاريخ، حيث كانت حرب أكتوبر نقطة تحول في تاريخ الشرق الأوسط، أظهرت فيها القوات المسلحة المصرية قوة الإرادة، وتجاوزت المستحيل وكسروا أسطورة "الجيش الذي لا يُقهر"، واستعادة كرامة الأمة بعد نكسة 1967، حقق الأبطال انتصارًا لا ينسى، عسكريًا وسياسيًا، وباتت حرب أكتوبر شهادة حية على الشخصية المصرية التي حولت الهزيمة إلى نصر، واستعادة الكبرياء الوطني واستردت الأرض المغتصبة.
شارك في الندوة التي أدارها الكاتب الصحفي أيمن عبدالمجيد، رئيس تحرير جريدة وبوابة روزاليوسف، احياءً للذكرى 51 للانتصار المجيد، بذكرى انتصارات أكتوبر المجيد رقم 51، واستضافت فيها أربعة من أبطال حرب أكتوبر من القوات المسلحة المصرية، لواء مهندس حسين مسعود، وزير الطيران المدني الأسبق، ولواء طيار أركان حرب حسن راشد رئيس أركان القوات الجوية الأسبق، ولواء أركان حرب سامح أبو هشيمة، الخبير الاستراتيجي، والرائد أحمد عبدالعظيم، لاستحضار البطولات ودروسها المُستفادة.
وفي بداية الندوة رحب أيمن عبدالمجيد رئيس التحرير بأبطال مصر، مؤكدًا أن ما تحقق من انتصار يمثل اعجاز بكل المقاييس العلمية والعسكرية، كانت إرادة المصريين هي السلاح الأكثر فاعلية والحاسمة لموازين القوى، مشيرًا إلى أن استحضار روح أكتوبر باتت ضرورة لمواجهة التحديات الراهنة، موجهًا التحية لأرواح شهداء مصر على مر العصور.
ورحبت هبه صادق رئيس مجلس الإدارة بأبطال مصر، مشيده بفكرة الندوة التي تنقل الاجيال الشابة بطولات حرب أكتوبر من صناعها الذين قدموا تضحيات وبطولات عظيمة، تمثل قدوة للاجيال القادمة، داعيه الأبطال لكتابة مقالات بشكل دائم لاطلاع الأجيال الشابة على بطولات جيل الانتصار.
ومنح الكاتب الصحفي أيمن عبدالمجيد الكلمة للواء مهندس حسين مسعود مهندس السرب 19 هليكوبتر آنذاك، للحديث عن المقاتل المصري الذي عبر خلال ست سنوات من الانكسار إلى الانتصار.
وأكد اللواء مهندس حسين مسعود، أن نكسة 1967 لم تُختبر فيها القوات المسلحة المصرية، فلم تقاتل العدو، ولذلك سارعت قواتنا المسلحة إعادة بناء قدراتها وفي القلب من ذلك التجهيز النفسي والتدريبي وكذا الأسلحة وإعادة الثقة.
وأضاف مسعود أن دوره كمهندس كان أساسيًا رفقة الثنائي قائد الطائرة، في الحرب، ودور السرب 19 يتمثل في إبرار الكتيبة 143 صاعقة لعمل كمائن على ممر سدر في جنوب سيناء، لإيقاف وتدمير القوات المدرعة الإسرائيلية.
واختتم حديثه، أن المعارك التي خاضتها مصر في تاريخها كله بمختلف أشكالها كان بطلها المُقاتل المصري الذي يتمتع بالوحدة وقوة الإرادة.
وأضاف شهدت المعارك بطولات اسطورية، فقد أصيبت طائرتنا خلف خطوط العدو، وكان دوري تدميرها حتى لا تسقط في يد العدو بعد نجاة طاقمها، وخلال العملية خلف خطوط العدو التقينا باثنين من أفراد الصاعقة كانت طلب منهم اعادة طاقم الطائرة إلى غرب القناة لمواصلة دورهم في سلاح الطيران، فأصر المقاتل البطل على مواصلة دوره الذي جاء من اجله رغم استشهاد زملائه والوصل للهدف وتدميره، وعدنا بدليل من أبناء مصر الشرفاء بدو سيناء.
وخلال العودة التقينا مقاتلين من الصاعقة المصرية الذين نصبوا كمائن بطولية لصد امدادات فرق مدرعه للعدو وتم أسر قائد الفرقة المدرعة بما معه من خرائط تمركزات قوات العدو، وعدنا بهذه بهذه الخرائط للقيادة.
مشددًا على أن التحديات الآن أكثر خطورة، ففي السابق كان العدو في الشرق فقط، نعلم تمركزاته وقدراته، والآن التحديات والتهديدات على كافة المحاور الاستراتيجية.
وسرد اللواء طيار أركان حرب حسن راشد أحد الطيارين المشاركين في الحرب وصناع النصر، جزء آخر من البطولة، عن كيفية إدارة العمليات والتحضير للمعركة، وألف يوم من التدريب الشاق وحرب الاستنزاف، التي بدأت يونيو 1967 حتى أغسطس 1970، مرورًا بمبادرة "روجرز"، وقال: "كنا نخوض غارات على مواقع العدو شرق القناة، ومنها توجهنا إلى سوريا لضرب العدو في جنوب لبنان وهذه العمليات أضافت لنا خبرات عالية جدًا من حيث تحديد وإصابة الأهداف.
وأوضح رئيس أركان القوات الجوية الأسبق، أن القوات المسلحة المصرية تبنت 5 مبادئ مكنتها من تحقيق الانتصار، وهي: الايمان بالله والإرادة، التخطيط، الالتزام، الانضباط، التضحية، ويرى أن تلك المبادئ الخمسة يمكن للشعب المصري أن يستخدمها ويطبقها إذا أراد أن يحقق شيئًا ويعلو فعليه بالتطبيق.
وعبر الرائد أحمد عبد العظيم أحد أبطال الفرقة 19 مشاة، عن الأحداث التي شهدها، بحرارة شديدة وكأنه استعاد مشاعره القوية في ذلك التوقيت، وبدأ حديثه عن مشاهد الإحباط واليأس التي تعرض لها جنود مصر وهم يروا الاحتلال الإسرائيلي متسلحًا بأفضل وأقوى الأسلحة وينعم بسيناء بعد أن احتلها، قائلاً: "دمنا كان بيغلي كنا عايزين نتلقى الأوامر بس واحنا نطلع عليهم حتى لو بالشوم".. "لو بالمنطق هنخسر .. لكن بالإرادة المصرية انتصرنا عشان المصريين ميسيبوش أرضهم".
واستكمل حديثه عن مهمة الفرقة 19 مشاة، كان التمهيد النيرانى عقب الضربة الجوية الأولى ومحاصرة النقاط الحصينة بعد العبور واقتحام خط بارليف وانهيار تحصينات العدو الإسرائيلى فى منطقة الشط وبور توفيق وعيون موسى وجبل المر ومتلا ، كذلك الدفاع عن مدينة السويس الباسلة بالتعاون مع المقاومة الشعبية وتكبيد العدو خسائر فادحة ليلاً ونهارًا عقب قرار مجلس الأمن رقم 338 بوقف إطلاق النار يوم 22 أكتوبر 1973 الذي لم تلتزم به إسرائيل.
وأشار إلى أن جيش الاحتلال ظل يبحث عن رفات قتلاه في سيناء ليس لأنه يريد دفنهم كما ظن الإعلام الغربي في ذلك التوقيت، بل كانت محاولة لدراسة وتحليل أسباب الهزيمة غير المتوقعة، نظرًا لأن أفراد الجيش المصري كان عندهم الشجاعة والقوة أنهم يحاربون جنود العدو عن قرب، لدرجة أنهم وجدوا دماء شهداءنا الذكية على دباباتهم المدمرة، مما جعلهم في حيرة كيف لجندي ما زال متأثرًا بما حدث في 67 أن يكون جسورًا إلى هذا الحد!.
وشدد على أن هذه الحرب التي تُدرس في جميع الكليات العسكرية في العالم، لم تجد عملاً فنيًا حقيقيًا يجسد كم المعاناة واليأس التي شعر به المقاتل المصري والتحول يالإرادة إلى الانتصار واسترداد الكرامة.
واختص اللواء سامح أبو هشيمة، في حديثه "الشعب المصري" وقوة إرادته القادرة على التغيير، قائلاً: " التحديات الاقتصادية التي مر بها الشعب المصري خلال سنوات الحرب، كانت صعبة للغاية، حيث الذهاب إلى الجمعية التعاونية لشراء الاحتياجات المنزلية ببطاقة التموين والوقوف في طوابير طويلة للحصول على حصته من المنتجات الغذائية المحدودة، كنا نحيا حياة بسيطة جدًا وكنا نربط على بطوننا حتى لا نشعر بالجوع، وكل الشعب يقف خلف قواته المسلحة من أجل الهدف الأسمى وهو عودة سيناء ورد الكرامة وطرد الصهاينة خارج الحدود المصرية.
وأضاف، أن كل بيت مصري كان لديه روحًا على الجبهة، كلنا واحد، وكان عدونا معروفًا ودافعنا عن تراب مصر بدمائنا، وهذا ليس جديدًا على المصريين الذين تعرضوا لحروب عدة على مر الزمان، ولكن مانشهده اليوم من حروب الجيل الرابع مثل ماحدث فيما يسمى بالربيع العربي، وحاليا نخوض حربًا جديدًا من الجيل الخامس، وتطورت أسلحة أعدائنا التي باتت تعلم جيدًا أن الحرب المباشرة ستكون لصالح المصريين، لذا دخلت علينا بالحروب السيبرانية وهو نوع من أنواع المناورة الهجومية التي تستهدف تدمير المعلومات والبنية التحتية وقادرة على الوصول لعدد أكبر من الضحايا بشكل خفي دون الإعلان، وكذا إضعاف الدولة المصرية من خلال المساس بأنظمتها الأساسية.
في نهاية الندوة، كان لكل بطل رسالة واضحة، تحدثوا فيها عن القيم التي تمثلها هذه الحرب، كالعزيمة والإرادة، وضرورة التمسك بالوحدة الوطنية والإصرار على الدفاع عن الوطن، ومع تزايد الأوضاع صعوبة في منطقتي الشرق الأوسط والقرن الأفريقي، تسعى مصر بكل حكمة وقوة للحفاظ على أمنها القومي من خلال تعظيم قدراتها الشاملة ، وتبقى الثقة والوقوف خلف القيادة السياسية هما الحل لتخطى كل الأزمات التي تحيط بنا ونعيشها بسبب مايحدث في كافة الاتجاهات.
وفي الختام جدد الكاتب الصحفي أيمن عبدالمجيد، الشكر لجيل أكتوبر وشعب مصر العظيم، والابطال المشاركين في الندوة، التي خلصت إلى أن الشعب المصري كلمة السر في الانتصار وإرادته هي عامل التفوق على العدو وعقيدته القتالية، إلى جانب الاخذ باسباب العلم والعمل والتخطيط المحكم، فمصر انتصرت على العدو ومن خلقة من استخبارات واسلحة امريكية، ومصر دائمًا قادرة على الانتصار ما تلاحم شعبها وجيشها ومؤسساتها وتسلح شعبها بالإرادة والوعي.
وتكريمًا للابطال المشاركين في الندوة، قدم لهم الكاتب الصحفي أيمن عبدالمجيد رئيس تحرير جريدة وبوابة روزاليوسف والكتاب الذهبي درع تكريم لبطولاتهم في حرب أكتوبر، ومشاركتهم لتعزيز حصون الوعي بالندوة.