عاجل
الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

الجارديان: شهادات بوجود انتهاكات واسعة النطاق ضد الفلسطينيين في معسكر اعتقال إسرائيلي

ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية ، اليوم الخميس ، أن الأسرى الفلسطينيين يتعرضون للضرب أو الإبقاء عليهم مكبلين في أسرة المستشفيات أو إجبارهم على الوقوف لساعات، وفقا لشاهدات من مصادر عملت في معسكر اعتقال إسرائيلي.



ونقلت الجارديان على موقعها الإلتروني عن اثنين من المصادر عملا في الموقع أن الأسرى المحتجزين في معسكر اعتقال إسرائيلي في صحراء النقب يتعرضون إلى انتهاكات جسدية وعقلية واسعة النطاق، حيث تم الإبلاغ عن حالة واحدة على الأقل لرجل بتر طرفه نتيجة لإصابات أصيب بها من تكبيل يديه المستمر.

 

ووصفت المصادر المعاملة المروعة للأسرى في معسكر سدي تيمان الإسرائيلي، الذي يحتجز فيه فلسطينيون من غزة ومن يشتبه في أنهم عناصر من حماس ، بما في ذلك الأسرى الذين يتم تقييدهم بشكل منتظم في أسرة المستشفيات ومعصوبي الأعين وإجبارهم على ارتداء الحفاضات.

 

ووفقا للمصدرين، فإن المنشأة، التي تقع على بعد حوالي 29 كيلومتر من حدود غزة، تتكون من قسمين متميزين : منطقة سياج حيث يجري فيها احتجاز ما يصل إلى 200 معتقل فلسطيني من غزة تحت قيود جسدية شديدة داخل أقفاص، ومستشفى ميداني ، حيث يتم احتجاز العشرات من السجناء ، ويجري تقييد أيدي المرضى الذين يعانون من إصابات الحرب في أسرتهم، وغالبا ما يتم حرمانهم من الحصول على مسكنات الألم.

 

وقال أحد المصادر، الذي عمل في المنشأة كحارس للسجن ، إن المعتقلين أجبروا على الوقوف لساعات، أو الجلوس على ركبهم ، وأضاف المصدر، الذي تحدث عن خطر أن يتعرض لأعمال انتقامية، إن العديد من المعتقلين تعرضوا للضرب بالهراوات ولم يتمكنوا من تحريك رؤوسهم أو التحدث في المنشأة.

 

وتابع "السجناء محتجزون في ما يشبه الأقفاص، وجميعهم معصوبي الأعين ومقيدوي الأيدي، وإذا تحدث شخص ما أو تحرك، يتم إسكاته على الفور أو يجبر على الوقوف ويداه مرفوعتان فوق رأسه ومقيد اليدين لمدة تصل إلى ساعة واحدة ، وفي حال إذا لم يتمكنوا من رفع أيديهم، يقوم الجنود بربط الأصفاد بقضبان القفص ، وكان العديد من المعتقلين مصابين بجروح ملتهبة ولا يجري علاجها كما يجب".

 

وأضاف: "الأرضية قذرة للغاية، ورائحتها كريهة لدرجة أننا اضطررنا إلى ارتداء أقنعة الوجه ، كنت تسمع أحيانا صوت الضرب والصراخ، وصوت ضرب كما لو كان على جدار معدني ، وبعض الأسرى الفلسطينيين كانوا يعانون من سوء تغذية ، حيث يحصل الأسرى على خيارة واحدة وبضع شرائح من الخبز وكوب من الجبن".

 

وقال المصدر إن الجيش ليس لديه دليل على أن جميع الأسرى هم أعضاء في حماس ، حيث تساءل بعض السجناء مرارا وتكرارا عن سبب وجودهم هناك ، وجرى اعتبار معظمهم أنهم مشتبه بهم وتم إطلاق سراح بعضهم ، لكن لم يتم توجيه اتهامات رسمية إليهم ، لقد كان المكان بمثابة معسكر فرز، واحتجاز مؤقت.

 

وبحسب تقرير منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان، الذي طالب بإغلاق المعسكر، فإنه ، منذ بداية الحرب، تم تصنيف جميع سكان غزة المحتجزين على أنهم (مقاتلون غير شرعيين) ، وهو تصنيف يحرمهم من أن يصنفوا كأسرى حرب ، وهذا الوضع، يمكن إسرائيل من حظر زيارات المحامين لفترات طويلة، مما يؤدي إلى الافتقار إلى الرقابة الحاسمة خلال فترة تتزايد فيها مخاطر ظروف السجن القاسية والتعذيب.

 

ووفقا للمعلومات التي تم الحصول عليها من مصلحة السجون الإسرائيلية ، قامت اعتبارا من مطلع أبريل بتصنيف 849 شخصا مصنفين على أنهم "مقاتلون غير شرعيين" محتجزون لدى المصلحة.

 

ووصف المصدر المستشفى الميداني داخل المعتقل بأنه عبارة عن خيام مع غرفة طوارئ ، حيث يجري إجراء العمليات الجراحية للمرضى على نقالات لعدم وجود طاولة عمليات ، وكان المرضى مقيدين إلى الأسرة، وكانوا جميعا يرتدون الحفاضات وكانت أعينهم معصوبة.

 

وادعى المصدر أنه تم إبلاغه " أن بعض المرضى تم إحضارهم من مستشفيات في غزة، وأن هؤلاء هم المرضى الذين أسرهم الجيش الإسرائيلي أثناء علاجهم في مستشفيات غزة وتم إحضارهم إلى هذا المكان ، وكانت أطرافهم وجروحهم ملتهبة ، وكانوا يئنون من الألم" ، وقال إنه علم في إحدى الحالات تم بتر يد أحد المعتقلين لأن معصميه أصيبا بالغرغرينا بسبب الجروح الناتجة عن تكبيله.

 

وقدم تقرير أطباء من أجل حقوق الإنسان تفاصيل حالة عز الدين البنا ، وهو من سكان غزة يبلغ من العمر 34 عاما، وكان يستخدم كرسي متحرك قبل اعتقاله، والذي توفي في مركز طبي آخر في فبراير الماضي بعد نقله من سدي تيمان لتلقي العلاج ، وذكر سجناء آخرون أنه ظل يشكو من الألم لعدة أيام ولم يستجب له أحد ولم يحصل على العلاج المناسب.

 

وقد تم تأكيد تصريحات حارس السجن من قبل مصدر آخر تحدث إلى صحيفة الجارديان وكان جزءا من الطاقم الطبي العامل في المستشفى الميداني في سدي تيمان ، وقال "كان هناك نحو 15 مريضا في المجمل، وكانوا جميعا مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين ، كانوا عراة ويرتدون حفاضات ومغطين بالبطانيات ، وبدا أن معظمهم مصابون بإصابات حرب واضحة، وخضع بعضهم لعمليات بتر أطراف، وخضع آخرون لعمليات جراحية كبيرة في البطن أو الصدر. لقد كانوا عراة تقريباً باستثناء الحفاضات".

 

وأضاف عضو الطاقم الطبي: "أفهم أنه من الصعب علاج مريض متهم بارتكاب جرائم بشعة، لكنها الوظيفة التي اخترناها، وكأطباء يجب أن ندرك أن كل إنسان له الحق في الحصول على الرعاية الصحية المناسبة بغض النظر عن خلفياتهم".

 

وردا على هذه الادعاءات، قال الجيش الإسرائيلي ، في بيان ، "من بين المعتقلين المحتجزين في منشأة سدي تيمان، هناك نشطاء عسكريون ماهرون على مستوى عال جدا من الخطر ، ويتم تكبيل أيدي المعتقلين وفقا لمستوى الخطر الذي يمثلونه وحالتهم الصحية ، ويتم تنفيذ إجراءات روتينية بشأن تكبيل اليدين للتأكد من أن الأصفاد تتم بطريقة لا تؤذي المعتقلين ، في وقت مبكر من الحرب وبعد ورود تقارير عن إصابات بسبب الأصفاد، تم تغيير نوع الأصفاد في المنشأة لتقليل الضرر المحتمل نتيجة للأصفاد قدر الإمكان".

 

وأضافت أنه يسمح للمحتجزين بالوصول بانتظام إلى المراحيض الموجودة في مجمع السجن، وأنه يجري استخدام الحفاضات فقط لأولئك الذين خضعوا لإجراءات طبية كانت حركتهم محدودة، وكان الهدف منها الحفاظ على نظافتهم.

 

وقال الجيش الإسرائيلي " إنه عامل المعتقلين بطريقة لائقة وبعناية ، وإنه يجري مراجعة أي ادعاء يتعلق بسوء سلوك جنود الجيش الإسرائيلي والتعامل معه على هذا الأساس ، وفي حالات معينة، تفتح الشرطة العسكرية تحقيقات جنائية" ، وفق ما نشرته صحيفة الجارديان.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز