"بلومبرج": مخاوف من تصاعد العنف السياسي في الولايات المتحدة بعد محاولة اغتيال ترامب
وكالات
وصفت وكالة "بلومبرج" الأمريكية محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري المحتمل دونالد ترامب، بأنها ذروة اتجاه متصاعد من العنف السياسي شهدته الولايات المتحدة منذ أكثر من عقد؛ وهو ما أثار دعوات إلى تهدئة الخطابات وتشديد الإجراءات الأمنية.
وذكرت الوكالة في تقرير أن النواب الأمريكيين أطلقوا بالفعل تحقيقات في حادث محاولة اغتيال ترامب لاكتشاف كيفية إفلات المشتبه به من رقابة وإجراءات التأمين الخاصة بجهاز الخدمة السرية والشرطة المحلية أثناء مسيرة ترامب في غرب بنسلفانيا، وفي الوقت نفسه تساءل النواب عمّا إذا كان إطلاق النار الذي وقع السبت الماضي قد يؤدي إلى مزيد من الهجمات في عام انتخابي يتميز بسياسات وخطابات مثيرة للانقسام.
وأعرب عن ذلك القلق النائب الجمهوري جاي ريشنتالر عن ولاية بنسلفانيا، قائلًا بعد الهجوم على ترامب: "قلقي الأكبر ليس حادثا منفردا، لكن أن نشهد المزيد من العنف السياسي".
وساهمت الاغتيالات السياسية في الستينيات بالولايات المتحدة في الشعور بالفوضى في تلك الحقبة، حيث قُتل الرئيس الأسبق جون كينيدي، وناشط حقوق السود مالكولم إكس، وزعيم الحقوق المدنية مارتن لوثر كينج جونيور، والمرشح الرئاسي روبرت كينيدي، جميعًا خلال 5 سنوات فقط.
وحتى قبل محاولة اغتيال ترامب، أعرب نصف الناخبين في الولايات المتأرجحة عن خوفهم من وقوع أعمال عنف مع اقتراب انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر 2024، بحسب استطلاع أجرته "بلومبرج" في مايو الماضي.
وذكرت "بلومبرج" أن بعض المُشرّعين يشعرون بالقلق من أن يكونوا الأكثر عرضة للخطر إذا تفاقمت الخصومات الحالية إلى عنف سياسي واسع المدى، مشيرة إلى أن معظم أعضاء الكونجرس البالغ عددهم 535 عضوًا لا يحظون بنفس الإجراءات الأمنية التي توفرها الحكومة لغيرهم من المسؤولين الأمريكيين رفيعي المستوى، ما يجعلهم أكثر عرضة للخطر خارج حرم الكابيتول.
وكتب النائب الديمقراطي جو موريل أنه يشعر بقلق عميق إزاء أحدث أعمال العنف في حدث سياسي، ووابل التهديدات الذي يتلقاه المسؤولين المنتخبين من كلا الحزبين في جميع أنحاء البلاد.
ودعا بعض المشرعين، بمن فيهم رئيس مجلس النواب مايك جونسون والسيناتور الديمقراطي كريس كونز، إلى التحلي بالكياسة، مرددين ذات المشاعر التي تسود الأجواء دائما بعد حوادث العنف السياسي السابقة في تاريخ الولايات المتحدة.
وقال المرشح الجمهوري لمجلس الشيوخ ديفيد ماكورميك، الذي كان حاضرا في تجمع ترامب، إنها "لحظة كنا فيها على بعد بوصة واحدة من الخسارة الفادحة لرئيسنا السابق ومرشحنا الرئاسي. هذه هي اللحظة التي ينبغي أن ندرك فيها أنه لا يمكن أن يكون لدينا خطاب يشجع على العنف السياسي".
وتعزيزًا لروح التعاون في وجه تهديد العنف السياسي، أعلن ثنائي في الكونجرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، مايك لولر وريتشي توريس، عن خطط لتقديم مشروع قانون لتعزيز حماية ترامب والرئيس الأمريكي والمرشح الديمقراطي المحتمل جو بايدن والمرشح الرئاسي المستقل روبرت كينيدي جونيور، خلال الحملات الانتخابية في سباق الرئاسة.
ونوهت الوكالة إلى أنه رغم صدق الخطاب بين الحزبين بعد مثل هذه الحوادث في الماضي، فإنها بشكل عام تمتد لفترة من الوقت لكن نادرًا ما تدوم.
وبالفعل ألقى بعض الجمهوريين البارزين مثل السيناتور جي دي فانس من ولاية أوهايو، الذي يعد مرشحا لنائب الرئيس في حملة ترامب، باللوم في أعمال العنف على الخطاب الذي يقدمه بايدن والديمقراطيين، وذلك حتى قبل التعرف على هوية مُطلق النار.
ولفتت وكالة "بلومبرج" إلى أن الشراكة الحزبية لم تدم طويلا بعد أحداث اقتحام الكابيتول في 6 يناير 2021، حيث دعم زعماء الجمهوريين تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في اقتحام أنصار ترامب للمبنى لكنهم رفضوا ذلك لاحقًا.