قصر المانسترلي.. رحلة عبر الزمن إلى واحة من الأناقة والفن "صور"
سارة هليل
على ضفاف نهر النيل الخالد، حيث تتراقص الأمواج على لحن التاريخ، يتربع قصر المانسترلي، تحفة معمارية فاتنة، شاهدة على عظمة الماضي وحضارة مصر العريقة.
تخيل رحلة عبر الزمن، إلى واحة من الأناقة والجمال، حيث يتناغم عبق الماضي مع حداثة الحاضر..
خطواتك الأولى على أرض قصر المانسترلي ستُشعرك وكأنك قد دخلت بوابة سحرية إلى عالم من الروعة والإبداع.
تُحيط بك حدائق غناء تتمايل فيها الأشجار على أنغام موسيقى النيل، بينما تُلامس نسائم الهواء العطرة وجهك، حاملة معها عبق التاريخ وحكايات الزمن الجميل.
شُيّد هذا القصر الفريد في عام 1851 على مساحة 1000 متر مربع، بُني على يد حسن فؤاد المانسترلي باشا، أحد كبار رجال الدولة المصرية في ذلك الوقت. تميز القصر بتصميمه المعماري الفريد، مزيجًا من الطرازين الشرقي والغربي، تجسد فيه براعة الحرفيين المصريين وإبداعهم.
لم يكن قصر المانسترلي مجرد منزل فخم، بل كان مركزًا ثقافيًا مهمًا، حيث استضاف العديد من الشخصيات البارزة من مختلف المجالات، من فنانين وأدباء وعلماء وساسة. شهد القصر العديد من الحفلات الفنية والثقافية، وله مكانة خاصة في قلوب المصريين.
مع مرور الزمن، عانى قصر المانسترلي من الإهمال، وفقد بريقه ولمعانه. لكن في عام 1951، تم إعلان القصر أثرًا تاريخيًا ومعماريًا، وبدأت عملية ترميمه وإعادة تأهيله.
بعد تجديده وترميمه، تم افتتاح متحف أم كلثوم 28 ديسمبر عام 2001 في منطقة الروضة بأحد المباني الملحقة بقصر المانستري، وقد شغل المتحف مساحة 250 مترًا.
وتقع هذه المنطقة في نهاية جزيرة الروضة بالركن الجنوبي الغربي منها، وتعرف هذه المنطقة باسم "المقياس" لوجود مقياس النيل الشهير بها.
لم يقتصر دور قصر المانسترلي على كونه متحفًا فحسب، بل أصبح وجهة ثقافية وفنية هامة. تُقام فيه العديد من الفعاليات الثقافية، مثل الحفلات الموسيقية والمعارض الفنية والندوات.
ولكن ما يميز قصر المانسترلي حقًا هو قاعته الرئيسية، التي تتسع لأكثر من 300 ضيف. هذه القاعة هي المكان المثالي لإقامة حفلات الزفاف المميزة، حيث يمنحها تصميمها الفريد وديكوراتها الأنيقة أجواءً رومانسية ساحرة.
يقع قصر المانسترلي في الجزء الجنوبي الغربي من القاهرة، على جزيرة الروضة في شارع الملك الصالح، يسهل الوصول إليه من أي مكان في القاهرة، وهو وجهة مثالية لقضاء وقت ممتع مع العائلة والأصدقاء.
إذا كنت تبحث عن تجربة ثقافية وفنية فريدة، فإن قصر المانسترلي هو المكان المثالي لك.
مع كل زيارة، ستُسافر عبر الزمن إلى واحة من الأناقة والفن، وستُحفر ذكرياتك في قصر المانسترلي إلى الأبد.