عاجل
الأحد 29 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
مقتل نصر الله.. والحرب البرية

مقتل نصر الله.. والحرب البرية

أعلن حزب الله في بيان له مقتل حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله إثر غارة شنتها الطائرات الإسرائيلية علي مقر حزب الله في الضاحية الجنوبية نتج عنها تسوية ٦ مبان بالأرض واستشهاد أكثر من 500 لبناني وفلسطيني والعدد قابل للزيادة، وكان الهدف من الغارة اغتيال حسن نصر الله، وكان الجيش الإسرائيلي أعلن منذ ساعات مقتل حسن نصر الله الأمين العام وعلي كركي قائد الجبهة الجنوبية لحزب الله، بالإضافة لعدد آخر من القادة في الحزب كانوا موجودين في اجتماع في مقر حزب الله بالضاحية الجنوبية التي تم قصفها، وقد أكدت وسائل إعلام إسرائيلية نبأ اغتياله.



  ويبقى السؤال بعد مقتل حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله هل من الممكن أن تكون هذه بداية حرب برية إسرائيلية تجاه لبنان وهل تصبح حربا شاملة؟

هناك احتمال كبير أن تجتاح إسرائيل لبنان بريا ومن الممكن جدا ولا مانع ولا رادع لها، فسلوك حزب الله على مدار 11 شهرا المتراخي سوف يشجع إسرائيل أن تجتاح لبنان وأن تدخل الضاحية الجنوبية بريا وتقوم بتدميرها، وذلك في ظل صمت دولي على جرائم إسرائيل لأن العالم سيتعامل مع ذلك ضمن حق إسرائيل في حماية نفسها وبالتالي فإن تحقيق الهدف الأعلى لها هو إنهاء حزب الله عسكريا، ولاحقا سياسيا وتشجيع وتقوية الدولة اللبنانية وتقوية الاقتصاد اللبناني لتقوم بالإحلال محل حزب الله  مقابل دعم عسكري واقتصادي وسياسي أمريكي للدولة اللبنانية والجيش اللبناني، ليتنحى بعدها حزب الله عن الساحة الدولية والمشهد السياسي والعسكري نهائيا كما حماس في غزة.

أما الحرب الشاملة فالسؤال مع من وضد من؟ فإيران لا تجرؤ ولن تجرؤ على الدخول في أي حرب لأن نتائجها هي دمار لإيران وهي تعلم ذلك فإيران دولة لا تغامر بأراضيها في الدخول في حرب شاملة ضد إسرائيل من أراضيها، وإنما قد تقوم بمناوشات من خلال وكلائها في المنطقة سواء في العراق أو اليمن أو سوريا أو لبنان، لكنها لن تتدخل مباشرة وإن قامت بضرب إسرائيل فسيكون  فقط لرد الاعتبار وحفظا لماء الوجه، وغالبا سيكون ذلك بالاتفاق مع أمريكا لأنها تخاف من ردة فعل إسرائيل، والتي بالتأكيد تطمح في ضرب إيران بالعمق وتدمير المفاعل النووي، وربما تفاوض إيران الولايات المتحدة الأمريكية على أن يسمح لها بضربة اعتبارية مع ضمان عدم انجرار إسرائيل في حرب كبيرة ضدها، فإيران تمارس حربا نفسية تفاوضية استشارية حول ذلك، ولكنها بالتأكيد لن تدخل في حرب مباشرة مع إسرائيل وأمريكا، وعلى الأغلب أن إيران سوف تضحى بحزب الله وسوف تجعل ملعب انتقامها لبنان وعليه سيكون لبنان الضحية الأخيرة من ضحايا إيران. 

وفيما يتعلق بالولايات المتحدة الأمريكية فإن تصريحات الامريكان أنه لا علم لهم ما تقوم به إسرائيل هو تصريح منقوص، وبالتأكيد يعلمون الخطوط العريضة في النهج وربما ليس لديهم علم بالتفاصيل أو التوقيت لكن لديهم علم أكيد بالعناوين والخطوط العريضة، وتنتظر أمريكا من إسرائيل إنهاء موضوع غزة لاستلامها وترتيب أمورها ومرحلة ما بعد الحرب أصبح  السيناريو الخاص بها جاهزا أساسه قوات متعددة وتهجير طوعي تدريجي على مدار سنوات، أما موضوع لبنان فأمريكا تنظر إليه على أنه شأن إسرائيلي بحت وتنتظر أمريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وبعض الأنظمة العربية من إسرائيل أن تنهي مهمتها في لبنان بالقضاء على حزب الله  في أسرع وقت.

لذا قد تقوم إسرائيل باجتياح لبنان بريا لكنها لن تكون حربا شاملة واعتقد أنها لن تصل إلى حرب إقليمية أو دولية، بل ستكون ضربات جوية كثيفة ومدمرة وسريعة جدا وذات نقاط وأهداف معلومة ومحدودة ومهمة، الهدف منها تدمير البنية التحتية للبنان من شركات مواصلات واتصالات وكهرباء وماء وضرب المطار في بيروت وضرب بعض المواقع في المخيمات الفلسطينية، بالإضافة إلى ضرب بعض المواقع لحماس في جنوب لبنان ومواقع لحزب الله في سوريا ومنازل لقادة في حزب الله في جنوب لبنان.

كما قد تقوم إسرائيل بعمل العديد من الاغتيالات لقادة حزب الله في جنوب لبنان، وسوف تقوم بضربات جوية سريعة الهدف منها تدمير الضاحية الجنوبية مقر حزب الله وإبعاد حزب الله لما بعد نهر الليطاني، فإسرائيل تعتقد أن حزب الله أصبح خطرا علي حدودها الشماليه فهذه هي المره الأولى التي تقوم فيها بتفريغ المستوطنات في شمال إسرائيل كل هذه المدة، حيث تم تفريغها من سكانها منذ 7 أكتوبر، كما أن رد حزب الله لن يكون موجعا لإسرائيل، فقد استنزف نفسه على مدار 9 شهور بدون فائده تذكر، فإسرائيل ليست وحدها في هذه الحرب بل معها أمريكا والغرب في تحالف كبير، وهناك أموال ستضخ لتحقيق الهدف وهو ضرب حزب الله في جنوب لبنان.

وسوف يعيش جنوب لبنان حالة جديدة تختلف عن غزة، فقد تمرست إسرائيل على أساليب التدمير المحنك في غزة وجربت جميع أنواع الأسلحة والذكاء الاصطناعي وفعاليتها.

 لكن غزه كانت الحلقة الأصعب لأنها كانت حرب شوارع وحرب عصابات وفي مناطق ضيقة وذات كثافة سكانية كبيرة جدا، ولكن الوضع يختلف بالنسبة للبنان فلبنان دولة ذات سيادة لها أماكن سيادية معروفة. 

أما بالنسبة للشعب اللبناني المغلوب على أمره فلن يجد اللبنانيون موقفا دوليا يستحق الذكر، بقدر ما هو مطالب لضبط النفس وتحركات سياسية لا جدوى منها ولا طائل من ورائها، فضلا عن أن دخول حزب الله الحرب في غزة لم يخدم حماس ولا قطاع غزه فعليا ولم يكن ضاغطا على إسرائيل، بقدر ما كان شو إعلاميا أكثر منه حرب حقيقية على أرض الواقع، كما قد يفتح الباب لإنهاء ما تبقى من لبنان، وقد يعيش اللبنانيون نزوحا متكررا على شاكلة غزة وقد يضطر اللبنانيون وبالأخص في بيروت أن يبقوا في الملاجئ لفترة معينة فقد يتم ضرب المرافق الحيوية في لبنان وستكون النتائج وخيمة على الشعب اللبناني،  وسيعاني الشعب اللبناني لبعض الوقت نتيجة الحرب، بما  لا يقل عن معاناة شعب غزة، بل قد يفوقها كون لبنان دولة ذات سيادة وكيانا قائما.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز