ناهد إمام
همس الكلمات
شهر الانتصارات.. وبداية جديدة!
دائما احتفالات النصر التاريخي السادس من أكتوبر، التي كانت نقطة تحول فى بلادنا الغالية، تشهد العديد من المظاهر الداعمة لقيم الانتماء، وحب الوطن، في نفوس الأطفال والشباب.
والعام الحالى كان الجديد هو تواكب شهر الاحتفال بانتصارات أكتوبر المجيدة، مع مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بداية جديدة لبناء الإنسان التي تم إطلاقها مؤخرا.
فإذا كان الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر، يدعو إلى استلهام البطولات التي حققت أعلى معانى التضحية والصمود لاسترجاع حق البلاد والحفاظ على أمنها وكرامتها، فلا جدال أننا الآن نعيش تحديات خطيرة سواء في الداخل أو الخارج، وتتطلب مننا جميعا، أن نكون على قدر المسؤولية والتضحية للحفاظ على بلادنا من خلال العطاء فى العمل بما يحقق مصلحتها.
ومن الطبيعى أن تعمل كافة الجهات والتركيز على البناء الشامل للإنسان وهي المبادرة الرئاسية بداية جديدة، إيمانًا بأن التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لا يمكن الوصول إليها دون إحداث تنمية بشرية حقيقة على مختلف المحاور والاتجاهات.
ومن الواجب أيضا أن تعبر كل جهة بصورة واضحة عن آليات تحقيق أهداف المبادرة حتى يشعر المواطن بتغيير حقيقي، والتي تتركز أهم أهدافها على توفير فرص العمل بشكل تكاملي بين جهات الدولة والمجتمع الأهلي، بمعنى دعم الوسائل التي توفر فرصة للعمل ومنها المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر وريادة الأعمال ودعم المواهب وأصحاب الأفكار الجديدة من جانب الدولة والقطاع الخاص على حد سواء.
وأيضا من الضرورى العمل على تأهيل الشباب لسوق العمل من خلال الدورات التدريبية الملائمة لاحتياجات الوظائف المطلوبة، من خلال الاستثمار فى البشر، وتطوير المهارات البشرية، وخلق أجيال قادرة على الإبداع والابتكار والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، والذي يمثل أغلى وأعلى عائد للاستثمار بما سيعود على المجتمع بأكمله بالنفع.
وأثارني، حملة توعية من الأزهر الشريف لحثِّ كل مواطن على استحضار روح انتصارات أكتوبر، وتعزيز قدراتهم على العطاء والإخلاص في العمل، والتركيز على البناء الشامل للإنسان.
وإذا كانت المسارح القومية قامت بفتح أبوابها بالمجان خلال الاحتفال بذكرى أكتوبر، فهذا يعد شيئا إيجابيا، لتوعية الشباب والنشء، ولكن هناك الحاجة إلى تواصل كل أشكال التوعية على مدار العام وعدم ربطها بفترة محددة.
وكانت من الاحتفالات اللافتة للنظر، حرص متحف الحضارة على تنظيم معرض أثري طوال شهر النصر، عن العسكرية المصرية وتاريخها وبطولاتها الخالدة على مر العصور.
كما حرص المعرض على تسليط الضوء على البطولات التي قدمها الجنود المصريين من ملاحم بطولية وتضحيات، وحرص المتحف على مشاركة الجمهور بها، مما يساهم في ربط الشعب المصري بمختلف فئاته العمرية بالمتحف إلى جانب رفع الوعي لدى المواطنين وغرس قيم الولاء والانتماء بين مختلف الأجيال، وهذا ما أحوجنا إلى دعمه بشتى الطرق للحفاظ على وطننا من الأفكار المضللة والمغرضة.
وتضمن المعرض مجموعة متميزة من مقتنيات المتحف من بينهم نماذج لأسلحة تعرض لأول مرة، والتي تبرز تطور العسكرية المصرية وتاريخها وبطولاتها الخالدة، والحروب التي قادها الجيش المصري، بالإضافة إلى مناظر جدارية للعجلات الحربية المستخدمة فى الحروب.
وكانت من العروض البارزة، ما نظمه القسم التعليمي بالمتحف من مجموعة من المعارض والورش الثقافية الفنية والتعليمية للتعرف على تاريخ الحروب وأهم الشخصيات في تاريخ العسكرية المصرية، كما حرص على إحياء الأغانى التراثية المتعلقة بالحرب لتظل عالقة في أذهان الشباب.
ألستم تتفقون معي، أن هناك الحاجة إلى تكاتف كل الجهات، خاصة الجمعيات الأهلية والمجتمع المدنى والقطاع الخاص والمدارس بجميع مراحلها، لبث روح الانتماء للوطن وقيمة وأهمية العمل لدى الشباب بالإخلاص والتفاني، ولا ترتبط باحتفالات أكتوبر فقط السنوية، ولكن لا بد أن تكون خطة ممنهجة تطبق طوال العام لمواجهة التحديات التي تواجه البلاد، لتحقيق العبور الآمن من تداعياتها.