عاجل
الأربعاء 18 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

واشنطن بوست: الخدمة السرية رفضت طلبات حملة ترامب لتعزيز الإجراءات الأمنية قبل محاولة الاغتيال

كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية اليوم الأحد أن جهاز الخدمة السرية الأمريكي رفض عدة طلبات قدمها الفريق الانتخابي للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على مدار عامين بشأن تعزيز الإجراءات الأمنية خلال التجمعات الانتخابية إي قبل محاولة الاغتيال التي نجا منها الأسبوع الماضي في ولاية بنسلفانيا. 



وأوضحت الصحيفة إنه وفقا لأربعة أشخاص مطلعين على الطلبات، رفض كبار المسؤولين في الجهاز طلبات فريق حملة ترامب للحصول على مزيد من القوة البشرية والعتاد في الأحداث، عازين الأسباب في بعض الأحيان إلى نقص الموارد .

وتابع الأشخاص، الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم، إن العملاء المكلفين بحماية ترامب طلبوا أجهزة قياس مغناطيسية والمزيد من العملاء لفحص الحاضرين في الأحداث الرياضية وغيرها من التجمعات العامة الكبيرة التي يحضرها ترامب، بالإضافة إلى قناصة إضافيين وفرق متخصصة في الأحداث الخارجية الأخرى. 

ومع ذلك، قوبلت هذه الطلبات، بالرفض أحيانًا من قبل كبار المسؤولين في الوكالة، الذين عزوا إلى أسباب مختلفة، مثل نقص الموارد في الوكالة التي عانت منذ فترة طويلة من قلة عدد الموظفين .

وفي إحدى الحالات، زعمت الخدمة السرية أن الفحص غير ضروري لأن ترامب سيدخل الملعب لمشاهدة مباراة كرة قدم عبر مصعد آمن ثم يتم توجيهه عبر منطقة آمنة إلى جناح خاص مع إمكانية الوصول إليه، وفقًا لمسؤول في الخدمة السرية الذي قام بمراجعة بعض الطلبات الأمنية.

ونوهت الصحيفة أن رفض الطلبات التي تم تقديمها كتابيًا عدة مرات، أدى إلى توترات طويلة الأمد وضعت ترامب وكبار مساعديه وتفاصيله الأمنية في مواجهة قيادة الخدمة السرية، حيث أعرب مستشارو ترامب سرًا عن قلقهم من أن الوكالة الأمنية لا تفعل ما يكفي لحماية الرئيس السابق.

وأشارت الصحيفة إلى أن جهاز الخدمة السرية زعم في البداية أنه لم يرفض طلبات الحصول على مزيد من الأمن، لكنه الآن يعترف بأن بعض الطلبات ربما تم رفضها حيث يأتي هذا الكشف في الوقت الذي يقول فيه المحاربون القدامى في الوكالة إن المنظمة اضطرت إلى اتخاذ قرارات صعبة وسط مطالب متنافسة، وقائمة متزايدة من المحميين والتمويل المحدود.

وذكرت أن غضب مستشاري ترامب تفاقم بعد أن نفى متحدث باسم الوكالة علنًا رفض أي طلب للحصول على مزيد من الأمن قدمه ترامب أو التفاصيل الخاصة به كما قال أشخاص مطلعون على المناقشات إن مديرة الخدمة السرية كيمبرلي شيتل، التي تعرضت لضغوط للاستقالة بسبب ثغرات أمنية في تجمع بنسلفانيا، كررت هذا النفي في اجتماع مع قيادة حملة ترامب في ويسكونسن يوم الاثنين الماضي.

وفي نفس السياق، قال أنتوني جوجليلمي، المتحدث باسم الخدمة السرية، في بيان صدر في نفس اليوم: "إن التأكيد على أن أحد أعضاء الفريق الأمني ​​للرئيس السابق طلب موارد أمنية إضافية، وهو ما رفضه جهاز الخدمة السرية الأمريكية أو وزارة الأمن الداخلي، هو تأكيد كاذب تمامًا." وبعد تلقي أسئلة مفصلة من صحيفة واشنطن بوست، قال جوجليلمي إن الوكالة علمت بمعلومات جديدة تشير إلى أن مقر الوكالة ربما يكون قد رفض في الواقع بعض طلبات الحصول على مزيد من التعزيزات الأمنية حول ترامب .

ونقلت الصحيفة عن بيان المتحدث القول :" لدى الخدمة السرية مهمة واسعة ومليئة بالتحديات ومعقدة، نعمل كل يوم في بيئة تهديد ديناميكية لضمان سلامة وأمان الأشخاص الذين نحميهم عبر الأحداث المتعددة والسفر والبيئات الصعبة الأخرى. ننفذ استراتيجية شاملة ومتعددة الطبقات لتحقيق التوازن بين الموظفين والتكنولوجيا والاحتياجات التشغيلية المتخصصة."

ورأت الصحيفة أن الصراع الممتد حول حماية الرئيس السابق الذي يعقد مناسبات عامة منتظمة تجتذب حشودًا كبيرة، يثير تساؤلات جديدة لجهاز الخدمة السرية، وهي قوة حماية تحظى بإعجاب طويل وتحرس الرؤساء الأمريكيين وعائلاتهم وغيرهم من كبار المسؤولين، لكنها في الوقت نفسه تعاني من نقص الموظفين والقيود المفروضة على التوظيف منذ عام 2010، وعانت من سلسلة من الهفوات الأمنية المحرجة خلال إدارتي أوباما وترامب .

ونقلت عن مسؤول في الخدمة السرية، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته ليصف بصراحة المناقشات الداخلية الحساسة قوله إن الوكالة لديها موارد محدودة وعليها التوفيق بين المتطلبات المتنافسة، خاصة فيما يتعلق بالقناصين وفرق الهجوم المضاد وفرق ضباط الفرقة الذين يرتدون الزي الرسمي ويساعدون في فحص الحاضرين في الأحداث باستخدام أجهزة قياس المغناطيسية.

وأضاف أن الوكالة تتولى حاليًا مسؤولية توفير التفاصيل الأمنية لأكثر من عشرين شخصًا، يحتاج معظمهم إلى الأمن بدوام كامل ويتلقى عدد قليل آخر ما يسمى بشكل غير رسمي بالحماية "من الباب إلى الباب" منذ لحظة مغادرتهم منازلهم. ومن بين المحميين الرئيس ونائب الرئيس وعائلتيهما، بالإضافة إلى الرؤساء السابقين والمرشحين وعدد متزايد من كبار مسؤولي الإدارة.

ونقلت عن بيل غيج، عميل الخدمة السرية السابق الذي خدم في الحماية الرئاسية وفرق مكافحة الاعتداءات خلال إدارتي بوش وأوباما قوله إن الوكالة تغرق دائمًا في طلبات وأحداث أكثر بكثير مما يمكنها التعامل معه من خلال حدود التوظيف، وهذا يؤدي إلى رفض الطلبات بشكل متكرر أكثر خلال موسم الحملة الانتخابية المزدحم.

وفي عطلة نهاية الأسبوع التي وقع فيها إطلاق النار على ترامب، أرسلت الخدمة السرية العديد من فرق مكافحة القناصة ومئات العملاء إلى المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، وكانت تعمل أيضًا على تأمين حدث لجيل بايدن ورحلة مقررة للرئيس بايدن إلى أوستن في اليوم التالي لإطلاق النار.

وفي عدة مناسبات أخرى، طلب فريق ترامب أجهزة قياس مغناطيسية ومساعدة إضافية لفحص الحضور حتى يتمكن ترامب من حضور الأحداث الرياضية، وخاصة مباريات المصارعة ومباريات كرة القدم الجامعية، حسبما قال أشخاص مطلعون على هذه الطلبات، وبالتالي قيل لهم لا لأن الأحداث لم تكن أحداثًا انتخابية.

لكن مستشاري ترامب قالوا إنه غالبًا ما كان يتنقل عبر ساحات مفتوحة في الهواء الطلق أثناء الألعاب، ويتفاعل مع مجموعات كبيرة من الجمهور حيث قال أشخاص مطلعون على الأمر إن بعض مستشاري ترامب كانوا يشعرون بالقلق بشأن سلامته في الأحداث الرياضية أثناء تنقله عبر المناطق.

ويوفر جهاز الخدمة السرية أعلى مستوى من الحماية للرؤساء والمسؤولين الحاليين ويحصل الرؤساء السابقون على درجة أقل بكثير من حماية الخدمة السرية، لكن شهرة ترامب وروتينه اليومي تجعله يمثل نوعًا مختلفًا من التحدي الأمني ​​مقارنة بمعظم الرؤساء السابقين، وفقًا لعملاء سابقين في الخدمة السرية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز