بولندا تقيد حق اللجوء مؤقتاً وسط مخاوف من زعزعة استقرار الاتحاد الأوروبي
وكالات
أعلنت بولندا أنها ستفرض حظراً مؤقتاً على اللاجئين المطالبين باللجوء بعد دخولهم البلاد من بيلاروسيا، في خطوة تأتي وسط تحذيرات من استخدام روسيا وحلفاءها للمهاجرين كوسيلة لزعزعة استقرار الاتحاد الأوروبي.
وخلال اجتماع لحزب الائتلاف المدني الحاكم ، قال رئيس الوزراء البولندي، دونالد تاسك، إن الاستراتيجية الجديدة للهجرة ستتضمن "التعليق الإقليمي المؤقت لحق اللجوء" - وفق ما نقلته مجلة بولتيكو الأوروبية اليوم السبت.
وأكد تاسك، الذي شغل سابقاً منصب رئيس المجلس الأوروبي، أنه سيطالب بالاعتراف الأوروبي بهذا القرار، مستبقاً أي اعتراضات من بروكسل بشأن قانونية هذه الخطوة ، وأشار إلى أن حقوق اللجوء في الكتلة الأوروبية تُستخدم بشكل غير صحيح من قبل بيلاروسيا وروسيا ، مضيفاً : "يتم استغلال حق اللجوء بطريقة تتعارض تماماً مع جوهره".
وفي السنوات الأخيرة، حاول عشرات الآلاف من المهاجرين، معظمهم من الشرق الأوسط وأفريقيا، عبور الحدود إلى بولندا عبر بيلاروسيا ، وبلغ عدد المحاولات حوالي 2500 في الشهر الماضي، وأكثر من 26,000 منذ بداية العام.
واتهم تاسك حراس الحدود البيلاروسيين بتقديم الدعم للمهاجرين كجزء "حرب هجينة" تهدف إلى تعزيز المشاعر المناهضة للهجرة وإشغال موارد الدولة ، وبدأت بولندا بالفعل في تعزيز بنيتها التحتية الحدودية وتطبيق إجراءات صارمة من خلال إنشاء منطقة حدودية خاصة تمنح السلطات المحلية صلاحيات أكبر.
وفي هذا السياق، حذر مفوض مجلس أوروبا لحقوق الإنسان، ميخائيل أوفلاهيرتي، من أن سياسة بولندا بإعادة المهاجرين دون تقييم مطالباتهم تعرضهم لخطر انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.
وتُتهم بيلاروسيا بتقديم تأشيرات لأشخاص من دول متضررة من النزاعات مثل سوريا، وتشجيعهم على العبور إلى البلاد كمحطة ترانزيت في طريقهم إلى الاتحاد الأوروبي ، وفي عام 2021، قال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو للمهاجرين: "الأمر يعود إليكم، اعبروا وانطلقوا".