جوتيريش يؤكد على دور مجموعة بريكس في تعزيز التعاون العالمي
وكالات
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش اليوم الخميس إن مجموعة البريكس الحكومية الدولية يمكن أن تلعب دورا أقوى في تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالمي.
جاء ذلك في تصريحات لجوتيريش خلال قمة المجموعة التي استضافتها روسيا في مدينة قازان، دعا خلالها المجموعة إلى المساعدة في تشكيل نظام مالي عالمي أكثر عدلاً، وتعزيز العمل المناخي، وتحسين الوصول إلى التكنولوجيا، والعمل نحو تحقيق السلام، لا سيما في غزة ولبنان وأوكرانيا والسودان.
كانت مجموعة البريكس قد تأسست في عام 2006 من قبل البرازيل وروسيا والهند والصين، التي انضمت إليها لاحقا جنوب أفريقيا وإيران ومصر وإثيوبيا والإمارات العربية المتحدة. حيث تمثل هذه الدول مجتمعة ما يقرب من نصف سكان العالم.
وأشاد جوتيريش بالتزام المجموعة القيم ودعمهم لحل المشكلات الدولية.. مستطردا أنه "لا يمكن لمجموعة واحدة ولا لدولة واحدة أن تعمل بمفردها أو في عزلة.. يتطلب الأمر مجتمعًا من الدول، يعمل كعائلة عالمية واحدة، لمعالجة التحديات العالمية"، وفقا لقوله.
وتشمل هذه التحديات زيادة النزاعات، وتغير المناخ، وارتفاع الفجوات الاجتماعية، ووجود الفقر والجوع المستمر، بالإضافة إلى "أزمة الديون التي تهدد بإسكات خطط المستقبل للعديد من الدول الضعيفة".
وعلاوة على ذلك، فإن أقل من خمس أهداف التنمية المستدامة الـ17 (SDGs) في طريقها لتحقيق النجاح، والفجوة الرقمية تتسع، وتفتقر الهيئات مثل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومؤسسات بريتون وودز إلى تمثيل الدول النامية.. مصرًا على أن "هذا يجب أن يتغير".
وأشار جوتيريش إلى قمة المستقبل التي عقدت في الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، والتي وضعت خارطة طريق لتعزيز التعددية وتعزيز السلام والتنمية المستدامة وحقوق الإنسان.
واختتمت القمة باعتماد ميثاق من أجل المستقبل الذي يغطي التنمية المستدامة، والسلام والأمن الدوليين، والعلوم والتكنولوجيا، والشباب والأجيال القادمة، وتحويل الحوكمة العالمية.
وقال جوتيريش "لقد وضعت قمة المستقبل مسارا لتعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالمي. الآن يجب أن نترجم الكلمات إلى أفعال، ونعتقد أن مجموعة البريكس يمكن أن تلعب دورا مهمًا في هذا الاتجاه".
واستعرض جوتيريش أربعة مجالات للعمل من قبل مجموعة البريكس، بدءا من المالية.وقال إن ميثاق المستقبل يدعو إلى تسريع إصلاح الهيكل المالي الدولي، الذي يعد "قديما وغير فعال وغير عادل".
وفيما يتعلق بتغير المناخ، شدد جوتيريش على الحاجة إلى "إجراءات دراماتيكية لتقليل الانبعاثات الآن" للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية.
وقال "قمة كوب 29 بعد أسابيع قليلة فقط"، مشيرا إلى مؤتمر المناخ التابع للأمم المتحدة في أذربيجان الشهر المقبل.
وأضاف أن المؤتمر "يجب أن يحقق نتيجة طموحة وموثوقة بشأن الهدف الجديد لتمويل المناخ". وفي الوقت نفسه، يجب على الدول المتقدمة الوفاء بوعدها بمضاعفة تمويل التكيف، وضمان مساهمات ملموسة لصندوق الخسائر والأضرار، كما يجب أن تتمكن كل دولة من الوصول إلى فوائد التكنولوجيا، ويمتد الميثاق العالمي الرقمي إلى تعزيز التعاون الدولي وبناء القدرات في هذا المجال.
ويطالب الميثاق بإنشاء لجنة علمية دولية مستقلة حول الذكاء الاصطناعي وبدء حوار عالمي حول حوكمته ضمن الأمم المتحدة بمشاركة جميع الدول.. علاوة على ذلك، يطلب الميثاق خيارات للتمويل المبتكر لبناء قدرات الذكاء الاصطناعي في الدول النامية، بحسب جوتيريش.
وفي آخر نقاطه، قال جوتيريش إن المجتمع الدولي "يجب أن يعزز ويحدث آلية السلام"، والتي تشمل جعل مجلس الأمن أكثر تعبيرًا عن العالم اليوم.
وأشار إلى أن ميثاق المستقبل يحتوي على خطوات مهمة بشأن نزع السلاح، بما في ذلك أول اتفاق متعدد الأطراف بشأن نزع السلاح النووي منذ أكثر من عقد، بالإضافة إلى خطوات لمعالجة تسليح الفضاء الخارجي واستخدام الأسلحة المستقلة الفتاكة.. وقال "في كل المجالات، نحن بحاجة إلى السلام".
وتابع "نحن بحاجة إلى السلام في غزة من خلال وقف إطلاق نار فوري، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين، وتقديم المساعدات الإنسانية بشكل فعال دون عوائق، وعلينا تحقيق تقدم لا رجعة فيه لإنهاء الاحتلال وإقامة حل الدولتين، كما أكدته مرة أخرى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخرا".
كما نحن بحاجة إلى السلام في لبنان، مع وقف فوري للأعمال العدائية، والتحرك نحو التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 لعام 2006، وفقا للأمين العام للامم المتحدة.
وتابع "نحن بحاجة إلى السلام في أوكرانيا. سلام عادل يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وقرارات الجمعية العامة".
وأضاف "نحن بحاجة إلى السلام في السودان، مع التزام جميع الأطراف بوقف إطلاق النار والالتزام بمسار نحو السلام المستدام."
وذكر الأمين العام بأن هذه كانت نفس الرسائل التي ألقاها خلال الجزء رفيع المستوى من الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي.وقال "للأسف، لا تزال هذه الرسائل قائمة هنا حتى الآن".