عاجل
الإثنين 24 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

بعد نقل بعضها من قصر طهطا واختفاء بعضها..

«قصور الثقافة» تقتل أحلام مثقفي سوهاج بدم بارد.. وما مصير مخطوطات رفاعة الطهطاوي؟!

الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة
الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة

في الوقت الذي تبحث فيه الدولة المصرية سبل الاستثمار في الأصول الثقافية، والتي من المفترض أن يبحث فيه الشرفاء من مثقفي الوطن والقائمين على العمل الثقافي من وضع خطة استراتيجية للجذب الثقافي والمعرفي وتحقيق عوائد استثمارية للتطوير والارتقاء بالمنظومة الثقافية، كانت الخطة الخمسية التي رسمتها وزارة الثقافة أن تجرف محافظة سوهاج من أقوى مصادرها الجاذبة للباحثين في أصول المخطوطات وتحقيق التراث.. أكثر من ست سنوات على خروج 118 مخطوطا أثريا من مسقط رأس "رائد التنوير" رفاعة رافع الطهطاوي على وعد بعودتها بعد الترميم، ولكن لم تعُد حتى الآن.



 

وفي المقابل وحزنا على الأجداد يتفجر مع متابعة إنجاز يحسب لوزارة الثقافة مع قرب افتتاح مرحلة جديدة بمتحف نجيب محفوظ بمبنى تكية أبو الدهب وأضلف مركز إبداع "اديب نوبل"، تتضاعف الأحزان على بلد كتب عليها أن تقبع في المواويل "سوهاج".. إجهاض ثقافي يقتل الحلم بميلاد متحف يضم مخطوطات جدنا رفاعة رافع الطهطاوي.

 

ولذلك وللأسف الشديد يفسر البعض بأن وزارة الثقافة ممثلة في الهيئة العامة لقصور الثقافة تقتل أحلام مثقفي سوهاج بدم بارد، خاصة أنه عندما طال غياب المخطوطات كثرت التساؤلات، وتغيرت الحجج وأصبحت الردود أن قصر ثقافة طهطا بمركز طهطا "مسقط رأس رائد التنوير" غير آمن لحفظ مخطوطات محفوظة به منذ إنشائه في ستينيات القرن الماضي.

 

قبل البداية

 

ونعود لتساؤلاتنا السابق طرحها والتي تؤكد يوما بعد يوم غياب التخطيط والعمل بعشوائية وفق توجيهات كل مسؤول بالثقافة.. وها نحن نكرر: خرجت المخطوطات في بداية 2018 وأخذ القلق على تأمينها عند العودة بقلوب القائمين على مهمة ترميمها.. لماذا لم يوضع ضمن خطة إعادة إحلال وتجديد فرع وقصر ثقافة سوهاج تجهيز قاعة متحفية لحفظ تلك المخطوطات النادرة وعمل مقايسات الإحلال والتجديد بـ110 ملايين جنيه بدلا من إنفاق الـ106 ملايين دون أي تغيير أي تطور في الأداء.

 

البداية 

 

يعود الأمر إلى عام 24 يناير 2018 حيث تم تشكيل لجنة إدارية من قبل الشؤون المالية والإدارية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، وفرع ثقافة سوهاج، قامت بجمع أكثر من 118 مخطوطا، تردد أنه تم تحميلها في سيارات ميكروباص لنقلها إلى القاهرة.

 

خرجت مخطوطات رائد التنوير، رفاعة الطهطاوي من قصر ثقافة طهطا منذ أكثر من 6 سنوات، فما مصيرها خصوصا أنها من الملفات التي لا يمكن ولا يجوز السكوت عنها، فهي لا تخص مصر بل تمس الوطن العربي، ومن الأولى أن تعرض بمسقط رأس رفاعة الطهطاوي في بلده طهطا بسوهاج.

 

وسبق أن أكد مدير قصر ثقافة طهطا وقتها فى إحدى الصحف: أن توجيهات الهيئة جاءت على أن يتم ترميم المخطوطات وعودتها إلى مسقط رأسها مرة أخرى، وأن عدد المطلعين على المخطوطات منذ 20 عامًا هو شخصان فقط، وأن المخطوطات تضم النسخة الأصلية لـ«أغاني الأصفهاني» و20 جزءا مخطوطا لمجموعة لسان العرب وغيرها!.

 

ويعود تاريخ مخطوطات رفاعة الطهطاوي، التي كانت محفوظة بقصر ثقافة طهطا، التي تضم تراثا نادرًا من الكتابة بخط اليد، لا تضاهيها أي طباعة، تحمل روحانيات خاصة، وطب وأعشاب وعلم نفس، منها جلود بملمس فخم ونادرة.

 

مؤامرة على سوهاج 

 

كما سبق أن وصف أدباء بسوهاج خروج المخطوطات بمثابة مؤامرة من مسؤولين بالثقافة بمحاولة طمس تراث رفاعة الطهطاوي وضياعه، وأكدوا عدم عودة المخطوطات مرة أخرى إلى قصر ثقافة طهطا.

 

وتسود حالة من التساؤلات وعلامات الاستفهام حول عدم عودة مخطوطات الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي- رائد حركة التنوير في العصر الحديث- والتي تم نقلها من قصر ثقافة طهطا التابع لفرع ثقافة سوهاج بناء على تعليمات من رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة الأسبق، والحديث حول إرسالها إلى إدارة الترميم بدار الكتب والوثائق القومية بالقاهرة لترميمها، بالإضافة إلى أنه وردت الى إقليم وسط الصعيد الثقافي إشارة وتساؤلات حول ملف مخطوطات رفاعة الطهطاوى وأنها لا زالت مسجله عهده على مسؤولة المكتبة بقصر ثقافة طهطا، ولكن دون اهتمام واعتبار أن الواقعة ليست فى عهدهم ولم يهتموا بشأنها.

 

مكتبة رفاعة الطهطاوي

 

ولماذا لا تعود المخطوطات لتعرض على الجمهور والاطلاع في مكتبة رفاعة الطهطاوي بمدينة سوهاج، والتي تعد من أكبر ثلاث مكتبات أثرية على مستوى الجمهورية، وتضم 1437 مخطوطا نادرا و16 ألف مطبوعة، والتي تم ترميمها وتطويرها مؤخرًا وافتتحها محافظ سوهاج بتكلفة بلغت 3 ملايين و960 ألف جنيه، وذلك ضمن خطة المحافظة لوضع المكتبة في المكانة اللائقة بها، كونها مكتبة تراثية تضم مخطوطات تاريخية نادرة، وذلك بالتوازي مع اهتمام القيادة السياسية، وتوجهات الدولة للحفاظ على التراث الحضاري، والمباني ذات الطراز المعماري الفريد.

 

ولماذا لا تخاطب وزارة الثقافة محافظة سوهاج في ضم المكتبة للوزارة واثرائها ثقافياً ولتصبح مكتبة ومتحف ومركز إبداعي ينير الصعيد كله من جديد بدلا من إطفاء أحلامه نتيجة الإهمال الثقافي وتولي كوادر للاسف مهلهلة هى من تتولى زمام الأمر الثقافى بالمحافظة، دون خبره كافيه!.

 

سابقة قبل النقل

 

كما علمنا أنه كانت هناك محاولات من 10سنوات، وشكلت وزارة الثقافة لجنة لبحث مصير المخطوطات، ووجهت بنقلها من قصر ثقافة طهطا لكن باء الأمر بالفشل نظرا للتكلفة المادية العالية لجلب عربات مجهزة لنقل المخطوطات للحفاظ عليها، ولكن ظلت كما هي، وبعد أكثر من 5 سنوات كانت بمكان غير مجهز بالقدر الكافي في الدور الثاني بالقصر، وتم التواصل مع محافظ سوهاج الأسبق.

 

قبل النهاية

 

بدأ الأمر بتوجيه من رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة الأسبق بجلب المخطوطات لأنها تمثل أمنًا قوميا، وحاول نائب بطهطا بقدر المستطاع ألا تؤخذ من سوهاج، لكن رئيس الهيئة أفاد بأنها سوف يتم ترميمها وتعاد مرة أخرى، وتم نقلها في عربة من الهيئة غير مجهزة لنقل المخطوطات، وأفادت بأنه تم إرسالها إلى دار الكتب والوثائق القومية لترميمها. 

 

والغريب فى الأمر أن ما يتم ترديده انه لا يوجد لدى الهيئة العامة لقصور الثقافة أي إثبات أو مستند يفيد بوجودها في قصر ثقافة طهطا منذ أن تم وجودها بالقصر ولا يوجد أساس لوجودها أو من أهداها إلى القصر والتي تردد أن الكتب كانت موجودة بمكتبة الطفل والشباب بطهطا وتم نقلها بعد ذلك بقصر ثقافة طهطا بعد بنائه واستمرت بالقصر بدون إثبات ولم ترمم، في حين تم ترميم القصر عام ولم يتم ترميم المخطوطات.

 

وهذا جزء بسيط من أوجه القضية لأن الموضوع اكبر من اى تخيلات، ويستوجب على وزيرة الثقافة فتح تحقيق موسع فى الامر، بالإضافة إلى مخالفات تستوجب البحث والتحقيق حول مصير ما تردد من اختفاء 3 مخطوطات لرفاعة الطهطاوى والمثبت اختفاؤها فى تقارير لدى القصر، بخلاف ما تم نقله من قصر ثقافة طهطا التابع لفرع ثقافة سوهاج منذ اكثر من 6 سنوات، وضرورة التحري بواسطه لجنه على أعلى مستوى حول ما يتردد من تربح قيادات بالقصر بمباركة آخرين من الهيئة وقتها، وخاصة أن كل هذه الوقائع والمستندات تعد جزءا بسيطا من الصورة الواقعية نضعها أمام وزارة الثقافة والأجهزة الرقابية للبحث والتحقيق ونتمنى الإفادة للصالح العام..ونستكمل الموضوع فى تحقيقات قادمة وبالمستندات أيضا.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز