عاجل
الخميس 2 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
الكرة النسائية تضرب التسلل المجتمعي العربي وتفوز بالنضال في 2024

الكرة النسائية تضرب التسلل المجتمعي العربي وتفوز بالنضال في 2024

بالتزامن مع الاضطرابات المتسارعة في منطقة الشرق الأوسط على الصعيد السياسي، تعيش المنطقة تحولات جذرية غير مسبوقة على عدة أصعدة من بينها النشاط الكروي ذات الأبعاد الثلاثية المهمة في الحياة «النفسية والاجتماعية والاقتصادية»، ففي الوقت الذي نزح فيه كبار نجوم العالم من رجال كرة القدم إلى دوريات الخليج، وتحديدا الدوري السعودي الأكثر إنفاقا، ظهرت المرأة العربية بقوة على سطح المستطيل الأخضر لتشارك الرجل في واحدة من أعنف وأشرس الألعاب الرياضية حدة، ضاربة بالمعتقدات الاجتماعية القديمة عرض الحائط.



تمرد المرأة العربية من النافذة الكروية أعلنت المرأة العربية عن وجودها في العام 2024، بل تمردها بلغة واضحة وصريحة على ثقافات بالية، مستثمره لغة الحراك المجتمعي السائدة في أغلب دول المنطقة، بعد أن واجهت السيدة العربية في المجتمعات الشرقية تحديات متعددة ومتشابكة، عاقت تقدمها وتمكينها لسنوات مضت، ورغم التقدم الذي أحرزته المرأة في العديد من المجالات، إلا أنه ما زال هناك عقبات ثقافية واجتماعية واقتصادية تحول دون تحقيق المساواة الكاملة.

لا تزال الصورة النمطية للمرأة كربة منزل وراعية للأطفال هى السائدة في العديد من المجتمعات، مما يحد من فرصها في التعليم والعمل والمشاركة في الحركة الابداعية داخل الحياة العامة مع وجود قوانين وتشريعات تميز ضد المرأة في العديد من الدول العربية، خاصة فيما يتعلق بالميراث والزواج والطلاق وحضانة الأطفال، الأمر الذي انعكس بالسلب على ما تواجه  في سوق العمل، إلا أن عزم كسر الحواجز بات عقيدة وهدف مباشر لن يلين في طريق الأجيال القادمة.

الانتصار على «فيفا» في قضية الحجاب   من بين أبرز تلك التحديات، اختراق المرأة العربية مجال كرة القدم الذي كان حتى وقتا قريبا حكرا على الرجل، فبينما بدأت كرة القدم النسائية في فرض نفسها على الساحة الرياضية منذ أن بدأ الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» بتنظيم كأس العالم للكرة النسائية رسمياً كل أربع سنوات العام 1991، ظلت المشاركة العربية بعيدة تماماً عن الساحة، وبعد أن حاربت النساء في العالم طويلاً لتغيير الآراء المسبقة التي تؤكد أن النساء لا يصلحن للعب كرة القدم، الرياضة الشعبية الأولى، دخلت النساء العربيات في نفس المعركة بشخصيتهم ليؤكدن أن لعب الكرة لن يؤثر على أنوثتهن ولن يقلل من حشمتهن، خصوصا مع التمسك بحجابهن لمن أراد، دون غضاضة في ذلك.

فبعد أن خاضت مجموعة من النساء المسلمات أطلقن على أنفسهن لقب «المحجبات» صراعاً قانونياً ضد لوائح الاتحاد الفرنسي، بسبب قرار المحكمة الصادر في يوليو 2023 القاضي على أحلامهن في السماح للحجاب بدخول كرة القدم، انتصرت الإرادة النسوية، ودخلت اللاعبة المغربية نهيلة بنزينة التاريخ في أغسطس 2023، كأول لاعبة كرة قدم ترتدي الحجاب في مباريات كأس العالم في أستراليا ونيوزيلندا، بعد سنوات حظر فيها الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» ارتداء الحجاب في ملاعب الكرة، والذي منع ظهور الزي الإسلامي حتى العام 2014، عندما قرر «فيفا» تعديل قوانينه، في معركة لائحية انتصرت فيها المرأة العربية.

«تنمر» لا ينتهي في الملاعب العربية   نجحت المرأة العربية في اقتحام اللعبة، رغم ما تتعرض له «تنمر» وبدأ تنظيم البطولات في عدد من الدول العربية، حتى أن بعض الدول مثل العراق والسعودية ومصر ولبنان والأردن تنظم دوريات محلية للعبة ويكتسب بعضها أهمية خاصة مثل الدوري الجزائري، إلا أن تواضع مستوي البطولات لم يسفر عن إنجازات دولية مهمة.

الأردن لديه أكبر عدد من لاعبات كرة القدم بين دول المشرق العربي، تليها فلسطين ولبنان. وقد أدخلت بعض دول الخليج مثل المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة اللعبة مؤخرًا، وضخت أموالاً ضخمة لتطويرها.

منتخب فلسطين ما بين الضفة الغربية وغزة  تأسس منتخب كرة القدم النسائي الفلسطيني في العام 2004 وحقق نتائج لائقة في كأس العرب، وفي حين تواجه البطولة صعوبات في التنقل بين الفرق في الضفة الغربية وغزة، فقد مثل منتخب الضفة الغربية فلسطين كمنتخب وطني فلسطيني للسيدات في كأس العرب.

حواجز زجاجية في الملاعب السعودية قطعت المملكة العربية السعودية خطوة كبيرة في العام 2018 عندما رفعت السلطات الحظر المفروض على دخول النساء إلى الملاعب في الأحداث الرياضية.

وتم تخصيص ثلاثة ملاعب لاستيعاب المشجعات، وكذلك العائلات المكونة من النساء وأقاربهن الذكور.

وقد تم فصل هذه الأقسام بحواجز زجاجية عن بقية الملعب، والتي ظلت مخصصة للمشجعين الذكور.

أطلقت قطر أول بطولة كرة قدم داخلية لها في العام 2009.

وبعد عام واحد فقط، تم تأسيس منتخب قطر الوطني للسيدات لكرة القدم وشارك في كأس العرب في البحرين. وفي لبنان انطلقت بطولة كرة القدم للسيدات في العام 2008، بعد تأسيس المنتخب الوطني للسيدات في العام 2005، وهو أحد أول المنتخبات الوطنية للسيدات في غرب آسيا.

ظهرت كرة القدم النسائية في مصر العام 1997، مما شكل سابقة رائدة للمجتمع المصري في ذلك الوقت. وفي العام التالي، أقيمت أول بطولة للسيدات، وبحلول العام 2013، شهد عدد لاعبات كرة القدم نموًا كبيرًا، حيث شاركت ما يقرب من 100 ألف فتاة في الأكاديميات والدوريات للهواة.

محاولات نسائية لمجاراة ألعاب أخرى على رأس الأسباب التي تعرقل تطوير كرة القدم النسائية العربية، تواضع مستوى البطولات التي تنظم من قبل اتحادات الكرة التقليدية في غياب مؤسسات نسوية تشرف على اللعبة بالبلدان العربية، وتحاول هذه الرياضة في ظل هذا الوضع أن تفرض نفسها إلى جانب رياضات أخرى، تفوقت فيها المرأة العربية في أكبر التظاهرات القارية والدولية كألعاب القوى وكرة اليد وغيرها.

فالبطولات النسائية لم تصل بعد إلى مستوى الاحتراف، وتمارس كهواية ليس إلا. وتعتبر البطولة الجزائرية في كرة القدم النسائية من أهم البطولات في المنطقة المغاربية والعربية، من حيث مستوى أداء الأندية المشاركة فيها، حسب الرئيسة السابقة لرابطة كرة القدم النسائية التونسية فاطمة الشعري الفراتي. كما أن غياب منافسات أفريقية أو عربية بين الفرق لا يساعد الأندية النسائية المنشطة للدورات العربية على تحسين مستواها، حسب رأي المدربة الجزائرية نعيمة العوادي.

الأندية ملزمة بقرار «كاف»

وتقول إيناس مظهر، إحدى الصحفيات الرائدات في كرة القدم في البلاد، التي لها حق التصويت في جائزة الكرة الذهبية منذ 16 عاماً: «الناس بشكل عام لا يهتمون بكرة القدم النسائية في مصر، يعتقد كثيرون أن كرة القدم ليست لعبة للنساء، ولديهم وجهة نظر قديمة مفادها أن ممارسة النساء لكرة القدم لا تتوافق مع أنوثتنا وثقافتنا. يشكل هذا الموقف السلبي السائد عائقاً كبيراً أمام نمو وتطور اللعبة هنا».

الأندية الرياضية ملزمة بقرار رسمي من الاتحاد الأفريقى «كاف» بتكوين فرق كرة قدم نسائية لتتمكن من الحصول على تراخيص المشاركة فى البطولات القارية والدولية، لذا تخطط فتيات عربية للاحتراف في أوروبا، وبدأت فتيات يطالبن بحقوقهن فى تعلم كرة القدم من خلال الدراسة بالجامعات.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز