عاجل
الأربعاء 12 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

هل البيع على المكشوف هو الإستراتيجية السرية في أوقات تقلب الأسواق العالمية؟

البيع على المكشوف هي استراتيجية تداول يهدف المستثمرون من خلالها إلى تحقيق عائد عندما ينخفض سعر الأصل المالي. تتضمن استراتيجية البيع على المكشوف اقتراض عدد معين من الأصل المالي وليكن الأسهم، وبيعها بسعر السوق الحالي، ثم إعادة شرائها لاحقًا بسعر أقل.



 

ما هو البيع على المكشوف وما آلية عمله؟

إذن، ما هو البيع على المكشوف؟ إن استراتيجية البيع على المكشوف هو في الأساس رهان ضد السهم. يعتقد المستثمر أن سعر السهم سينخفض، وإذا كان هذا صحيحًا، فيمكنه شراء السهم مرة أخرى بسعر أقل، وإعادته إلى المُقرض، وجني الفرق كربح. تبدأ العملية عندما يقترض المستثمر أسهمًا، ثم يتم بيع هذه الأسهم في السوق المفتوحة بالسعر الحالي. يأمل المستثمر أن ينخفض سعر السهم، مما يسمح له بإعادة شراء نفس العدد من الأسهم بسعر أقل. ويمثل الفرق بين سعر البيع وسعر إعادة الشراء ربح المستثمر.

مثال عملى لـ استراتيجية البيع على المكشوف

أنت تعتقد أن قيمة الشركة X مبالغ فيها عند 200 دولار للسهم الواحد وتتوقع انخفاض سعرها. قررت بيع 10 أسهم على المكشوف. يمكنك اقتراض هذه الأسهم وبيعها على الفور مقابل 200 دولار لكل منها، ليصل صافي الربح إلى 2000 دولار.

الآن، لنفترض أن توقعاتك صحيحة، وأن سعر السهم انخفض إلى 125 دولارًا للسهم الواحد. يمكنك بعد ذلك إعادة شراء الأسهم العشرة بهذا السعر الأقل، وإنفاق 1250 دولارًا فقط. تقوم بإرجاع الأسهم إلى المُقرض، وتحتفظ بالفرق البالغ 750 دولارًا كربح (2000 دولار - 1250 دولارًا).

ومع ذلك، إذا ارتفع سعر السهم إلى 250 دولارًا للسهم بدلاً من الانخفاض، فسوف تواجه خسارة. لإعادة الأسهم العشرة المقترضة، ستحتاج إلى شرائها مرة أخرى بالسعر الأعلى، مما يكلفك 2500 دولار. سيؤدي هذا إلى خسارة قدرها 500 دولار (2000 دولار - 2500 دولار).

لماذا يلجأ المستثمرون إلى استراتيجية البيع على المكشوف؟

يقوم المستثمرون بالبيع على المكشوف لسببين رئيسيين: المضاربة والتحوط.

1.    المضاربة: يقوم المضاربون بالبيع على المكشوف عندما يعتقدون أن سعر السهم مبالغ فيه ومن المرجح أن ينخفض. ومن خلال بيع الأسهم على المكشوف، فإنهم يهدفون إلى الاستفادة من الانخفاض المتوقع في السعر. 

 

2.    التحوط: الهدف هنا هو الحماية من الخسائر المحتملة في المحفظة الاستثمارية. على سبيل المثال، قد يحتفظ المستثمر بمركز كبير في الشركة X ويتوقع تقلبات السوق على المدى القصير.

فبدلاً من بيع مركزهم طويل الأجل، يمكنهم بيع أسهم الشركة X على المكشوف كتحوط. إذا انخفض سعر السهم، يمكن تعويض الخسارة في مركزهم الطويل بمكاسب في المركز القصير، مما يقلل من الخسائر الإجمالية.

متى يكون البيع على المكشوف منطقيًا؟

البيع على المكشوف ليس استراتيجية ثابتة ورائجة بالنسبة لمعظم المستثمرين، وخاصة أولئك الذين لديهم أفق استثماري طويل الأجل. وذلك لأن أسعار الأسهم تميل إلى الارتفاع على المدى الطويل. ومع ذلك، هناك حالات معينة قد يكون فيها البيع على المكشوف منطقيًا:

●    المبالغة في التقييم: إذا اعتقد المستثمر أن سعر السهم مبالغ فيه بشكل كبير بناءً على أساسياته، فقد يقوم ببيع السهم على المكشوف، متوقعًا تصحيح سعره.

●    الأخبار السيئة المتوقعة: الأخبار السلبية، مثل تقارير الأرباح الضعيفة أو إطلاق المنتجات الفاشلة، يمكن أن تؤدي إلى انخفاض سعر السهم. قد يقوم المستثمرون ببيع الأسهم إذا كانوا يتوقعون مثل هذه الأحداث.

●    فترات ركود السوق: خلال فترات ركود السوق والاقتصاد العام، تشهد العديد من الأسهم انخفاضا في الأسعار. يمكن أن يكون البيع على المكشوف وسيلة للاستفادة من ظروف السوق هذه.

خلاصة المقالة

البيع على المكشوف، على الرغم من أنه ليس بالاستراتيجية الأسهل، إلا أنه يوفر فرصة فريدة للاستفادة من انخفاض أسعار الأسهم. بالنسبة للمستثمرين الأذكياء الذين قاموا ببحثهم وعلى دراية كاملة بـ تقلبات السوق، يمكن أن يكون البيع على المكشوف أداة قوية في استراتيجية الاستثمار الخاصة بهم. فهو يسمح لك بالاستفادة من فترات الركود في السوق وتحقيق الربح من الأسهم المبالغ في قيمتها، مما يضيف طبقة أخرى من المرونة لإدارة محفظتك الاستثمارية.

ومع ذلك، من المهم التعامل مع البيع على المكشوف من خلال فهم واضح للمخاطر التي تنطوي عليها وخطة مدروسة جيدًا. من خلال البحث الدقيق والتنفيذ المنضبط والمراقبة الدقيقة للصفقات، لا يمكن للبيع على المكشوف أن يعزز عوائد استثمارك فحسب، بل يعمل أيضًا كاستراتيجية قيمة للتحوط ضد مخاطر السوق الأوسع.

 

تسجيلى  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز