![البنك الاهلي البنك الاهلي](/UserFiles/Ads/8372.jpg)
الخطيب الساحر.. 150 عامًا على ميلاد راهب الوطنية المصرية
![مصطفى كامل](/UserFiles/News/2024/08/14/1214072.jpg?240814111600)
عادل عبدالمحسن
تحل اليوم الأربعاء، الذكرى 150 لميلاد الزعيم السياسي، باعث الحركة الوطنية، صاحب جريدة “اللواء”، مصطفى باشا كامل، الذي كان من أكبر المناهضين للاستعمار وعرف بدوره الكبير في مجالات النهضة.
ولد الزعيم الراحل مصطفى كامل في مثل هذا اليوم 14 أغسطس 1874، بمحافظة الغربية، وعُرِف عن كامل حبُّه للنضال والحرية منذ صغره، فأسس جماعة أدبية وطنية كان يخطب من خلالها في زملائه أثناء المرحلة الثانوية، والتحق بمدرسة الحقوق عام 1891، فأتقن اللغة الفرنسية، والتحق بجمعيتين وطنيتين، وأصبح يتنقل بين عدد من الجمعيات؛ وهو ما أدى إلى صقل وطنيته وقدراته الخطابية.
وترك مدرسة الحقوق عام 1893 ليلتحق بمدرسة الحقوق الفرنسية، ثم التحق بعد عام بكلية حقوق تولوز، وحصل منها على شهادة الحقوق، وألف في تلك الفترة مسرحية "فتح الأندلس" التي تعتبر أول مسرحية مصرية، واستطاع أن يتعرف على بعض رجال وسيدات الثقافة والفكر في فرنسا، ومن أبرزهم جولييت آدم.
وبعد عودته إلى مصر سطع نجمه في سماء الصحافة، وحظي باهتمام واسع خارج مصر لأول مرة عندما قدم التماسًا لمجلس النواب الفرنسي في باريس في يونيو 1895 يطلب من الحكومة الفرنسية الضغط على بريطانيا لمغادرة مصر، وازدادت شهرته مع هجوم الصحافة البريطانية عليه، فكان من أكبر المناهضين للاستعمار، وكان يقول "إن مصر للمصريين أجمع وعلى حامل اللواء أن يجدّ ويجتهد حتى ينصهر داخل العمل الوطني فلا تستطيع أن تقول إلا أنه جزء من الشعلة ".
وفي عام 1900، أسس كامل صحيفة "اللواء" كمنصة لآرائه ولاستغلال مهاراته في الصحافة والمحاماة، كما أسس مدرسة للبنين، واهتم بالتعليم، وجعله مقرونًا بالتربية،وكان يقول " إني أعتقد أن التعليم بلا تربية عديم الفائدة ".
وأدت مجهودات كامل في فضح جرائم الاحتلال بعد مذبحة دنشواي، إلى سقوط اللورد كرومر المندوب السامي البريطاني في مصر، في مارس 1907، وفي خطاب استقالته، أشار كرومر لأول مرة إلى كامل بالاسم، فكتب: "لو كنت أصغر سنًا، كان من الأفضل أن أستمتع بمحاربة الخديوي ومصطفى كامل وحلفائهم من الإنجليز، علاوة على ذلك، أعتقد أنني يجب أن أهزمهم".
وعمل كامل على نشر التعليم وإنشاء الجامعة الوطنية، حيث أرسل إلى الشيخ على يوسف صاحب جريدة المؤيد برسالة يدعو فيها إلى فتح باب التبرع لمشروع الجامعة، وأعلن مبادرته إلى الاكتتاب بخمسمائة جنيه لمشروع إنشاء هذه الجامعة، فنشرت الجريدة رسالة الزعيم في عددها الصادر بتاريخ 30 سبتمبر1906، كما أسس الحزب الوطني في ديسمبر 1907، بدعم من محمد فريد.
اشتهر “كامل” بالعديد من الأقوال منها: " أحرار في أوطاننا، كرماءً مع ضيوفنا"، " لو لم أكن مصريًا لوددت أن أكون مصريًا "،" الأمل هو دليل الحياة والطريق إلى الحرية "، ولا يأس مع الحياة ولا معنى للحياة مع اليأس".
ألف "كامل" العديد من الكتب وكان أول كتاب سياسي له بعنوان "كتاب المسألة الشرقية"، وهو من الكتب الهامة في تاريخ السياسة المصرية.
لم يتزوج مصطفى كامل ويكن أن نقول إنه راهب الوطنية المصرية حيث سخر حياته كلها للقضية المصرية حتى توفي الزعيم السياسي يوم 10 فبراير 1908 عن عمر ناهز 34 عامًا ورغم أنه عاش ثماني سنوات فقط في القرن العشرين فإن بصماته امتدت حتى منتصف القرن، وتسببت وفاته في حالة كبيرة من الحزن الشعبي، وحضر جنازته مئات الآلاف الذين اعتبروا كامل بطلهم.
صار ضريح مصطفى كامل الذي بني بين 1949-1953 بالقرب من قلعة صلاح الدين الأيوبي على الطراز المملوكي مفتوحًا للجمهور كمتحف.