قصر الأمير طاز.. جوهرة العمارة المملوكية
سارة هليل
يعتبر قصر الأمير طاز أحد أبرز وأجمل نماذج العمارة المملوكية في مصر، وهو شاهدًا على عظمة وحضارة تلك الحقبة التاريخية.
يقع القصر في حي الخليفة بالقاهرة، ويشغل مساحة شاسعة تزيد عن ثمانية آلاف متر مربع، مما يجعله من أكبر القصور المملوكية.
تاريخ القصر
أنشأ القصر الأمير سيف الدين طاز بن قطغاج، أحد الأمراء البارزين في عهد الدولة المماليك البحرية، وذلك في عام 753 هـ ـ 1352 م.
وقد تميز الأمير طاز بشخصيته القوية وحبه للفنون والمعمار، الأمر الذي انعكس بوضوح على تصميم القصر الفريد.
العمارة والتصميم
يتميز قصر الأمير طاز بتصميمه المعماري الفريد الذي يجمع بين الفخامة والبساطة، ويتكون القصر من فناء داخلي كبير تحيط به المباني الرئيسية والفرعية، ويضم العديد من القاعات والحجرات ذات الزخارف الجميلة والنقوش الإسلامية.
أبرز ما يميز القصر
المقعد: وهو المبنى الرئيسي المخصص للاستقبال، ويتميز ببائكته المكونة من أربعة عقود مدببة ترتكز على ثلاث أعمدة رخامية.
الحرملك: وهو الجناح المخصص للسكن الخاص بالأمير وأسرته.
الأسطبل: وهو مكان واسع مخصص لاستقبال الخيول والحراس.
الحديقة: وهي حديقة واسعة تقع في وسط الفناء الداخلي، وتضم العديد من الأشجار والنباتات.
زخارف القصر
تغطي الزخارف الجدران والسقوف والأعمدة في جميع أرجاء القصر، وهي تتميز بجمالها ودقتها وتعبر عن ذوق رفيع.
وتتنوع هذه الزخارف بين الخط العربي والزخارف الهندسية والنباتية، وتستخدم فيها مواد طبيعية مثل الجص والخشب والعاج.
يعتبر قصر الأمير طاز من أهم المعالم التاريخية في مصر، لما يمثله من قيمة فنية وتاريخية كبيرة، كما أنه يعد شاهدًا على تطور العمارة الإسلامية في مصر، ويعكس مستوى الحضارة والرفاهية التي كانت تتمتع بها الدولة المملوكية.
تم ترميم القصر وتأهيله ليصبح متحفًا يعرض تاريخ العمارة المملوكية، ويضم المتحف العديد من القاعات التي تعرض مجموعة من القطع الأثرية والتحف الفنية التي تعود إلى العصر المملوكي.
قصر الأمير طاز هو جوهرة معمارية لا تقدر بثمن، وهو مكان يستحق الزيارة من قبل جميع المهتمين بتاريخ الفنون والعمارة الإسلامية.