متعافون يكشفون لـروزاليوسف أسباب السقوط وكيف أنقذتهم قوة الإرادة
عائدون من بئر الإدمان
كتبت: الشيماء طلعت وتصوير: مايسة عزت
عشرات القصص المؤلمة يرويها العائدون من بئر الإدمان وعالم المخدرات بعد تعافيهم من التعاطى وتخلصهم من هذه اللعنة، وذلك فى محاولة منهم لتوعية الشباب بخطورة الإدمان وآثاره السلبية والنفسية والمادية على الشخص وأسرته بل والمجتمع أيضًا.
بداية، يقول “أحمد.ب” 40 سنة، أحد المتعافين من الإدمان منذ عامين ونصف العام، ويعمل فى إحدى محطات الوقود، ومتزوج ولديه بنت: رحلتى بدأت مع التعاطى بدافع الفضول وحب التجربة عن طريق تدخين السجائر، وبعدها تناول الكحول لمدة 15 عامًا ثم التدرج لتعاطى أنواع مختلفه من المخدرات، وصولًا إلى الهيروين.
وتابع: استمرت رحلة إدمانى 25 سنة، وكان حينها ينتابنى إحساس بالسعادة، لكن صاحبها بعد ذلك اضطرابات نفسية ومادية، حيث سيطر الإدمان على كل تصرفاتى وسلوكياتى، حتى وصل الأمر إلى سرقة محتويات الشقة وذهب زوجتى وذلك لشراء الهيروين.
ولفت إلى أنه اتخذ قرار التعافى بسبب طفلته البالغة من العمر 3 سنوات، لأنها كانت “تقلّد” جميع تصرفاتى فى تعاطى المخدرات،.
وأشار إلى أن والده قام بالاتصال على الخط الساخن الخاص بصندوق مكافحة علاج الإدمان، وتم تحديد أقرب مستشفى للصحة النفسية التابع لهم، وقدم لى المركز جميع الخدمات العلاجية والصحية الوقائية وإجراء التحاليل والفحوصات اللازمة، بجانب أدوية علاجية ومحاضرات توعية وتأهيل بدنى ومهنى، وبعد رحلة التعافى التي استغرقت 3 أشهر علاج أصبحت الآن ضمن الفريق المشرف على مرضى الإدمان وعادت حياتى أفضل من الأول وساعدت فى تعافى 56 حالة من المتعاطين بمحيط محل سكني.
أما “محمود.م” 39 سنة، متعافى من الإدمان منذ 10 أشهر، متزوج ويمتلك صالون للرجال، ولديه ولد وبنت، فيقول إن رحلته مع المخدرات بدأت برفاق وأصدقاء السوء فى المرحلة الإعدادية بالسجائر وبعدها تعاطى جميع أنواع المخدرات والأدوية المخدرة وتناول الكحول وصولًا إلى الهيروين.
وتابع: كنت أنفق على المخدرات والهيروين ما ورثته عن أبى وأمى، فكنت أتردد على الأماكن المخصصة لذلك بصحبة طفلتى حتى لا ألفت الأنظار، وأهملت عملى وانعزلت عن عائلتى، ولم يعد لدى أى أموال لشراء الهيروين فاتجهت إلى السرقة.
وأضاف: اصطحبنى شقيقى لإحدى المصحات الخاصة بعلاج الإدمان وشهدت داخلها جميع أنواع التعذيب، وبدلًا مما اتعافى ساءت حالتي، لأعود إلى الإدمان مرة أخرى فور خروجى من المصحة، إلى أن شاهدت برنامج تليفزونى عن علاج الإدمان التابع لصندوق مكافحة الإدمان وكيفية العلاج وبرامج التأهيل وعمل حفلات خاصة لهم وتحفيزهم على العلاج فقررت أن أتعافى وأنقذ نفسى وعائلتى من الضياع، إذ استغرقت 70 يوما للعلاج وبعدها متابعة من إخصائى نفسى واجتماعى لمده 6 أشهر.
لم تختلف قصة “شريف.أ”، البالغ من العمر 27 سنة، كثيرًا عن سابقيه، فهو يعمل جزار، ومتعافى منذ عام، بدأت رحلته مع الإدمان فى سن الـ 16 بتدخين السجائر، لكن الفضول ورفاق السوء دفعوه إلى تعاطى مخدر “الحشيش” فترك السجائر وأصبح الحشيش أساسيًا حتى وصل سن الـ 25، واتجه لتعاطى الهيروين، وسرقة أدوات محل الجزارة الذي كان يعمل به.
وتابع: خطيبتى تركتنى عندما تأكدت من خبر تعاطى المخدرات، وكلما كنت أشعر باليأس والإحباط أتعاطى جرعات أكبر للنسيان، لكنى قررت ان أتعافى من هذا الكابوس المرعب.. كذلك، “خالد.م” 29 سنة، متعافى من الإدمان منذ 21 يومًا، أكد أن تعاطيه المواد المخدرة بدأ فى سن المراهقة وهو ابن الـ 13 عامًا، كونه انطوائيًا ولا يمتلك القدرة على التواصل مع الآخرين، وكان يريد الحرية والتحرر من قيود والده والمراقبة الزائدة، فلجأ للهروب من المدرسة والجلوس على المقاهى لشرب «السجائر والشيشة».
وأوضح أنه لما وصل إلى سن الـ 17، تعرف على فتاة كانت تتعاطى مخدر الحشيش، وتناول أول سيجارة حشيش فى إحدى الافراح، حتى أصبح مدمنًا، وخسر المحل الذي كان لديه، واتجه إلى العمل فى مجال السياحة وتوسعت دائرة معرفته بتجار المخدرات والسهر معهم فى النوادى والملاهى الليلية، وفجأت حدثت له أزمة صحية بسببب تعاطى جرعة زائدة.. منذ ذلك الوقت، قرر التعافى فاصطحبه والده لإحدى المصحات الخاصة وأنفق أموالًا باهظه فى العلاج لكن دون جدوى، وترك المصحة وعاد مرة أخرى لتعاطى الهيروين، لكن تكررت الأزمات الصحية معه حتى توفى صديق له بجرعة زائدة، فقرر حينها التواصل مع الخط الساخن الخاص بصندوق مكافحة الإدمان وتحدد له موعد فى أقرب مستشفى لمحل سكنه، وبدأت رحلة علاجه وتأهيله لسوق العمل.