عاجل
السبت 9 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ذكرى انتصارات أكتوبر
البنك الاهلي

عاجل| عاش بطلًا ومات شهيدًا.. "ست البرين" أسهمت في تشكيل شخصية "السادات"

الشهيد محمد أنور السادات
الشهيد محمد أنور السادات

بينما كان يحتفل بانتصاره على إسرائيل، أبدت يد الغدر، والخسة، والندالة إلا أن تجعل من يوم السادس من أكتوبر عام 1981، يوم استشهاد القائد البطل الشهيد محمد أنور السادات.



 

 

ولد الزعيم الراحل محمد أنور السادات، يوم 25 ديسمبر عام 1918 في قرية ميت أبوالكوم التابعة لمحافظة المنوفية لعائلة فقيرة، وكان لديه 14 أخًا. 

 

أحد إخوته، عاطف السادات، أصبح فيما بعد طيارًا واستشهد في أول طلعة جوية للمقاتلات المصرية على مواقع العدو في سيناء مع اندلاع حرب 6 أكتوبر عام 1973.

 

كان والده محمد السادات من صعيد مصر وكان يعمل في السودان، عمل إداريا، أما والدته فكانت سودانية من أم مصرية تدعى "ست البرين" من مدينة دنقلا، تزوجها والده حينما كان يعمل هناك، لكن الزعيم الراحل عاش وترعرع في قرية ميت أبوالكوم.

 

أشار السادات إلى أن القرية لم تضع غشاوة على عقله، لكن كانت جدته ووالدته، السبب الرئيسي في تكوين شخصيته.

فقد كان السادات يفخر بأن يكون بصحبة جدته الموقرة، تلك الجدة التي كان الرجال يقفون لتحيتها حينما تكون مارة رغم أميتها، إلا أنها كانت تملك حكمة غير عادية، حتى إن الأسر التي كانت لديها مشاكل كانت تذهب إليها لتأخذ بنصيحتها علاوة على مهارتها في تقديم الوصفات الدوائية للمرضى.   

وذكر السادات أن جدته ووالدته كانتا تحكيان له قصصًا غير عادية قبل النوم، لم تكن قصصًا تقليدية عن مآثر الحروب القديمة والمغامرات، بل كانت عن الأبطال المعاصرين ونضالهم من أجل الاستقلال الوطني، مثل قصة دس السم لمصطفى كامل بواسطة البريطانيين الذين أرادوا وضع نهاية للصراع ضد احتلالهم مصر. 

 

"أنور الصغير" لم يكن يعرف من هو مصطفى كامل، لكنه تعلم من خلال التكرار أن البريطانيين أشرار ويسمون الناس، ولكن كانت هناك قصة شعبية أثرت فيه بعمق وهي قصة زهران الذي لقب ببطل دنشواي التي تبعد عن ميت أبوالكوم بثلاثة أميال.

تلقى السادات تعليمه الأول في كتاب القرية على يد الشيخ عبد الحميد عيسى، ثم انتقل إلى مدرسة الأقباط الابتدائية بطوخ دلكة، وحصل منها على الشهادة الابتدائية، وانتهت جنة القرية بالنسبة للسادات مع رجوع والده من السودان، حيث فقد وظيفته هناك على إثر اغتيال الجنرال البريطاني "لي ستاك"، وما ترتب على ذلك من سحب القوات المصرية من المنطقة. 

 

بعد ذلك انتقلت الأسرة المكونة من الأب وزوجاته الثلاث وأطفالهن إلى منزل صغير بكوبري القبة في القاهرة، وكان عمر السادات وقتها حوالي ست سنوات، ولم تكن حياته في هذا المنزل الصغير مريحة حيث إن دخل الأب كان صغيرًا للغاية، وظل السادات يعاني من الفقر والحياة الصعبة إلى أن استطاع إنهاء دراسته الثانوية عام 1936.

 

وفي نفس السنة كان النحاس باشا قد أبرم مع بريطانيا معاهدة 1936، وبمقتضى هذه المعاهدة سمح للجيش المصري بزيادة أعداده ودخول أبناء الطبقة المتوسطة بدخول الكليات العسكرية، وهكذا أصبح في الإمكان أن يلتحق السادات بالكلية الحربية، حيث كان الالتحاق بها مقتصرًا على أبناء الطبقة العليا، وبالفعل تم التحاقه بالكلية وتخرج في عام 1938، وتم تعيينه في سلاح الإشارة.   

دخل الجيش برتبة ملازم ثان وتم إرساله إلى السودان، التي كانت منطقة ذات سيادة مشتركة تحت الحكم المصري الإنجليزي آنذاك، وهناك التقى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وشكل مع العديد من الضباط الصغار الآخرين حركة الضباط الأحرار، وهي حركة تأسست للإطاحة بالاحتلال البريطاني في مصر والقضاء على فساد الحياة السياسية في الدولة.

خلال الحرب العالمية الثانية، اعتقله الانجليز وسجنوه طوال فترة الحرب بسبب عدائه للمحتلين، وبحلول نهاية الصراع، كان قد التقى بالفعل بالجمعية السرية التي قررت اغتيال أمين عثمان، وزير المالية في حكومة حزب الوفد، ورئيس جمعية الصداقة المصرية البريطانية، الذي وصف العلاقة المصرية مع الإنجليز المحتلين بالزواج الكاثوليكي في يناير 1946.

  وبعد اغتيال أمين عثمان، عاد السادات مرة أخرى وأخيرة إلى السجن. وفي سجن قرميدان واجه أصعب محن الحبس الانفرادي، إلا أن المتهم الأول في قضية حسين توفيق هرب، وبعد عدم وجود دليل جنائي سقطت جميع التهم وخرج المشتبه به طليقا. 

وكان صلاح ذو الفقار، ضابط الشرطة الشاب آنذاك، هو الضابط المسؤول في السجن في ذلك الوقت. 

كان يؤمن في قلبه ببطولة السادات وأنه قام بدور وطني تجاه وطنه وأنه أدين وسجن بسبب حبه لوطنه. 

أحضر ذو الفقار معه طعامًا وصحفًا وسجائر وساعد عائلته كثيرًا في الحصول على تصاريح زيارة للاطمئنان عليه. 

كان أنور السادات نشطًا في العديد من الحركات السياسية، وشارك السادات مع زملائه من الضباط الأحرار في ثورة 23 يوليو عام 1952 والتي أطاحت بالملك فاروق الأول.

  ألقى السادات البيان الأول للثورة عبر الإذاعة للشعب المصري. 

في عام 1953 أصدر مجلس قيادة الثورة جريدة الجمهورية، وأسند إليه رئاسة تحرير هذهِ الجريدة، وفي عام 1954مع أول تشكيل وزاري لحكومة الثورة تولى منصب وزير دولة في شهر سبتمبر من عام 1954. 

وكان عضوًا في المجلس الأعلى لهيئة التحرير، وكذلك شغل منصب الأمين العام للمؤتمر الإسلامي العالمي في بيروت عام 1955. وانتخب عضوًا بمجلس الأمة عن دائرة تلا ولمدة ثلاث دورات ابتداءً من عام 1957.    

وكان قد انتخب في عام  1960رئيسًا لمجلس الأمة وذلك للفترة من 21 يوليو 1960 حتى 27 سبتمبر 1961، كما انتخب رئيسًا لمجلس الأمة للفترة الثانية من 29 مارس 1964 إلى 12 نوفمبر 1968، كما أنه في عام 1961 عين رئيسًا لمجلس التضامن الأفرو ـ آسيوي. في عام 1969 اختاره جمال عبد الناصر نائبًا له، وظل بالمنصب حتى يوم 28 سبتمبر 1970.

بعد وفاة الرئيس عبد الناصر في مساء يوم 28 سبتمبر 1970 ولأنه يشغل منصب نائب الرئيس حل بمحلهِ رئيسًا للجمهورية.

 واتخذ يوم 15 مايو 1971 قرارًا حاسمًا بالقضاء على مراكز القوى في مصر وهو ما عرف بثورة التصحيح، وفي نفس العام أصدر دستورًا جديدًا للبلاد.

 

صعدت روحه في مثل هذا اليوم شهيدًا 

 

واستغنى في عام 1972عما يقرب من 17000 خبير روسي في أسبوع واحد، واعتمد على العقول المصرية على التخطيط وخوض حرب 6 أكتوبر عام 1973، محققًا أول انتصار مصري وعربي على الكيان الصهيوني إسرائيل، ولكن أبت يد الغدر، والخسة والندالة أن تجعل الاحتفال يوم نصره الموافق 6 أكتوبر عام 1981، هو نفس يوم استشهاده.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز