أسرة سني علي الكبير في مالي

يمكن تقسيم تاريخ سلطنة صنغي إلى مرحلتين رئيسيتين، حيث يتجه مؤرخو التاريخ الأفريقي لتقسيم تاريخ هذه المملكة ينقسم لحقبتين،  تعرف الفترة  الأولى منهما باسم عصر الملوك المشهورين بلقب: (سني)، أو "آل سني" (777-899هـ)، أما الفترة الثانية من حكم هذه المملكة: وهي التي تعرف بـ"عصر الأساكي"، وكان مؤسسها السلطان "أسكيا محمد" (899-935هـ). 

ويُقسم آخرون مراحل هذه المملكة لعدة مراحل، "المرحلة الأولى" منها: واستمرت خلال الفترة من القرن (5-7هـ/11-13م)، وكانت تحت نفوذ كل من مملكتي غانة ومالي. أما "المرحلة الثانية": وتبدأ في النصف الثاني من القرن9هـ/15م في عهد السلطان سني علي (869-898هـ/1464-1492م).أما "المرحلة الثالثة": وهي فترة (حكم الأساكي). وكانت عاصمة صنغي: مدينة جاو. 

وبحسب البعض كان لحكام الأساكي جذور سوننكية، أي أنهم كانت لهم قرابة بشكل أو بآخر بشعب السوننك (أو السوننكي) الأفريقي القديم الذي ينتسب لهم حكام مملكة غانة القديمة. هذا رغم أن الكثيرين يشيرون إلى أن حكام الأساكي كانوا ينتسبون في الغالب إلى شعب "الطوارق" الذين كانوا قد امتزجوا فيما يبدو ببعض الشعوب أو القبائل المحلية القديمة في غرب أفريقيا، وربما كان منهم شعب السوننك، وهو ما لايناقض الرأي الآنف ذكره. 

وتذكر المصادرُ اسم هذا السلطان أيضًا: سن علي، وكذلك يُكتب: "سُوني علي"، ويعني اسم "سُني" باللغة المحلية في تلك البلاد: (الخليفة)، ولقد حكم هذا السلطان في الفترة (869-898هـ/1464-1492م)، وهو من أشهر ملوك "المرحلة الأولى" من تاريخ صنغي، وهو يُمثل حالة خاصة بين حكام السودان الغربي، لاسيما مع وجود تناقضات جمة تكتنف عصره، كما تحدثت عن شخصيته السياسية والعسكرية. وتشير المصادر المحلية لقوة "سني علي" كحاكم، وأنه حاكم ذا قوة عظيمة، ورغم ذلـك يُوصف بأنه كان ظالماً، مستبداً بالرعية، ويُكثر من قتل الأبرياء. 

ويذكر السعدي (ت: 1026هـ) (صاحب كتاب "تاريخ السودان) في روايته عن سُني علي: "أما الظالم الأكبر، والفاجر الشهر سن علي..فإنه كان ذا قوة عظيمة، ومتنة جسيمة، ظالماً، فاسقا، متعدياً، متسلطاً، سفاكاً للدماء، قتل من الخلق ما لايُحصيه إلا الله تعالى..". 

واستطاع "سُني علي" أن يحرر بلاده من سيطرة ونفوذ القوى الأخرى، ومن ثم فهو المؤسس الحقيقي لسلطنة شعب الصنغاي، ولقد امتدت فترة حكمه من حوالي سنة 1464م إلى سنة 1492م، وحارب السلطان سني علي من جميع الجهات.

ثم استولى على مدينة تنبكت أو تمبكتو في سنة 1468م وكذلك دخل مدينة جني Djenne الواقعة داخل الدلتا الداخلية  لـ"نهر النيجر" (نيل السودان) في سنة 1471م، ثم هاجم شعب Mossi، وكذلك الطوارق Tuareg وشعب الفولاني Fulani، وامتدت انتصارات شعب الصنغاي في أيامه أيضًا إلى الجنوب والشرق.