عاجل
الثلاثاء 17 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي

عاجل.. التفاصيل الكاملة لأكبر اختراق استخباراتي في تاريخ حزب الله

مصابي حزب الله
مصابي حزب الله

تعرض مقاتلي حزب الله اللبناني لأكبر خرق استخباراتي في تاريخ الكتائب العسكرية للحزب.



 

كان قد أصيب بعد ظهر اليوم مئات الأشخاص في لبنان عندما انفجرت أجهزة استدعاء يستخدمها مقاتلو حزب الله للتواصل، مع تأكيد مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل.

 

وأدت موجة الانفجارات المفاجئة وغير المتوقعة، التي بدأت حوالي الساعة 3:45 مساء بالتوقيت المحلي، واستمرت نحو ساعة، إلى إصابة العشرات من أعضاء حزب الله والمدنيين، مما أفسح المجال لمشاهد ذعر وفوضى واسعة النطاق في جنوب لبنان والعاصمة بيروت.

 

وظهر الضحايا وهم مصابون بجروح بالغة وهم ممددون على الأرض محاطين بالمارة المذعورين في صور تمت مشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي وبثتها شبكات لبنانية وإسرائيلية. 

وأظهرت مقاطع فيديو أخرى مروعة تم التقاطها داخل المستشفيات اللبنانية كيف أصيب بعض الضحايا بجروح بالغة في الرأس، وجروح عميقة في أرجلهم وبطنهم، أو بترت أيديهم بسبب الانفجارات القوية. 

وأكدت مصادر أمنية متعددة وأحد أفراد الأسرة مقتل عنصرين على الأقل من حزب الله - أحدهما نجل نائب - وفتاة تبلغ من العمر 10 سنوات، بحسب وكالة فرانس برس. 

وذكرت وكالة مهر للأنباء أن السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني أصيب أيضا في الهجوم.

وقال مسؤول إن الحادث المروع يشكل أكبر خرق استخباراتي في تاريخ الجماعة المسلحة، مع تزايد التكهنات بأن التكنولوجيا تعرضت للاختراق أو التخريب بطريقة ما من قبل  أجهزة الأمن  الإسرائيلية.

وقال مصدر مقرب من حزب الله لوكالة فرانس برس إن الحادث جاء نتيجة مباشرة لـ "خرق إسرائيلي" لاتصالاته.  

وقال مسؤول آخر لوكالة أسوشيتد برس شريطة عدم الكشف عن هويته إن سبب الانفجارات ربما كان بطاريات الليثيوم التي تزود أجهزة الاستدعاء بالطاقة، والتي يمكن أن تشتعل فيها النيران عند ارتفاع درجة حرارتها. 

وقال حزب الله في بيان رسمي إن "أجهزة استدعاء تابعة لموظفين في وحدات ومؤسسات مختلفة لحزب الله انفجرت"، مضيفة أن الانفجارات "أدت إلى مقتل فتاة واثنين من أشقائنا".

وقال الحزب اللبناني إنه "يجري تحقيقا أمنيا وعلميا واسع النطاق" حول أسباب الانفجارات "المتزامنة"، دون ذكر إسرائيل.

 

وفي وقت سابق من هذا العام، حث زعيم حزب الله حسن نصر الله أعضاء حزبه على العودة إلى استخدام أجهزة النداء للاتصالات الحيوية، معتبرا أن الهواتف الذكية الحديثة ستكون أكثر عرضة للهجمات الإلكترونية من قبل القوات الإسرائيلية. 

 

كيف يمكن أن تحدث هذه الانفجارات؟

ومن المرجح أن يكون المصدر المحتمل للانفجارات هو بطارية ليثيوم أيون التي تزود أجهزة الاستدعاء التي يستخدمها حزب الله بالطاقة.

رغم أن بطاريات الليثيوم أيون تُستخدم عادةً في الإلكترونيات الاستهلاكية، إلا أنها قد تنفجر بعنف في بعض الحالات. 

تنفجر بطاريات الليثيوم أيون بسبب ظاهرة تسمى الهروب الحراري، وهي عبارة عن تفاعل كيميائي متسلسل يحدث عندما تتعرض البطارية لتغير سريع في درجة الحرارة.

ومع تقدم هذا التفاعل الكيميائي، فإنه يمكن أن يؤدي إلى إطلاق مفاجئ للطاقة، مما قد يتسبب في انفجار الأجهزة بقوة وحرارة شديدة.

يتم تشغيل الهروب الحراري عندما ترتفع درجة حرارة البطارية أو تتعرض للثقب أو الشحن الزائد.

غالبًا ما تستخدم أجهزة الاستدعاء قنوات اتصال غير مشفرة وبرامج قديمة، مما يجعلها أهدافًا سهلة للغاية للهجوم. 

ومن المتصور أن يكون أحد أعداء حزب الله قد تمكن من اختطاف إشارة البث الخاصة بأجهزة الاستدعاء وزرع فيروس يؤدي عند تفعيله إلى ارتفاع درجة حرارة البطارية.  

 

ولكن كما هو الحال مع الهواتف المحمولة والعديد من الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية الأخرى، تعتمد أجهزة الاستدعاء أيضًا على بطاريات الليثيوم القابلة لإعادة الشحن للعمل.

 

ولم يصدر حتى الآن أي تأكيد رسمي بشأن سبب انفجار أجهزة الاستدعاء بالتزامن.

لكن مصادر عسكرية لبنانية أشارت إلى أن العبوات الناسفة فُجرت كجزء من هجوم إسرائيلي.

ومن الممكن أن تكون المخابرات الإسرائيلية  قد اخترقت هذه الأجهزة وقامت بشحن البطارية عن بعد، مما تسبب في حدوث خلل حراري.

أجهزة النداء أحادية الاتجاه عبارة عن أجهزة استقبال سلبية وبالتالي لا يمكن تعقبها، ولكن عند إرسال رسالة فإنها تقوم بتنشيط كل أجهزة إرسال النداء في المنطقة.

من خلال اختطاف إشارة البث، من الممكن أن يتمكن الخصم من إصابة كل جهاز استدعاء على الشبكة في نفس الوقت.

ربما تم زرع فيروس في شبكة أجهزة النداء الخاصة بحزب الله وتركه كامناً على الأجهزة حتى انتشر على نطاق واسع.

ربما تم تشغيل هذا البرنامج الضار أو تنشيطه عن بعد وفقًا لمؤقت مبرمج مسبقًا.

ولم يعلق المسؤولون الإسرائيليون على الأمر حتى الآن. 

وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية إن "عشرات الجرحى نقلوا إلى المستشفى بعد تفجير نظام النداء اليدوي باستخدام تكنولوجيا متطورة"، ونقلت نداءات عاجلة من مستشفيات جنوب البلاد للناس للتبرع بالدم. 

 

وفي مستشفى جبل لبنان، شاهد مراسل رويترز دراجات نارية تتجه بسرعة إلى غرفة الطوارئ، حيث كان الناس يصرخون من الألم وأيديهم ملطخة بالدماء.

وتم التقاط مشاهد مماثلة من قبل المصورين خارج المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت.

وقال مدير مستشفى النبطية العام في جنوب البلاد حسن وزني لوكالة رويترز إن نحو 40 مصابا يتلقون العلاج في منشأته، وشملت الإصابات إصابات في الوجه والعينين والأطراف.

وطلب مركز عمليات الأزمة في لبنان الذي تديره وزارة الصحة من جميع العاملين في المجال الطبي التوجه إلى مستشفياتهم للمساعدة في التعامل مع الأعداد الهائلة من الجرحى الذين يأتون لتلقي الرعاية العاجلة.

وشددت أيضًا على أنه لا ينبغي للعاملين في مجال الرعاية الصحية استخدام أجهزة الاستدعاء.

 

قالت وزارة الصحة اللبنانية إن الانفجارات المفاجئة التي هزت جنوب لبنان بعد ظهر اليوم تأتي بعد ساعات من غارة إسرائيلية على لبنان أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص.

وتتبادل القوات الإسرائيلية إطلاق النار بشكل شبه يومي مع مقاتلي حزب الله اللبناني منذ أن شنت حركة حماس هجوم طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر العام الماضي  على الكيان الصهيوني المحتل، مما أدى إلى اندلاع العدوان الإسرائيلي  الغاشم على قطاع  غزة.

وقالت وزارة الصحة إن "غارة للعدو الإسرائيلي" على قرية بليدة الحدودية أدت إلى مقتل "ثلاثة أشخاص وإصابة اثنين آخرين"، دون أن تحدد ما إذا كانوا مقاتلين أم مدنيين. قال جيش الاحتلال إن قواته الجوية "قضت على ثلاثة مقاومين" من حزب الله كانوا في "موقع للبنية التحتية للحزب" في منطقة بليدا.

ولم يعلن حزب الله على الفور مقتل أي من مقاتليه، لكنه أعلن مسؤوليته عن سلسلة من الهجمات على قوات ومواقع إسرائيلية بالقرب من الحدود يوم الثلاثاء.

 

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام عن وقوع عدة هجمات إسرائيلية في جنوب البلاد.

وجاءت الوفيات الأخيرة بعد ساعات من إعلان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن مجلس الوزراء السياسي والأمني ​​"حدث أهداف الحرب" لتشمل "العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم".

 

لقد أدى العنف عبر الحدود منذ ما يقرب من عام إلى نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص على جانبي الحدود.

 

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت يوم الاثنين إن "العمل العسكري" هو "السبيل الوحيد المتبقي لضمان عودة المستوطنات الشمالية في إسرائيل".

وأسفرت أعمال العنف في لبنان عن مقتل نحو 627 شخصا، بينهم 141 مدنيا على الأقل.

 

وعلى الجانب الإسرائيلي، بما في ذلك في مرتفعات الجولان السورية، أعلنت السلطات الاحتلال عن مقتل 24 جنديا و26 مدنيا على الأقل.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز