عاجل
الجمعة 1 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

دراسة جديدة تكشف طريقة صنع المصريين القدماء للمرايا

أبرزت مجلة "لابروجولافيردي" الإسبانية، الثقافية المستقلة، دراسة علمية جديدة عن صناعة المرايا في مصر القديمة.



وبحسب المجلة، فإن هذه الدراسة، المنشورة في مجلة العلوم الأثرية، كشفت تفاصيل رائعة عن التقنيات المعدنية التي استخدمها الحرفيون المصريون القدماء في صناعة المرايا.

وركزت الدراسة، التي أجرتها إليزابيث توماس من جامعة ليفربول، على التحليل المعدني لتسعة عشر مرآة مصرية من مجموعات متاحف مختلفة في المملكة المتحدة، وتغطي فترة زمنية كبيرة من المملكة القديمة إلى العصر المتأخر.

تمكنت الباحثة، باستخدام تقنيات متقدمة مثل المجهر الإلكتروني الماسح مع التحليل الطيفي للأشعة السينية المشتتة من الطاقة (SEM-EDX)، من فحص التركيب الكيميائي والبنية المجهرية لهذه القطع الأثرية القديمة عن كثب، وكشف أسرار تصنيعها التي ظلت مخفية منذ آلاف السنين.  

وكشفت نتائج التحليل استخدام المصريين القدماء في المقام الأول ثلاثة أنواع من السبائك في إنتاج المرايا: النحاس الزرنيخي، وسبائك النحاس والقصدير، وسبائك ثلاثية من النحاس الزرنيخ مع القصدير.

وتم اكتشاف تناسق ملحوظ في تركيب هذه السبائك، إذ بلغ متوسط النسب ​​حوالي 5% من الزرنيخ أو القصدير في معظم المرايا التي تم تحليلها، ما يشير إلى درجة عالية من التحكم والتوحيد في عملية التصنيع.

لا يوضح هذا الاتساق في التركيب المهارة الفنية لعلماء المعادن المصريين القدماء فحسب، بل يثير أيضًا أسئلة مثيرة للاهتمام حول الأسباب الكامنة وراء هذا الاختيار المحدد للسبائك.

وفقا لما نقلته المجلة، ترجح الباحثة أنه ربما تم اختيار هذه التركيبة الخاصة لخصائصها الفيزيائية المثالية، مثل الصلابة والمرونة، بالإضافة إلى اللون المعدني الناتج الذي يضفي مسحة ذهبية أو فضية للمرآة النهائية.

Images of the mirrors analysed in this investigation.

وتوصلت الدراسة إلى نتيجة مثيرة وهي الدليل على تقنية تعرف باسم التخصيب السطحي، والتي لوحظت في العديد من المرايا التي تم تحليلها. وهذه التقنية، التي تضمنت إنشاء طبقة سطحية غنية بالزرنيخ، من شأنها أن تعطي المرايا مظهرًا فضيًا، ومن المحتمل أن تقلد مظهر المرايا الفضية القيمة.

وأشارت الباحثة إلى أن هذا التخصيب السطحي قد تم تحقيقه على الأرجح من خلال عملية تعرف باسم الفصل العكسي، وهي تقنية معقدة تتطلب فهمًا عميقًا للخصائص المعدنية للنحاس الزرنيخي.

وربما يكون اختيار السبائك التي تنتج انعكاسات ذهبية أو فضية له علاقة بالمعتقدات الدينية المصرية، وخاصة مع ارتباط المرايا بإله الشمس رع.

كما كشف الفحص المجهري للمرايا عن دليل على عملية تصنيع موحدة للغاية تتضمن دورات متكررة من الطرق على البارد والتلدين. وتزيد هذه التقنية من صلابة المعدن، ما يسمح بتلميع أفضل، وبالتالي انعكاس أكثر وضوحًا.

كما يشير اتساق عملية التصنيع هذه عبر فترات تاريخية مختلفة ومواقع جغرافية مختلفة داخل مصر إلى تقليد حرفي راسخ ومنتشر على نطاق واسع.

وسلط البحث الضوء على صناعة نماذج المرايا، وهي نسخ مصغرة من المرايا كان من المفترض أن توضع في المقابر كبدائل سحرية للمرايا الحقيقية. ولوحظ أن هذه النماذج صنعت باستخدام نفس العملية المست مع خدمة في صناعة المرايا بالحجم الكامل، وإن كانت مع بعض الاختلافات في التركيب، والتي قد تعكس وظيفتها الرمزية البحتة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز