مبادرة علمية تستهدف الأطفال من سن ٦ إلى ١٦ عاما
صالون ابن الهيثم لإعداد علماء المستقبل.. برعاية مركزي "القومي للبحوث" و"ثقافة الطفل"
هبة نافع
تجمع ما يزيد على ٢٠ طالبا، تتفاوت أعمارهم ما بين الثامنة والرابعة عشر بإحدى قاعات المركز القومي للبحوث، موجهين أنظارهم ومنصتين إلى د.مروى سعيد حسن الأستاذة بقسم نظم المعلومات بمعهد البحوث الهندسية والطاقة المتجددة خلال شرحها للثورات الصناعية وتخوفات العصر من الذكاء الاصطناعي، والمبادرات الرقمية التي توفرها الدولة للطلبة، وقد تفاعل معها الطلاب وشارك بعضهم تجاربهم العملية مع تلك المبادرات وردود فعلهم تجاهها.
فيقول أحمد: "أنا في ستة ابتدائي، ومشترك في مبادرة براعم الرقمية، الموجهة للطلاب من رابعة لستة، وتعرفت على المبادرة من خلال المدرسة، وسجلت بياناتي على لينك موجود على فيسبوك، وبعد شهر من التسجيل، استلم والدي إيميل يهنئه فيه بقبولي بالمبادرة".ويشارك "زياد" أيضا بتجربته قائلا إنه في الصف الثاني الإعدادي، والتحق بمبادرة أشبال الرقمية- التدريب الصيفي ومدته ٣ أشهر، وتعلم خلاله كيفية تصميم المواقع الإلكترونية.
ويقول انطوان:"التحقت بمبادرة أشبال تدريب سنة، وهي مختلفة عن التدريب الصيفي، أهم حاجة للالتحاق بالمبادرة معرفة أساسيات الكمبيوتر، لقد اجتزت المستوى الأول والثاني وحاليا في المستوى الثالث، والدراسة أونلاين ويتم تدريبنا على أيدي طلبة جامعيين وخريجين معتمدين وأساتذة هندسة وتكنولوجيا".ما سبق كان جزء مما شهدته بوابة روزاليوسف خلال محاضرة "المبادرات الرقمية والذكاء الاصطناعي" التي نظمها المركز القومي للبحوث تحت رعاية د.فجر عبد الجواد القائم بأعمال رئيس المركز بالتنسيق مع المركز القومي لثقافة الطفل في إطار الصالون العلمي "ابن الهيثم".
ففي ظل سعي المركز القومي للبحوث لنشر ثقافة البحث العلمي وتعزيز ثقافة الابداع والابتكار، قرر فتح أبوابه للأطفال من خلال التعاون مع المركز القومي لثقافة الطفل، وتضمن هذا التعاون احتضان الأطفال الفائزين بمسابقة المبدع الصغير فرع الاختراع والابتكار، وإقامة ندوات علمية وورش عمل تفاعلية وزيارات ميدانية داخل المركز من خلال صالون ابن الهيثم العلمي.وعن موضوع المحاضرة التي قدمتها د.مروى للطلاب تقول إن هدفها كان تعريفهم بالمبادرات الرقمية التي تتيحها الدولة للالتحاق بها، كبراعم وأشبال ورواد وأجيال إلا إنه كان لابد في البداية من الحديث عن الثورات الصناعية ومفهوم الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أنها أنهت المحاضرة بتدريب عملي على كيفية إنشاء موقع إلكتروني بلا أكواد لكل طالب وهي خدمة يتيحها جوجل، ويمكن للطلاب وضع المادة العلمية الخاصة بهم على الموقع.وتضيف إنها لأول مرة تشارك في الصالون العلمي، وحرصت على تقديم مادة علمية مبسطة تهم هؤلاء الطلاب، وقد سبق لها التحكيم في مسابقة المخترع الصغير واصنع كتابك الإلكتروني.
وعن صالون ابن الهيثم تقول وسام حسن مدير إدارة النشر والإعلام بالمركز القومي للبحوث إنه يعقد بشكل دوري مرتين شهريا، الثلاثاء الثاني والرابع من كل شهر وذلك بالتعاون بين القومي للبحوث والقومي لثقافة الطفل، مشيرة إلى أن هذا هو الموسم الثاني الذي يشارك فيه علماء القومي للبحوث، وقد بدأ في شهر يونيه الماضي ومستمر حتى نهاية شهر سبتمبر الجاري، وقدمنا خلاله عدة محاضرات وورش علمية في مجال الذكاء الاصطناعي والطاقة الشمسية والنانو تكنولوجي بالإضافة إلى لقاء الأطفال مع بعض العلماء الحاصلين على جوائز.وتضيف أن الخطة القادمة هو العمل على استمرار الصالون خلال العام الدراسي وتقديم محاضرات هدفها تبسيط الموضوعات الدراسية العلمية التي يتحصلها الطلاب.وتوضح أنهم اعتادوا بالقومي للبحوث على إقامة الصالونات العلمية لأعمار أكبر، لكن الشراكة مع "ثقافة الطفل" جعلت المركز يفتح أبوابه لمراحل عمرية أصغر، إيمانا منه بأن نشر ثقافة البحث العلمي تبدأ من الطفل، وفي الموسم الأول للصالون كان علماء المركز يتوجهون لمقر "ثقافة الطفل" لإعطاء المحاضرات، لكن في الموسم الثاني قررنا استضافة الأطفال بالمركز وزيارة أقسامه المختلفة. وتشير إلى أن المنسق للصالون هي إدارة النشر والإعلام التابعة للإدارة المركزية لشؤون الرئاسة بالمركز القومي للبحوث، قائلة :"نتولى بالإدارة اختيار الموضوعات بالتعاون مع العلماء والأساتذة، الذين يقدموا تلك الخدمة المجتمعية بشكل تطوعي ويتم تقديم المحاضرات بشكل مبسط بحيث تتناسب مع أعمار الأطفال".
وعن التعاون مع القومي للبحوث تقول د.مروة عادل مدير إدارة البحوث بالمركز القومي لثقافة الطفل إن مركز "ثقافة الطفل" لديه برنامج يتبع برنامج عمل الحكومة واستراتيجية وزارة الثقافة اسمه تنمية ودعم المواهب، فالمركز يدعم المواهب في المجالات الأدبية والفنية، ومنذ ٦ سنوات أقمنا صالون ابن الهيثم لدعم الموهوبين في المجال العلمي، ومنذ عامين تواصلت مع إدارة النشر بالقومي للبحوث وقابلت د.حسين درويش القائم بأعمال رئيس المركز السابق والذي رحب بالتعاون معنا، وتضمن التعاون أنشطة متعددة كإقامة صالون ابن الهيثم ومشاركة عدد من علماء القومي للبحوث في التحكيم في مسابقة المخترع الصغير واصنع كتابك الالكتروني، وهناك أنشطة أخرى في إطار التنفيذ كالقوافل الطبية المتنقلة للكشف على الأطفال.
وتضيف أن المركز القومي لثقافة الطفل يتبع وزارة الثقافة وعمره يزيد على ٤٠ عاما، ويهتم بتمكين الأطفال المتميزين والمبدعين من أجل تحقيق مزيد من التقدم العلمي، والتمكين لن يتم إلا بإتاحة الآليات، من خلال توفير المحاضرين المتميزين وإقامة ورش علمية.وعن كيفية اختيار الأطفال للمشاركة في صالون ابن الهيثم توضح د.مروة عادل، قائلة يتم اختيارهم بناء على اهتمامهم بالمجال العلمي وكذلك كل من شارك في مسابقة المخترع الصغير سواء فاز أو لم يفز، وكذلك الأطفال الذين يتم ترشيحهم لنا من إدارات الموهوبين بوزارة التربية والتعليم، وأيضا يمكن لأولياء الأمور التواصل معنا وإلحاق أطفالهم بأنشطتنا الثقافية والعلمية، والمركز يتعامل مع الأطفال من سن ٦ سنوات إلى ١٦ سنة، مؤكدة حرص المركزين على متابعة ردود فعل الأطفال بعد حضورهم لفعاليات الصالون لتطويره بشكل مستمر.
وعن دور إدارة الموهوبين التعليمية بصالون ابن الهيثم تقول د.نجلاء فرغلي مدير إدارة الموهوبين على مستوى محافظة الجيزة، إن الإدارة ترشح الطلاب بناء على تميزهم العلمي والثقافي للمركز القومي لثقافة الطفل، الذي يتولى بدوره التنسيق مع القومي للبحوث لاستضافتهم خلال محاضرات وورش الصالون، مشيرة إلى وجود بروتوكول تعاون بين وزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم وبروتوكول مصغر بين إدارة الموهوبين التابعة لوزارة التربية والتعليم والمركز القومي لثقافة الطفل، موضحة أن محافظة الجيزة بها ٢١ إدارة تعليمية، ولكل إدارة رئيس لقسم الموهوبين هو المسؤول عن التعامل مع الطلاب في إدارته عن طريق التنسيق مع مدارسهم.وتضيف قائلة: إن مدير مديرية التربية والتعليم بالجيزة أشرف سلومة ووكيل المديرية سمية الخطيب وإدارة الموهوبين على مستوى المحافظة برئاستها هدفنا هو العمل على تنمية ورعاية الطلاب الموهوبين في جميع المجالات العلمية والإنسانية والأدبية والفنية واكتشاف المتميزين من خلال المسابقات وورش العمل.