عاجل
الإثنين 30 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

ممالك الذهب الأفريقي الكبرى

فيما يخص مملكة غانة، فهي تُعرف بأنها من أشهر ممالك الذهب منذ أقدم العصور، فمن المُعتقد أن هذه المملكة الأفريقية كانت قد عُرفت باسم "غانة" (أو غانا) لما نزلها المستعمرون البُرتغاليون إبان الحقبة التي شهدت إرهاصاتُ عصر "الكشوف الحديثة" Modern Discoveries. 



ويُعتقد أن ذلـك في حوالى سنة 886هـ/1481م. ولما اكتشف الأوروبيون مناجم الذهب، أدركوا مدى ثراء هذه البلاد الهائل بالمعدن النفيس، وهو ثراء لانظير له دونما ريب، ولهذا أطلقوا على آراضي غانة اسم: "ساحل الذهب" Gold Coast. 

وعُرفت أرض غانة بعد ذلـك باسم "ساحل الذهب" البريطانى، وكانت تلـك التسمية- على الراجح- تتزامن مع قدوم جيوش المُستعمرين الأوروبيين، لاسيما الإنجليز منهم، لهذه البلاد. وتلك التسمية، فيما هو معلوم ليست بجديدة على هذه البلاد، إنما هو تقليد للتسميات القديمة التي كان قد أطلقها المؤرخون العرب على هذه البلاد، إذ حاول البريطانيون تأكيد وجودهم ونفوذهم في هذه البلاد من خلال استخدام تلك التسمية القديمة، وهي "بلاد الذهب"، أو "أرض الذهب"، ثم إضافة اسم بلادهم عليها لتأكيد نفوذهم هناك. 

وعلى هذا فاسم "أرض الذهب"، وكذلك "ساحل الذهب" ظل كلاهما مرتبطًا بـ"أرض غانا" قديمًا وحديثًا عبر العصور. واهتمت المصادر العربية والإسلامية الكلاسيكية بذكر أرض غانة، والحديث عن شعبها، وعن أصلهم، وكذلك الثراء العريض الذي كان موجودًا بها منذ القدم. 

ولقد أفاض مؤرخو "العصر الوسيط" فـى رواياتهم عن ازدهار "مملكة غانة"، ومدى شُهرتها العريضة بـ"مناجم الذهب"، ومدى ازدهارها، بفضل سيطرة ملوكها على تجارة ذلـك المعدن النفيس، وهي التجارة التي اشتهرت بأسماء عدة، منها "التجارة الصحراوية"، أو "تجارة الذهب، وكذلك "تجارة الملح والذهب"، وكذا "التجارة الصامتة". كما أنها عرفت بـ"التجارة الصحراوية"، واشتهر الطريق المؤدي إلى أسواق الذهب في غرب أفريقيا باسم "طريق الذهب". 

وكان من الطبيعي أن يُطلق على الحكام في هذه البلاد لقب "ملوك الذهب"، وذاك اللقب كان قد ارتبط بهم منذ أقدم العصور. وعلى هذا أسهب المؤرخون والجغرافيون في رواياتهم التي أوردوها في وصف "مناجم الذهب" مملكة غانة القديمة (469-600هـ)، وكذلك المناجم التي كانت تقع في غيرها من ممالك غرب أفريقيا، مثل مالي (596-874هـ) التي حلت محل مملكة غانة، وأخذت مكانها، ثم صارت أكثر ازدهارًا بفضل سيطرة ملوكها على الذهب، وتجارته التي كانت تتم عبر مسالك الصحراء. 

ويُعد "السوننك"، وهم الغانيون القدامى، من أكثر الشعوب في غرب أفريقيا الذين يرتبطون بالذهب، وتجارته، الموروث الشعبي الذي يرتبط بهذا المعدن النفيس لاسيما في تلك البلاد. وعن شعب "السوننك" القديم، يقول إبراهيم طرخان: "والمُحقق أن أهم القبائل التي تكون أغلب سكان إمبراطورية غانة في العصور الوسطى هي قبائل السوننك، وهي من فروع الماند (أيالماندنغو) الأساسية، أي من مجموعة الشعوب أو القبائل المتكلمة بلغة الماند، وتنفرد مجموعة السوننك عن بقية فروع الماند الأخرى بصفات جثمانية خاصة، وتقاليد اجتماعية معينة".  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز