مدرسة التكرور بالقاهرة
د. إسماعيل حامد
أشار المؤرخ المصري المعروف تقي الدين المقريزي (ت: 845هـ) لطلاب بلاد الكانم الذين استقروا بمدينة القاهرة باسم: "طلاب التكرور" في إطار حديثه عن مدرسة ابن رشيق بالقاهرة، أو "مدرسة التكرور" التي شيدها حكام الكانم (تشاد حاليًا) للطلاب القادمين من بلاد التكرور.
ولعل هذا ما يشير إلى أي مدى كان استخدام مصطلح التكرور حيث ربما كانت تضم أيضًا بلاد الكانم والبرنو، وهي من بلاد السودان الأوسط.
ومن اللافت قلة استخدام اسم ممالك "مالي" أو "صُنغي" على السواء في أكثر مصادر مؤرخي المماليك (648-923هـ/1250-1517م) سواء المُتقدمين منهم، أو حتى من جانب المُتأخرين منهم.
ولفظُ "التكرور" لأحد الأقاليم الموجودة في بلاد غرب أفريقيا، ويوجد موضعه الآن ضمن آراضي دولة "السنغال" بالتحديد، ثم ذاع هذا الاسم (أي التكرور) بعد ذلك بفضل التجار العرب، وصار يُطلق على كل البلاد الواقعة في غرب أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وحتى تلك الموجودة في بلاد السودان الأوسط مثل "الكانم"، و"البرنو".
وتذكر المصادر أن "مملكة مالي" كان بها عدد 14 اقليما، وكان من بينها اقليم التكرور، وكان من بين تلك الأقاليم: غانة، وصوصو، وسنغانة، وكوكو، ومالي..الخ. وكان لايحق إلا لـ"صاحب غانة" أن يحمل لقب الملك دون غيره من حكام الأقاليم الخاضعة لسلطان حاكم دولة مالي، يقول العُمري: "وليس في مملكة صاحب هذه المملكة من يطلق عليه اسم ملك إلا صاحب غانة، وهو كالنائب له، وإن كان ملكا".