عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
إسرائيل والرد الإيراني.. والحرب الشاملة

إسرائيل والرد الإيراني.. والحرب الشاملة

ما حدث أمس من رد إيران بإرسال الصواريخ الباليستية، التي كان معظمها لا يحمل رؤوسا متفجرة أو تحمل رؤوسا متفجرة صغيره بحيث تصيب ولا تدمر  فما هو إلا رد إيراني لا يرقى إلى الرد القوي ولا إلى المسرحيه وإنما هو رد بمثابة إيصال رسالة إلى إسرائيل بأنها قادره على إحداث خسائر قويه وفي قلب تل أبيب لكنها لا تريد ذلك حتى لا تصل الأمور إلى حرب شامله وهذا ما لا تريده إيران في الوقت الحالي لأسباب عدة، وعلى الرغم من أنها تبدو أنها مسرحية أمريكية إيرانية بامتياز، حيث سمحت أمريكا لإيران أن ترد لكن في حدود وبدون أضرار جسيمة وفي نفس الوقت أبلغت إسرائيل بتوقيت الضربة والقواعد العسكرية التي سوف تضربها إيران حتى تستطيع إسرائيل تفريغها قبل الضربة، وإلا كيف ستوجه ضربة لخصمك وفي نفس الوقت تبلغه بميعاد الضربة والقواعد التي ستقوم بضربها حتى يستعد  فقد أبلغت إيران الإدارة الأمريكية قبلها بساعات من الضربة والتي بدورها أبلغت إسرائيل حتي تستعد جيدا فكيف لأمريكا ان تعلم بميعاد الضربه قبلها  وتصرح بذلك غير أن هناك تنسيق بين أمريكا وإيران.



 ولكن يبقى السؤال ما الهدف من هذا الرد الضعيف؟  هناك عدة أهداف:  أولًا: لجم إسرائيل التي تمادت في المنطقة وأصبحت كالحصان الجامح وخرجت عن الخط الأمريكي المرسوم لها، فأمريكا سمحت لها بتدمير غزه فقط ولا تريد حرب شامله في المنطقه علي الأقل في الوقت الحالي، لكن إسرائيل تمادت وهاجمت لبنان وسوريا واليمن مما ينذر بحرب شاملة وقد تكون إسرائيل قاصدة ذلك مما جعل إيران في وضع محرج جدا خاصة بعد اغتيال هنية في قلب طهران واغتيال نصر الله زعيم أكبر حزب تابع لها في المنطقة والتهديد باجتياح جنوب لبنان وتدمير حزب الله وتهديد إيران نفسها، فكان لا بد لإيران أن ترد وإلا فقدت مصداقيتها وهيبتها في المنطقة وبين حلفائها ووكلائها وحتى لا تظهر ضعيفة أمام وكلائها في المنطقة، ولكنها أولا يجب أن تأخذ الإذن من أمريكا وهذا ما كانت تريده إسرائيل إيجاد ذريعة لدخول إيران الحرب مع إسرائيل وبالتبعيهذه لو حدث ذلك ستدخل أمريكا الحرب مرغمة لأنها ملتزمة بحماية إسرائيل وقد نجحت إسرائيل في ذلك حتى الآن. 

وربما دخلت إيران في خانة القراءة الخاطئة وحسب اعتقادي أنه فات الأوان وفرصتها في ضبط النفس وعدم الانجرار لحرب إقليمية قد انتهى، والنتيجة ما بين الاغتيالات وتدمير إيران ومفاعلها النووي فإيران استعملت أذرعها لها في الشرق الأوسط لتحارب عنها وسقطت أذرعها وستسقط إيران بالنهاية، فهدف إسرائيل الأول والأكبر هو إيران وضرب مفاعلها النووي وتفعيل المعارضة الداخلية وتفتيتها كما سوريا والعراق، ولكن حتى تحقق إسرائيل هدفها كان يجب أولا تجريد إيران من جميع أذرعها وخلاياها في الشرق الأوسط ومن ثم الاستفراد بها لوحدها بدون دعائم قتالية.

ثانيًا: ما هي الأضرار الفعليه للضربة الإيرانية؟ حتى الآن لا شيء سوى شو إعلامي وصواريخ في الهواء لكن على أرض الواقع لا شيء، لا قتلى لا أضرار مادية، وقد تكون هناك أضرار ولم تعلن عنها إسرائيل لكنها إن كانت فهي قليلة باعتراف مسؤولين إسرائيليين أنفسهم، وذلك لأن المستهدف كان قواعد عسكرية فقط وبما أن أمريكا أبلغت إسرائيل بميعاد الضربة فقد تم إخلاء معظم القواعد العسكرية.

لكن يبقى السؤال المهم، ما هي مكاسب إسرائيل من هذا الرد وهل سترد إسرائيل؟  أولًا: مكاسب سياسية بتصنيف الحرس الثوري الإيراني بالحركة الإرهابية وهذه ستكون البداية لتقليم أظافر إيران في المنطقه وضمان عدم دعمها لأي حركات مقاومة، سواء في فلسطين أو لبنان أو اليمن وقد تكون بداية الانكماش الإيراني في المنطقه وإفساح المجال لشرق أوسط جديد بتفوق إسرائيلي بدون ما يسمى محور الممانعة الذي يدعمه الحرس الثوري الإيراني.

ثانيًا: فرض عقوبات اقتصاديه على إيران وبداية عزلها دوليا وتحجيمها وانكماشها إقليميا، بالضغط على إيران تدريجيا وتجفيف منابع التمويل الإيراني ومنعها من تمويل أي حزب أو حركة في الشرق الأوسط وعلى رأسهم حزب الله والحوثيين، وبالتأكيد منع دعم حركة حماس كبداية لمغادرتها الشرق الأوسط قريبا وانكماش إيران في محيطها المحلي دون أن يكون لها أي دور إقليمي مستقبلا.

أما السؤال الثاني فهو هل سترد إسرائيل على إيران؟ نعم سترد في التوقيت الذي تراه إسرائيل مناسبا فالعقل الإسرائيلي انتقامي ولا يترك أي فرصه للرد وردها سيكون نوعيا، وهذا الرد قد يكون ضرب إيران في عمقها عن طريق ضرب المفاعلات النووية أسوة بما حدث في العراق أو ضرب أمنها الداخلي بدعم المعارضه داخل إيران للقيام بزعزعة الاستقرار، وحدوث فتن ومظاهرات ضد نظام الملالي الحاكم واتباع سياسة الاغتيالات داخل إيران وخارجها أوضرب أذرعها في المنطقه في لبنان وسوريا واليمن والعراق، وإسرائيل لديها تحالفات جاهزه وقادرة على القيام بهذه المهمه بديلا عنها أو مساعدتها في القيام بهذا الدور وهذه التحالفات مكونة من أمريكا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وحلفائها في الشرق الأوسط وجميعهم سيشكلون حلفا قويا لتدمير إيران.

وستضخم إسرائيل من الحدث، على الرغم من قلة مفعوليته لتتخذه زريعة لتحقيق الهدف الأكبر في إنهاء النظام الإيراني، أما توقيت الضربه فسيكون حسب قرار دول التحالف وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإسرائيل وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، بعد ذلك ستنفرد إسرائيل وأمريكا وبعض الدول الأوروبية بإيران وهي حافية القدمين، ويحاول النظام الإيراني الآن استجداء حليفته أمريكا لإنقاذه ولكن إسرائيل لن تتنازل بسهولة وكانت تنتظر  فعلا واحدا حقيقيا من إيران لتنقض عليها وتركها سنوات تعاني الحرب الأهلية والدمار.

وسيذوق  الإيرانيون ما أذاقوه للفلسطينيين في غزة واللبنانيين ولكن وبعد ضرب المفاعل النووي الإيراني وتدمير المرافق الحيوية في إيران وسيعيش الإيرانيون دمارا كبيرا وسيشارك في ضرب إيران أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، لكن لا أعتقد أنها في الوقت الحالي، فتحتاج إسرائيل وقتا لإنهاء موضوع لبنان وسوريا واليمن والعراق وحماس والسلطة الفلسطينية، بعدها ستكون خطة ضرب إيران جاهزة، وسيتم تفعيل المعارضة الإيرانية وخلق حالة فوضى باغتيالات لبعض قادة النظام الإيراني، فلا مكان لإيران ولا للإسلام السياسي في الشرق الأوسط الجديد.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز