ماذا يريد المصريون من الحكومة الجديدة؟

يترقب الشارع المصري الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة، عقب تكليف الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، بإعادة تشكيل الحكومة الجديدة مع وضع معايير ومحددات صريحة تعتمد على الكفاءة والخبرة والقدرة لتواكب مرحلة فارقة من عمر مصر؛ بات الكثيرون في حالة ترقب لشكل الحكومة المرتقبة وما شواغل أجندتها في ضوء الخطوط العامة التي رسمتها القيادة السياسية للحكومة الجديدة.

"بوابة روزاليوسف” تنشر في التقرير التالي آراء أحزاب سياسية مصرية وأساتذة جامعة الأزهر عن أهم المطالب التي يريدها الشعب المصري.  قال الدكتور عصام خليل، رئيس حزب المصريين الأحرار: أصبح على عاتق الحكومة المنتظرة العديد من الملفات الهامة الواجب العمل عليها وفقًا للأولوية الأمن القومي يبدأ من الاقتصاد ثم ضبط الأسواق جنبًا إلى جنب مع إصلاح وتطوير للمنظومة السياسية حتى تستطيع أن تترك رقمًا فعليًا بين عداد الوزارات المتعاقبة على جمهورية مصر العربية.

وأكد خليل، أن كل المطالب من الحكومة الجديدة والتي بصدد تشكيلها من قبل الدكتور مصطفى مدبولي، هي الاقتصاد وضبط التضخم وتحسين الصحة والتعليم، موضحًا أن هذه مطالبات الشعب المصري وهي مطالب طبيعية ومشروعة.

وأضاف رئيس حزب المصريين، الحكومة الجديدة أمام محك اختبار حقيقي منذ الوهلة الأولى لإعلان اسمائها لا سيما أنها مطالبة بتحقيق الرضا العام في الشارع المصري وضرورة حتمية لتحقيق ضوابط صارمة تساهم في تخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين، مع خطوات جادة لتحقيق تنمية اقتصادية استثمارية جادة وهذا يتطلب وزارة اقتصاد أو تعيين نائب لرئيس الوزراء وأيضًا مصر لديها مقدرات بشرية هائلة وامكانيات لا حصر لها تحتاج لوزارة تدير رأس المال البشر بصورة صحيحة بهذه الحزمة التي نراها تصبح قاعدة المثلث الذهبي للنهوض الكامل بالجمهورية الجديدة، كما أن هناك مساحة عظيمة وأفكار هادفة وبناءة حصيلة الحوار الوطني الذي يرعاه الرئيس شخصيًا يمكن الاستعانة بها والعمل على تحقيق ما يتوافق منها لطبيعة الحال المصري ويخدم عموم الشعب، واستكمال المسار بتضافر جهود الكافة من ساحة سياسية ومجتمع مدنى وحكومة ومؤسسات وشعب تحت قيادة رشيدة مخلصة تهدف بناء دولة صامدة رغم كل التحديات. 

أما ناجى الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، فيقول إن المطلوب من الحكومة الجديدة استعادة الرضاء الشعبي، مطالبا بضرورة أن يكون على قمة أولوياتها وأهم أهدافها، مؤكدًا أن تحقيق هذا الهدف النبيل والسامي هو أهم أهداف أي حكومة في أي نظام سياسي في أي دولة من دول العالم، وأن تحقيق هذا الهدف يكون سهلًا على حكومة د. مصطفى مدبولي بتطبيقها وتنفيذها ما جاء في خطاب تكليف الرئيس عبد الفتاح السيسي لها الذي كلف فيه الرئيس الحكومة بالسيطرة على الأسواق ومكافحة الاحتكار والحد من غلاء الأسعار، مشيرًا إلى أنه بالرغم من أنه هدف كل حكومة، وهو بديهي.

وأشار الشهابي، إلى أن تحسن وضع الاحتياطي الدولاري للبنك المركزي المصري وصفقة رأس الحكومة التي ضخت استثمار مباشر جعلت في إمكانيات الحكومة تحقيق الأهداف الثلاثة خاصة بعد توفيرها العملة الأجنبية اللازمة للمستوردين وإنهاء أزمة تكدس السلع والمنتجات في الموانئ. وأضاف الشهابي، أن على الحكومة الجديدة الاهتمام بالزراعة، والصناعة والتعليم والصحة كما طالبها الرئيس في خطاب التكليف وذلك في إقامة المشروعات الصناعية المختلفة تعميق الصناعة وتوطينها وجعل من مصر مصنع عالمي كذلك الاستمرار في زيادة المساحات المستصلحة، مشيرا إلى أن ذلك يحقق أيضا ما طالبها به الرئيس من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الملبس والمأكل والدواء وكل ما يحتاجه المصريين مما يؤدى إلى ترشيد الفاتورة الاستيرادية ويقلل من الطلب على الدولار وهو ما يقوي العملة الوطنية ويرفع قيمتها. وأكد الشهابي، أنه بجانب ذلك يطالب الحكومة بوقف استغلال المدارس الخاصة الأجنبية والدولية والجامعات الخاصة والتي وصلت رسوم الالتحاق بها إلى أرقام فلكية مشددا إلى أنها تحقق أرباحا أكثر من 1000% لتنفرد عن مثيلتها في الدول المختلفة بتلك الربحية العالية جدا، بالرغم من أن القانون يفرض عليها انها غير هادفة للربح.  بينما يقول الدكتور إسماعيل بسيوني، أستاذ بكلية الإعلام بجامعة الأزهر بالقاهرة إن الحكومة لديها تحديات لم يسبق لها مثيل ويجب عليها التفكير خارج الصندوق، وذلك للتغلب على القضايا والمشكلات الاقتصادية الصعبة التي تواجه المواطن.

وأكد بسيوني أنه يجب فتح وتشجيع الاستثمارات الأجنبية، ودعم الصناعات الوطنية، تقليل استيراد السلع والمواد غير الضرورية لتوفير النقد الأجنبي، والعمل على كافة الملفات التي توفر الدوار للدولة كملف العاملين بالخارج والسياحة وقناة السويس، وتشجيع الفلاح لتوفير الزراعات المحاصيل والسلع الغذائية الأساسية كالأرز والقمح وقصب السكر، ومراقبة الأسواق والتحكم والسيطرة على الأسعار ومنع الاحتكار وكثير من الإجراءات الهامة التي يجب عليها اتخاذها.