طارق مرسي
قصة حياة أم كلثوم باللغة الهَوْسية
قرار تاريخى انطلق من ماسبيرو الأسبوع الماضى فى إطار باقة عودة الروح لبيت الإعلام المصري واستعادة بريقه بترجمة مسلسل «أم كلثوم «باللغة السواحيلية الأفريقية ضمن ثلاثية درامية تضم مسلسلي الليث بن سعد وليالى الحلمية.
لغة الهوسا أو اللغة الهَوْسية هى لغة تشادية تنتمى لعائلة اللغات الأفروآسيوية، والتي سبق وكتبت بحروف عربية يتحدث بها نحو 24 مليون شخص كلغة أولى، و15 مليون كلغة ثانية، وأغلب متحدثيها موجودون فى النيجر وشمال نيجيريا وغانا وتوجو وبنين بالإضافة إلى السودان وتشاد والكاميرون وبوركينا فاسو، وهى كلغة تستخدم بين متحدثى لغات أخرى فى أغلبية أفريقيا .
أهمية القرار أصدره رئيس الهيئة الوطنية للإعلام الكاتب أحمد المسلمانى أنه يعزز القوة الناعمة المصرية على الصعيد القارى، بترجمة مسلسلات وأفلام وبرامج وسهرات تمتلكها الهيئة إلى عدة لغات ضمن مشروع كبير إلى اللغة السواحيلية ولغة الهاوسا، وهما أكبر لغتين أفريقيتين، حيث تنتشر السواحيلية فى شرق القارة بينما تنتشر الهاوسا فى غربها وعرضها على تليفزيونات الدول الأفريقية الشقيقة لتفعيل آليات التعاون والتبادل فى كل المجالات وفقا إلى السياسة الخارجية المصرية فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي وتحقيق نقلة كبرى باتجاه أفريقيا، وقد عززت زيارة الرئيس للعديد من عواصم القارة العلاقات المصرية الأفريقية، ورؤية القاهرة لضرورة مكافحة الفقر والتطرف ودعم الأمن والتنمية بالقارة السمراء، هذا التفعيل يعمق دور مصر التاريخى عبر عصور ماضية كدولة رائدة وقوية ساندت خلالها العديد من الدول ويعكس دور مصر الحضارى.
إن سياسة الدولة المصرية ورؤية القيادة السياسية هى دعم القيم التاريخية للقارة من التحرر الوطني والاستقلال، إلى مواجهة الإرهاب والصراعات الأهلية، كما أكد “المسلمانى “فى مؤتمر صحفى وقد اختارت الهيئة البدء بمسلسلات تغطى مجالات ثلاثة كبرى، لإعطاء صورة متكاملة للدين والفن والمجتمع، ويمثل مسلسل الإمام الليث بن سعد إخراج مصطفى الشال وبطولة أشرف عبدالغفور وتيسير فهمى سيرة إمام أهل مصر، ورمز المعرفة والمواطنة، الذي قال عنه الإمام الشافعى إنه أفقه من مالك، الذي اشتهر بعلمه وورعه وتقواه، والذي أنشأ فى مصر عدة مدارس لدراسة علم الحديث والفقه وتفسير القرآن، ويمثل مسلسل أم كلثوم قصة حياة أشهر أساطير الفن على مستوى الشرق، بينما تقدم رائعة أنعام محمد على ومحفوظ عبدالرحمن وإسماعيل عبدالحافظ وأسامة أنور عكاشة (ليالى الحلمية) لوحة كبرى لحقبة مهمة من تاريخ مصر المعاصر، ويتضمن المشروع إطلاق قناة يوتيوب باسم (ماسبيرو أفريقيا) لعرض عدد من برامج ماسبيرو باللغات الأفريقية، الرائع أن اسم سيدة الغناء أم كلثوم كرمز كبير فى الغناء ونحن نحتفل بمرور 50 عاما على رحيلها يزين هذا المشروع التاريخى ويرسم تأثيرها الكبير، وقد تواكب مع الاحتفالية التي أقامتها الهيئة لأبطال مسلسل أم كلثوم بمناسبة مرور 25 عاما على إنتاجه.
لأم كلثوم مناسبة أخرى هذا الأسبوع يجب على الهيئة الانتباه اليها باعتبارها المطربة التي افتتحت البث الإذاعى عام 1934 ضمن احتفال العالم الخميس القادم بيوم الإذاعة العالمى الذي يوافق13 فبراير من كل عام، حسبما اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام2012، وبدأت الإذاعة بثها تمام الساعة الخامسة والنصف مساء يوم31 مايو عام 1934 بآيات من الذكر الحكيم بصوت الشيخ محمد رفعت، وتلاها انطلاق صوت الآنسة أم كلثوم، ولهذا أيضا يجب إعادة النظر فى إعادة إذاعة أم كلثوم الغنائية التي لعب دورا مهما فى الحفاظ على الهوية الغنائية من خلال أصوات كبار المطربين شادية ونجاة وفايزة أحمد ووردة ومحرم فؤاد، بالإضافة إلى محمد عبدالوهاب وأم كلثوم التي كانت تختتم الإذاعة بوصلتها الغنائية وعودة هذه المحطة لا يتعارض مع إذاعة الأغانى التي تحتضن أسماء غنائية من أجيال مختلفة والكلام موجه للكاتب والإعلامى أحمد المسلمانى الذي أعاد الحياة لمبنى الإذاعة والتليفزيون فى إطار الثورة التي يقودها لاستعادة دور ووجه ماسبيرو التاريخى.