طارق مرسي
فوازير مهرجان الموسيقى العربية
لماذا لا نستحضر روح النجم الراحل «أحمد رفعت» فى الكرة والفن ومجالات الحياة ونتعاون على البر والتقوى والابداع لا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ من أجل واقع أجمل؟
فى العام الماضى تكلف المايسترو والموسيقار «هانى فرحات» بمهمة إدارة مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية فى دورته الـ32، لكن جاءت الريح بما لا تشتهى السفن وتأجل المهرجان لظروف الاعتداء الآثم على غزة.
«هانى» اعتبره رجال الشارع الغنائى والموسيقى إضافة لإمكانياته الكبيرة واسمه اللامع وعلاقاته الطيبة مع «أكابر» الغناء فى مصر والعالم العربى، وبالفعل أعدَّ خطة طموحة لتحقيق نقلة فى هذه الدورة على المستوى الرأسى والأفقى واتفق على مسؤوليته مع عدد نجوم الغناء «أنغام وأصالة وحسين الجسمى» والثلاثى من الصعب الجمع بينهم فى دورات سابقة، بالإضافة إلى آخرين على إحياء حفلات الدورة، ولم يكتف «هانى» بهذا؛ بل خطط إلى الرجوع للأصل قبل 31 عامًا واستعادة تنظيم هذا المهرجان كمؤتمر علمى وأبحاث تفيد مصر والوطن العربى، وتصدر الشخصية الغنائية المصرية الرائدة وهى نفسها المعركة التي تخوضها القيادة المصرية بعد ثورة 30 يونيو بمشاركة جميع أفرع القوة الناعمة، وبالتالى استرجاع الهوية العربية الشرقية.
فالمهرجان الكبير «براند» غنائى وموسيقى عريق للحفاظ على الأصول والاستمتاع بكبار المطربين، ولهذا وضع «هانى» خطوطًا عريضة بالتنسيق مع وزيرة الثقافة السابقة الدكتورة نيفين الكيلانى والدكتور خالد داغر رئيس دار الأوبرا المصرية السابق وتسليط الضوء على الأبحاث والباحثين والإبحار فى علم علوم الموسيقى للأجيال الحالية والقادمة.
لكن فجأة بدلاً من استكمال المشروع وحدوث دعم إضافى لما سبق اختفى «فرحات» وتبدلت الطموحات وضاعت الخطط بعد انطلاق الاجتماعات التحضيرية لمهرجان الموسيقى العربية فى الأسبوع الماضى برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة الجديد والذي ننتظر منه الكثير والدكتورة لمياء زايد رئيسة دار الأوبرا من أجل دورة هذا العام فى الفترة من 11 وحتى 24 أكتوبر والذي تحول فيه رئيس المهرجان السابق إلى مدير له!
اللجنة العليا وهى فى الحقيقة تضم عناصر «قيمة وقامة» وهم الموسيقار صلاح الشرنوبى - الموسيقار عمر خيرت - الإعلامية منى الشاذلى - الموسيقار يحيى الموجى، الكاتب والشاعر الدكتور مدحت العدل - مدحت صالح - نادية مصطفى - الملحن والموزع محمد رحيم - مؤسس بيت العود نصير شمة، الكاتب الصحفى أمجد مصطفى رئيس تحرير جريدة الوفد - المايسترو أمير عبدالمجيد - المايسترو عماد عاشور - الـمهندس حسام صالح بالشركة المتحدة - الشاعر إبراهيم عبدالفتاح» اجتمعوا فى غياب هانى لمناقشة وإعداد البرنامج الفنى للمهرجان والوقوف على أهم الملامح الرئيسية لفعالياته.
والسؤال المطروح هنا: لماذا اختفى المايسترو «هانى فرحات» وخططه وأفكاره ويعلم الجميع أنها إضافة كبيرة والرجوع إلى النقطة «صفر» ولمصلحة من؟. لماذا لم تتح له الفرصة باستكمال مشروعه أو على الأقل تقدير انضمامه للجنة العليا؟ لماذا لا يكون فى المهرجان أنغام وأصالة وحسين الجسمى وآمال ماهر وشيرين وأكابر الطرب وفقهاء الغناء «هانى شاكر على الحجار ومحمد الحلو ومدحت صالح وأحمد إبراهيم» فى دورة واحدة وخروجه فى أفضل صورة تليق باسم مصر رائدة علم علوم الموسيقى والغناء والإبداع.
نقلا عن مجلة روزاليوسف