الدعم الخارجى يحسم قرار الناخب الأمريكى
كتبت - وسام النحراوى
اتهم مسؤول كبير فى المخابرات الأمريكية، كلًا من روسيا والصين وإيران، بمحاولة التأثير على سباق الانتخابات الرئاسية المقبلة فى الولايات المتحدة، ما يلقى الضوء على أهمية الدعم الخارجى لكلا المرشحين، فسابقًا لم يكن الدعم الخارجى له تأثير قوى على آراء المرشحين، لكن التوترات العالمية والحروب والنزاعات فرضته كلاعب محورى مؤثر فى نتيجة الانتخابات.
وأوضح المسؤول الاستخباراتى الأمريكى، أن روسيا هى الخصم الأجنبى الأكثر نشاطًا فى محاولة التأثير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بينما تركز الصين أكثر على التأثير فى انتخابات المناصب السياسية الأقل أهمية، فيما أصبحت إيران أكثر نشاطًا مقارنة بالدورات السابقة، وكثفت جهودها للتأثير على الناخبين فى الفترة التي تسبق انتخابات الرئاسة والكونجرس.
والدعم الخارجى فى المشهد السياسى العالمى الحالى يعتمد على عدة دول أبرزها:
أوكرانيا
الرئيس الأوكرانى «فولوديمير زيلينسكى» لايثق بـ»ترامب» ويؤكد أن وعود الأخير ما هى إلا «شعارات انتخابية»، على الرغم من تأكيد «ترامب» أنه يستطيع إنهاء الحرب بمجرد توليه الرئاسةـ بسبب علاقاته الوثيقة مع كل من الرئيس الأوكراني، زيلينسكى، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
وزعم «ترامب» أن «بوتين» ما كان ليشن غزوا واسع النطاق لو كان ترامب فى منصبه، مشيرا إلى ضعف إدارة «بايدن» باعتبارها السبب وراء العدوان الروسي، فيما دافعت «هاريس» عن موقف إدارة «بايدن» بشأن الحرب، مؤكدة أن «العدوان الروسى يشكل تهديدا للنظام الدولي»، وأن انتصار روسيا قد يشجعها على مهاجمة حلفاء الناتو، مشيدة بالدور الأمريكى فى حشد الدعم الدولى لأوكرانيا، خاصة أن موقف بلادها كان حاسمًا فى منع روسيا من تحقيق نصر سريع.
روسيا
منطقيًا تدعم روسيا حليفها «ترامب»، الذي يشيد بالرئيس الروسى وبعلاقتهما الوثيقة، إلا أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين قد قال فى الجلسة العامة لمنتدى الشرق الاقتصادى بمدينة فلاديفوستوك فى منطقة الشرق الأقصى الروسية، إن روسيا تدعم المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية لأن ضحكتها المعدية تعطى انطباعًا بأن كل شيء على ما يرام.
ويؤكد الباحث البارز بمركز الدراسات الأمنية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، قسطنطين بلوخين إن تأييد بوتين لهاريس ما هو إلا «تصيد سياسى خفى».
الصين
أكبر تحد سياسى واقتصادى للولايات المتحدة، قضية التعريفات الجمركية، والتي كانت المحور الأكبر فى مناظرة «هاريس» و«ترامب»، حيث ناقش المرشحان آثار هذه التعريفات على التضخم والاقتصاد الأمريكي، واتفقا على أهمية التعريفات كأداة اقتصادية، لكنهما اختلفا حول المجالات المستهدفة والدول التي يجب التركيز عليها، وهناك تفاوت واضح بين «هاريس» و«ترامب» فى كيفية تعامل الولايات المتحدة مع الصين، إلا أن «ترامب» صرح أنها من الحلفاء والتعامل معها مثالى.
إيران
زعم «ترامب»، أن إدارة «بايدن» ألغت جميع العقوبات التي فرضتها إدارته على إيران، مشيرًا إلى أن إيران كانت «مفلسة» فى عهده، ولم تكن لديها أموال لدعم الجماعات المسلحة، لكن هذا الادعاء غير صحيح فقد أكدت التقارير أن العقوبات التي فرضتها إدارة «ترامب» لا تزال سارية حتى الآن، وأن إيران استمرت فى تمويل ودعم الجماعات المسلحة حتى فى ظل العقوبات الصارمة، وإدارة «بايدن» لم ترفع العقوبات، بل على العكس، فرضت مزيدًا من العقوبات على الأفراد والكيانات الإيرانية بسبب دعمهم العسكرى لروسيا، لكنها لم تكن كافية لمنع إيران من مواصلة أنشطتها العسكرية فى المنطقة.
الناتو
ملف حلف شمال الأطلسى أكثر الملفات خوفًا «ترامب» وكيفية حماية الحلف من تأثير سياساته فى حال عودته إلى السلطة، وتشديده على ضرورة زيادة الإنفاق الدفاعى الأوروبى بشكل كبير وسريع، مما يجبر بقية الأعضاء على زيادة استثماراتهم فى الدفاع، إضافة إلى التساؤل حول كيفية تحقيق الوحدة داخل الناتو إذا كان هناك اتفاق سلام مع روسيا يشمل تقديم تنازلات.
أوروبا
الأوروبيون يفضلون بشكل عام رؤية الولايات المتحدة حليفًا مستقرًا يدعم الناتو ويواجه التحديات المشتركة، وهذا يتحقق مع هاريس، لكن مع وعود «ترامب» بفرض رسوم جمركية تصل إلى 20%، فإن الأوروبيين قد يواجهون تهديدًا باندلاع حرب تجارية تعرقل العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة وأوروبا.
غزة
لم تأخذ حرب غزة حيزًا كبيرًا فى مناقشات «هاريس» و»ترامب»، إلا أنهما قدما مواقف تعبر عن رؤية كل منهما لكيفية حل الصراع الذي تسبب فى كارثة إنسانية، اتفقا فى دعم إسرائيل وضرورة إنهاء الحرب، واختلفا فقط فى حل الدولتين.
فقد أكد ترامب أنه سيحسم الأمر بسرعة فى غزة إذا فاز فى الانتخابات، لكنه لم يذكر كيف، وتجنب سؤالًا حول كيفية التفاوض مع رئيس الوزراء الإسرائيلى وحماس لتأمين اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين فى غزة، وعلى الجانب الآخر، لم تقدم هاريس أى تفاصيل تحدد رؤيتها للحرب الدائرة هناك، والسبل الكفيلة بوقف إطلاق النار وإعادة الرهائن.