نظام تواصل السنوار يحير استخبارات الاحتلال

في تطور لافت في الصراع في قطاع غزة، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن تفاصيل جديدة حول كيفية تجنب زعيم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، يحيى السنوار، استهدافه من قِبل جهاز الاستخبارات الإسرائيلية، بفضل نظامه المبتكر في التواصل.

ووفقاً للتقرير، فإن السنوار من المفترض أن يكون قد قُتل في ظل العمليات العسكرية الإسرائيلية لو لم يلجأ إلى نظام اتصالات منخفض التقنية.

رسائل بخط اليد

فبدلاً من استخدام المكالمات الهاتفية أو الرسائل النصية التي يمكن تعقبها، يتجنب السنوار هذه الأساليب التي كانت السبب وراء مقتل العديد من قادة "حماس"، يعتمد السنوار على نظام معقد من الرسائل المكتوبة بخط اليد، الرموز، والملاحظات التي يتم تبادلها عبر شبكة من الوسطاء.

هذه الطريقة تتيح له توجيه عمليات "حماس" حتى أثناء اختبائه في الأنفاق تحت الأرض، مما أربك محققي الاستخبارات الإسرائيلية.

وعلى الرغم من الحملة العسكرية الغاشمة على القطاع، لم يتمكن جهازالمخابرات الإسرائيلي "الموساد" من تحديد موقع السنوار.

وبحسب الوسطاء المشاركين في محادثات وقف إطلاق النار، فإن الرسائل من السنوار يتم تمريرها عبر سلسلة من الرسل، وعلى الغالب ما تكون مشفرة وتحتوي على رموز خاصة للمتلقين المختلفين، بناءً على نظام طوره السنوار أثناء فترة أسره في إسرائيل.

وعلى الرغم من تقدم القدرات العسكرية الإسرائيلية فإنها لم تتمكن حتى الآن من اختراق هذا النظام البدائي الفعال.

بعد مقتل نائب الزعيم السياسي لحركة "حماس"، صالح العاروري، تحولت أساليب السنوار إلى المذكرات المكتوبة والتواصل الشفوي، في محاولة لتعزيز أمانه.

ورفضت "حماس" التعليق على الأساليب المستخدمة في تواصل السنوار، بينما تستمر الاستخبارات الإسرائيلية في محاولة فك شيفرات هذه الاستراتيجية المعقدة.

تتصدر عملية العثور على السنوار قائمة الأولويات الإسرائيلية، في ظل الظروف الأمنية المتوترة التي يمر بها القطاع.

عمليات مكثفة

وفي هذا السياق، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تكثيف عملياته العسكرية مدعيا استهداف القادة البارزين في "حماس" و"حزب الله"، كما يتضح من الهجمات الأخيرة التي استهدفت قيادات كبيرة في التنظيمين.

تظل مسألة العثور على السنوار مسألة ذات أهمية قصوى بالنسبة لإسرائيل، حيث يسعى الجيش إلى تقويض قيادة "حماس" وضمان استقرار المنطقة.